تعتبر الطائفة السامرية أصغر الطوائف في العالم وهي موجودة في مدينة نابلس على جبل جرزيم تحديدًا وحولون جنوب مدينة تل أبيب. السامريون في نابلس يتشابهون جدًا مع أغلبية سكان المدينة هناك في طقوسهم الاجتماعية بالذات، ولكن بدايةً، كيف وصل السامريون إلى مدينة نابلس؟
بعد خروجهم من مصر بقيادة يوشع بن نون، دخلوا فلسطين حتى وصلوا جبل جرزيم وأقاموا هناك، وعندما احتل نبوخذ نصّر البلاد، سبى العديد منهم حتى أًصبحوا أقليّة فيما بعد. ويعتقد السامريّون أنّهم الوحيدون من بني إسرائيل “الأنقياء”؛ إذ لم يختلطوا مع باقي المجتمعات منها اليهودية، وهم ينسبون أنفسهم إلى نسل النبي يوسف. (ميلز، 1860)
أمّا اسم الطائفة بـ “السامرية”، اختلفت الآراء حول التسمية، منهم من أكّد أنها مشتقة من كلمة “السامرة” أو “شومرون” بالعبرية، وهي عاصمة القبائل التي خرجت من مصر واستقّرت في هذه المنطقة، بينما ورد في بعض المصادر والتي يؤكدها أبناء الطائفة أن “السامري” هو الحارس أو المحافظ؛ ويؤمن السامريّون أنّهم حافظوا على شريعة النبي موسى أكثر من اليهود، وقد وردت هذه التسمية كذلك في العهد الجديد مع حكاية المرأة السامرية مع السيد المسيح. وفي مقالنا هذا سنتطرق لبعض الصور الرقمية في المكتبة الوطنية التي تعكس الحياة الاجتماعية والدينية للطائفة السامرية في نابلس من خمسينيّات القرن الماضي حتى السنوات الأخيرة من الألفية الثانية.
بعد حرب العام 1948، عانى السامريّون كغيرهم من أهل البلاد؛ إذ بقي البعض منهم في جبل جرزيم، فيما بقيت باقي الطائفة في حولون، وكان الذهاب للحج في جبل جرزيم؛ إذ يعتبر السامريّون أنّ جبل جرزيم هو الجبل المقدّس المذكور في التوراة وليست تلة موريا في القدس. الصور أدناه من حدود بوابة مندلباوم على خط التماس في القدس لسامريين يعبرون للضفة الغربية بقيادة الحكومة الأردنية آنذاك.
صور القدس: المسجد الأقصى، أبواب القدس، طريق الآلام، أحياء القدس




للمزيد حول الأعياد اليهودية باللغة العربية في مجموعات المكتبة الوطنية.
وكما يظهر في الصور السابقة وبعض الصور التالية أنّ السامريين يتميّزون بلباسهم التقليدي وتحديدًا في أيام السبت والأعياد الدينية؛ إذ يلبس الصغار والكبار الجبات والطرابيش ذات اللون الأحمر.

أمّا طقوس الزفاف والأفراح لدي السامريين، فهي شبيهة إلى حدًّ كبير للطقوس الشعبية التقليدية في مدينة نابلس، والتي تبدأ من الخطبة والتي يجتمع فيها الرجال بانفراد عن النساءـ والتي يظهر بعضها في حفل الحنّاء العربي، أو كما اجتماع عقد القران لدى المسلمين…



اقرأ/ي أيضًا: هاتوا هالحنا هاتوا…صور طقوس العرس الفلسطيني
والطائفة السامرية تلتزم بختان الذكور في اليوم الثامن وفقًا للشريعة اليهودية واتباعًا لأوامر النبي إبراهيم، ويكون الختان كحفل تقيمه العائلة ويجتمع فيه الناس للمباركة.

ونختم المقال بصورة اجتماعية في مناسبة دينية محضة وهي مولد النبي موسى، وعلى الرغم منّ أنّ المناسبة دينية إلا الصورة – وصور أخرى في ذات الألبوم – تظهر تجمّع لعدد من الرجال وكأنها مناسبة اجتماعية أو حفل عائلي.
