السامريون في مدينة نابلس

مجموعة صور حول الحياة الدينية والاجتماعية للطائفة السامرية في نابلس من أرشيف أرنون دانتشو في مجموعات صور المكتبة الوطنية

عشية عيد الأسابيع، 2016، أرشيف أرنون دانتشو، المكتبة الوطنية

عشية عيد الأسابيع، 2016، أرشيف أرنون دانتشو، المكتبة الوطنية

تعتبر الطائفة السامرية أصغر الطوائف في العالم وهي موجودة في مدينة نابلس على جبل جرزيم تحديدًا وحولون جنوب مدينة تل أبيب. السامريون في نابلس يتشابهون جدًا مع أغلبية سكان المدينة هناك في طقوسهم الاجتماعية بالذات، ولكن بدايةً، كيف وصل السامريون إلى مدينة نابلس؟
بعد خروجهم من مصر  بقيادة يوشع بن نون، دخلوا فلسطين حتى وصلوا جبل جرزيم وأقاموا هناك، وعندما احتل نبوخذ نصّر البلاد، سبى العديد منهم حتى أًصبحوا أقليّة فيما بعد. ويعتقد السامريّون أنّهم الوحيدون من بني إسرائيل “الأنقياء”؛ إذ لم يختلطوا مع باقي المجتمعات منها اليهودية، وهم ينسبون أنفسهم إلى نسل النبي يوسف. (ميلز، 1860)

أمّا اسم الطائفة بـ “السامرية”، اختلفت الآراء حول التسمية، منهم من أكّد أنها مشتقة من كلمة “السامرة” أو “شومرون” بالعبرية، وهي عاصمة القبائل التي خرجت من مصر واستقّرت في هذه المنطقة، بينما ورد في بعض المصادر والتي يؤكدها أبناء الطائفة أن “السامري” هو الحارس أو المحافظ؛ ويؤمن السامريّون أنّهم حافظوا على شريعة النبي موسى أكثر من اليهود، وقد وردت هذه التسمية كذلك في العهد الجديد مع حكاية المرأة السامرية مع السيد المسيح. وفي مقالنا هذا سنتطرق لبعض الصور الرقمية في المكتبة الوطنية التي تعكس الحياة الاجتماعية والدينية للطائفة السامرية في نابلس من خمسينيّات القرن الماضي حتى السنوات الأخيرة من الألفية الثانية.

بعد حرب العام 1948، عانى السامريّون كغيرهم من أهل البلاد؛ إذ بقي البعض منهم في جبل جرزيم، فيما بقيت باقي الطائفة في حولون، وكان الذهاب للحج في جبل جرزيم؛ إذ يعتبر السامريّون أنّ جبل جرزيم هو الجبل المقدّس المذكور في التوراة وليست تلة موريا في القدس. الصور أدناه من حدود بوابة مندلباوم على خط التماس في القدس لسامريين يعبرون للضفة الغربية بقيادة الحكومة الأردنية آنذاك.

صور القدس: المسجد الأقصى، أبواب القدس، طريق الآلام، أحياء القدس

 

سامريون يلتقون عند بوابة مندلباوم قبل عيد الفصح، مجموعة بيتمونا للصور، المكتبة الوطنية.
سامريون يلتقون عند بوابة مندلباوم قبل عيد الفصح، مجموعة بيتمونا للصور، المكتبة الوطنية.

 

سامريون عند بوابة بوابة مندلباوم متجهين لجبل جرزيم قبل عيد الفصح، مجموعة بيتمونا للصور، المكتبة الوطنية.
سامريون عند بوابة بوابة مندلباوم متجهين لجبل جرزيم قبل عيد الفصح، مجموعة بيتمونا للصور، المكتبة الوطنية.

 

صعود السامريين على جبل جرزيم عشية عيد الأسابيع، 2016، أرشيف دانتشو أرنون، المكتبة الوطنية
صعود السامريين على جبل جرزيم عشية عيد الأسابيع، 2016، أرشيف دانتشو أرنون، المكتبة الوطنية

 

عيد الأسابيع، 2016، أرشيف دانتشو أرنون، المكتبة الوطنية
عيد الأسابيع، 2016، أرشيف دانتشو أرنون، المكتبة الوطنية

للمزيد حول الأعياد اليهودية باللغة العربية في مجموعات المكتبة الوطنية.

وكما يظهر في الصور السابقة وبعض الصور التالية أنّ السامريين يتميّزون بلباسهم التقليدي وتحديدًا في أيام السبت والأعياد الدينية؛ إذ يلبس الصغار والكبار الجبات والطرابيش ذات اللون الأحمر.

 أطفال في داخل عريشة في عيد العُرُش، 2007، أرشيف دانتشو أرنون، المكتبة الوطنية
أطفال في داخل عريشة في عيد العُرُش، 2007، أرشيف دانتشو أرنون، المكتبة الوطنية

أمّا طقوس الزفاف والأفراح لدي السامريين، فهي شبيهة إلى حدًّ كبير للطقوس الشعبية التقليدية في مدينة نابلس، والتي تبدأ من الخطبة والتي يجتمع فيها الرجال بانفراد عن النساءـ والتي يظهر بعضها في حفل الحنّاء العربي، أو كما اجتماع عقد القران لدى المسلمين…

حفل خطوبة لأحد أبناء الطائفة، سنوات الثمانينيّات، أرشيف دانتشو أرنون، المكتبة الوطنية.
حفل خطوبة لأحد أبناء الطائفة، سنوات الثمانينيّات، أرشيف دانتشو أرنون، المكتبة الوطنية.

 

حفل حناء لدى الطائفة السامرية، 2018، أرشيف دانتشو أرنون، المكتبة الوطنية
حفل حناء لدى الطائفة السامرية، 2018، أرشيف دانتشو أرنون، المكتبة الوطنية

 

 

حفل سهرة الشباب للطائفة السامرية، 2018، أرشيف دانتشو أرنون، المكتبة الوطنية
حفل سهرة الشباب للطائفة السامرية، 2018، أرشيف دانتشو أرنون، المكتبة الوطنية

اقرأ/ي أيضًا: هاتوا هالحنا هاتوا…صور طقوس العرس الفلسطيني

والطائفة السامرية تلتزم بختان الذكور في اليوم الثامن وفقًا للشريعة اليهودية واتباعًا لأوامر النبي إبراهيم، ويكون الختان كحفل تقيمه العائلة ويجتمع فيه الناس للمباركة.

حفل ختان لأحد أبناء الطائفة السامرية، 2018، أرشيف دانتشو أرنون، المكتبة الوطنية.
حفل ختان لأحد أبناء الطائفة السامرية، 2018، أرشيف دانتشو أرنون، المكتبة الوطنية.

ونختم المقال بصورة اجتماعية في مناسبة دينية محضة وهي مولد النبي موسى، وعلى الرغم منّ أنّ المناسبة دينية إلا الصورة – وصور أخرى في ذات الألبوم – تظهر تجمّع لعدد من الرجال وكأنها مناسبة اجتماعية أو حفل عائلي.

مولد النبي موسى، سنوات الثمانينيّات، أرشيف دانتشو أرنون، المكتبة الوطنية.
مولد النبي موسى، سنوات الثمانينيّات، أرشيف دانتشو أرنون، المكتبة الوطنية.

 

التّصوير السّياحي في مصر القرن التّاسع عشر والأخوان زانجاكي في بورسعيد

في منشور الأخوان زانجاكي الذي نتناوله في هذا المقال نرى ميّزات عديدة تعرّفنا على الذّوق الفنّي والاهتمام السّياحي بقناة السّويس في القرن التاسع عشر.

مدخل قناة السّويس ومقرّ الشركة العالمية لقناة السويس البحرية، تصوير الأخوان زانجاكي، مجموعة عائلة لينكن.

مدخل قناة السّويس ومقرّ الشركة العالمية لقناة السويس البحرية، تصوير الأخوان زانجاكي، مجموعة عائلة لينكن.

 من منا لم يسمع عن الاحتفال المهيب الذي أقامه الخديوي اسماعيل لافتتاح قناة السويس في السادس عشر من نوفمبر عام 1869؟ فبعد أكثر من عشر سنوات على مباشرة العمل على حفر القناة افتتحت الشركة العالمية لقناة السويس البحرية مشروعًا ضخمًا لم يشهد مثله البشر من قبل، وكان من اللائق أن يكون الاحتفال على درجة من الفخامة لا تقلّ عن فخامة المشروع. فكيف بثّت دعاية هذا الحفل وكيف روّج له؟

اقرأ/ي أيضًا: قناة السويس: استعادة الشرق هدية الغرب

تواجدت العائلات المصرية على ضفاف القناة على امتدادها ترحيبًا بالسفن الّتي عبرتها للمرة الأولى واحتفالًا بافتتاح القناة بإشارة من الحكومة المصريّة، وحضر إلى مدينة بور سعيد ألوف مؤلّفة من المصريين لمشاهدة الحفل، بالإضافة إلى آلاف الضيوف المدعويين من رؤساء دول وسياسيين وفنانين وشخصيات كبرى من حول العالم تمّت رعايتهم من قبل مئات الطهاة وآلاف الخدام واستقبلوا على سجاجيد فاخرة ومنصات خشبية مكسوة بالحرير والديباج والأعلام والمظلّات البهيّة. واشترك في هذا الحفل كلّ من علماء الدين المصريين وجيشها ورجال دولتها وأهلها.

رافق هذا الحفل المهيب مطبوعات ومنشورات مصممة خصيصًا ما زال الكشف عنها يعبّر عن الحالة الاجتماعية الفريدة والمتنوّعة في مصر في تلك الحقبة. من بين هذه المنشورات خارطة قام بتصميمها ونشرها الأخوان زانجاكي اليونانيان والمقيمان في بور سعيد في تلك الفترة.

خارطة قناة السويس البحرية"، القرن التاسع عشر، مجموعة عائلة لينكن.
خارطة قناة السويس البحرية”، القرن التاسع عشر، مجموعة عائلة لينكن.

 

ليس لدينا الكثير من المعلومات حول هذه الخارطة وتصميمها ولا نعرف في أي عام نُشرت بالضبط. لكن من تفاصيل هذا المنشور وبالمقارنة مع تصميمات شبيهة خرجت في تلك الفترة يمكننا التعرف على السياق العام الّذي أنتجت به. فمن هما الأخوان زانجاكي؟ وما المشاهد المحيطة للخريجة ومن الشخصيات التي تظهر عليها صورتهم؟

الاخوان زانجاكي مصوّران يونانيان يكتنفهما الغموض إذ ليس هناك معلومات مؤكّدة حول جذورهما أو حول أسماءهما حتّى. ولكن من المؤكّد أنهما عاشا في مصر العثمانية ما بين ستّينيّات وتسعينيّات القرن التّاسع عشر وخلّفا صورًا مذهلة عن مصر في تلك الفترة.

ارتبط اسمهما بالمصوّر الرّسمي لتوثيق العمل على قناة السويس الفرنسي إيبوليت أرنو صاحب “ألبوم قناة السويس” الّذي وثّق عشر سنين حفر القناة. ويبدو أن الإخوة زانجاكي كانا مساعدين أو مرافقين له في العل على هذا الألبوم إلى جانب عملهما الخاص، حيث كانا ينتجان الصّور التذكارية لبيعها لسيّاح مصر حيث امتلكا ستديو خاص في بور سعيد وآخر في القاهرة.

مدخل قناة السويس في بورسعيد، تصوير الأخوان زانجاكي، مجموعة عائلة لينكلن
مدخل قناة السويس في بورسعيد، تصوير الأخوان زانجاكي، مجموعة عائلة لينكن

 

مجرى مائي والعاملين حوله من ورشات العمل في قناة السويس، الاخوان زانجاكي، مجموعة عائلة لينكن
مجرى مائي والعاملين حوله من ورشات العمل في قناة السويس، الاخوان زانجاكي، مجموعة عائلة لينكن

 

خلال سنوات مكوثهما في مصر، قام الاخوان زانجاكي بتوثيق معالم مصر الشهيرة على امتداد النيل برفقة عربة حصان مزوّدة بغرفة مظلمة للتصوير، وقاما بتوثيق بعض المشاهد من قناة السويس وبتوثيق حياة المصريين اليوميّة وتقاليدهم وأعمالهم.

في الصّورة التي نتناولها عن قناة السويس نرى ميّزات عديدة: تتربّع خارطة القناة بشكل أفقي على مركز التصميم، يعلوها صور شخصيّة لمحمد علي باشا وولديه الّذين تمّ افتتاح العمل على قناة السّويس واختتامه في عهديهما الخديوي سعيد والخديوي اسماعيل. ثمّ على الهامشين العلوي والسّفلي نرى نوعين من الصّور، صور لمشاهد من قناة السّويس على امتدادها، على ما يبدو قام الأخوان بالتقاطها وإلّا لما كان من القانونيّ نشرها على تصميمهم الخاص، وصور لشخصيّات بعضها معروف وذات أهميّة في تاريخ إقامة القناة. ففي أعلى الصورة نرى على طرفيها من اليمين صورة السلطان العثماني عبد العزيز الأوّل (1830-1876) وعلى يسارها السياسي الفرنسي فرديناند ديلسبس  (1805-1894) صاحب فكرة القناة والمبادر الأوّل لها.

ليست هذه الخارطة بتصميمها الأولى من نوعها في تلك الفترة، فعلى سبيل المثال، في إحدى دعوات حفل الافتتاح المهيب والمحفوظة نسخة عنها لدى جمعية إحياء ذكري ديلسيبس وقناة السويس، تظهر خارطة لامتداد القناة وحولها صور شخصيّة لملوك ورؤساء دول العالمين الّذين سيحضرون الحفل.

وفي منشور آخر للمصوّر الفرنسي أرنو الّذي عملا معه الأخوان زانجاكي، تظهر خارطة لامتداد القناة بالعرض وحولها كذلك صور لمشاهد من مناطق مختلفة على ضفاف القناة وصور لشخصيات في تصميم يكاد يكون مطابق لخارطة الأخوان زانجاكي في مجموعة عائلة لينكن.

فعلى ما يبدو كان هذا التّصميم متداول في المنشورات والدّعوات المتعلّقة بالحفل أو حتّى المعروضة للبيع في التجارة السّياحيّة كنوع من التّعريف بالقناة وتبجيل القائمين عليها. ولكن ما يميّز تصميم الأخوان زانجاكي هو وجود شخصيات نسائيّة أكثر عدًدا من الشخصيات الرجالية من الرؤساء والسّياسيين، إلّا أن هويّة هؤلاء النّسوة وارتباطهنّ بقناة السويس يحتاج للمزيد من البحث والتّقصي.

ولكنّ الأرجح، أنّ النّساء السّبع المرفقة صورهنّ في التّصميم، بالإضافة إلى الرّجلين على الجانب السّفلي من التّصميم، هم أشخاص مغمورين ومحلّيين، قام الأخوة زانجاكي بتصويرهم خلال رحلتهم الشّهيرة على امتداد النّيل أو في الاستديو الخاص بهم، وقاموا بارفاق صورهم بألبستهم التّقليديّة والمتنوّعة إلى التّصميم كنوع من لفت الانتباه إلى ثقافة المنطقة الغريبة والأخّاذة بالنّسبة للسائحين الفرنسيين والبريطانييّن في ذلك الوقت. ومما يؤكّد على هذا الاحتمال هو عدم ورود أسماء لهم تحت صورهم مقارنة بصور الشّخصيات الهامّة والشّهيرة، بالإضافة إلى غلبة صور النّساء، وهو اهتمام شائع لدي المصّورين الأوروبيين في مصر وبلاد الشام في تلك الفترة. كما أنّ هذا التفسير يتماشى مع عرض التّصميم لصور مشاهد طبيعيّة من مصر، وكأنما التّصميم جاء ليحتفل بمشروع القناة وبمصر كلّها.

اقرأ/ي أيضًا: الحياة والأزياء التقليدية في مسيرة خليل رعد

 

من الجدير بالذّكر أن الأخوان زانجاكي قاما بزيارة البلاد أيضًا وخلّفا صورًا عديدة من هذه الزّيارة يمكنكم مشاهدتها هنا.

سوق يافا القرن ال 19، تصوير الأخوان زانجاكي، مجموعة عائلة لينكن.
سوق يافا القرن ال 19، تصوير الأخوان زانجاكي، مجموعة عائلة لينكن.

 

 

مكتشفات: توثيق محاولات هجرة يهود النمسا بعد الاحتلال النازي

تم الكشف بشكل حصريّ عن الوثائق الخفيّة ليهود فيينا خلال الحرب العالمية الثانية، وذلك في إطار التعاون بين شركة MyHeritage والأرشيف المركزي لتاريخ الشعب اليهودي في المكتبة الوطنية. تشمل المجموعة 228,250 سجّلًا وصورة ممسوحة ضوئية للوثائق الأصلية التي قدّمها مهاجرون يهود من فيينا في الفترة ما بين الحربين العالميتين. تكشف هذه الوثائق، المتاحة على موقع المكتبة، عن معلومات استثنائية بخصوص حياة الجالية اليهودية المزدهرة في فيينا، عاصمة النمسا، بين 1938-1939.

هجرة جماعية ليهود فيينا، تشرين الأول 1941 (تصوير: موقع بلدية فيينا)، على خلفية وثائق الهجرة المحفوظة في الأرشيف المركزي لتاريخ الشعب اليهودي في المكتبة الوطنية

مكتشفات: توثيق محاولات هجرة يهود النمسا بعد الاحتلال النازي

في 12 آذار 1938، غزت ألمانيا النازية النمسا، وقد سميت هذه العملية بالألمانية “أنشلوس”- أي الضم.

لم يكن احتلال النمسا احتلالًا عاديًا، وعندما حقق هتلر النصر في فيينا بعد ثلاثة أيام، نزل مئات آلاف النمساويين إلى شوارع فيينا للاحتفاء به. وفقًا للشهادات المختلفة، لم تبقّ في النمسا وردة واحدة لم تُقطف في هذه المناسبة.

الحشود النمساوية في هيلدنلاتز تستقبل هتلر. المصدر: الأرشيف المركزي لتاريخ الشعب اليهودي
الحشود النمساوية في هيلدنلاتز تستقبل هتلر. المصدر: الأرشيف المركزي لتاريخ الشعب اليهودي
بالنسبة ليهود النمسا، وتحديدًا لربع مليون يهودي في النمسا، لم تكن تلك مناسبة احتفالية. فور انتهاء عملية أنشلوس، بدأ التنكيل بقادة الجالية والحاخامات، وتم توقيف العديدين منهم وإرسالهم إلى معسكريْ داخاو ويوخنفالد. وفي نفس الوقت، أغلق النازيون مكاتب الجالية في فيينا.

الحشود النمساوية تؤدي التحية النازية لهتلر في جادة RING. المصدر: الأرشيف المركزي لتاريخ الشعب اليهودي
الحشود النمساوية تؤدي التحية النازية لهتلر في جادة RING. المصدر: الأرشيف المركزي لتاريخ الشعب اليهودي

أعيد افتتاح مقر الجالية بعد شهرين، وأقيم فيها قسم جديد: “قسم الرفاه للجالية اليهودية في فيينا- قسم الهجرة”. أي يهودي أراد الهجرة من فيينا- وجميعهم تقريبًا أرادوا ذلك، المتدينون والمنصهرون على حد سواء- كان ملزمًا بتعبئة استمارات، بنسختين، وتقديمها للقسم.

يشكّل أرشيف الجالية اليهودية في فيينا أحد أكبر وأهم الأرشيفات في الأرشيف المركزي لتاريخ الشعب اليهودي. أُرْسِلت مجموعة الوثائق، التي تعود إلى مطلع القرن الـ 17، من الفترة التي سبقت طرد اليهود من فيينا، إلى مدينة القدس من قبل الجالية في فيينا بعد المحرقة النازية. استمارات مكتب الهجرة مشمولة في هذا الأرشيف المهم.

تشمل الاستمارات الاسم الشخصي واسم العائلة لمقدم الطلب، العنوان الكامل، تاريخ الميلاد، مكان الولادة، الحالة الاجتماعية (متزوج، أعزب وما إلى ذلك)، الجنسية، منذ متى يسكن مقدم الطلب في فيينا وهل سكن قبل ذلك في مكان آخر، مهنته، تاريخه التشغيلي، اللغات التي يجيدها، الوضع الاقتصادي والدخل الشهري ومعلومات بخصوص وجهة الهجرة المطلوبة.

المعلومات بخصوص الهجرة تطرقت إلى احتمال الحصول على المستندات المطلوبة للهجرة، وجهة الهجرة، أقرباء وأصدقاء خارج البلاد، خاصة في وجهة الهجرة المطلوبة (الاسم، العنوان ودرجة القرابة) ومعلومات بخصوص جواز السفر وتأشيرات الهجرة.

لا تشمل الاستمارات معلومات حول مقدم الطلب فحسب، إنّما أيضًا حول أفراد عائلته، خاصة الزوجة والأبناء- وفي كثير من الأحيان الوالدين أو والديْ الزوج/ة.

قدّمت الاستمارات بنسختين، وأضيفت إليها لاحقًا مستندات أخرى وثّقت سيرورة محاولات الهجرة. أعطي لكل استمارة رقم تسلسلي (عددي). تم لاحقًا الفصل بين النسختين في قسم الهجرة. حافظت إحدى النسختين على مبناها العددي، وفي النسخة الثانية (غير الكاملة)، أدرجت الاستمارات بترتيب أبجدي حسب اسم العائلة (بالألمانية). أدار قسم الهجرة أيضًا ثلاث بطاقات مفهرسة لتوثيق الاستمارات، بطاقة أبجدية، الثانية عددية والثالثة تُعنى بمهنة مقدم الطلب، وهو عنصر مهم جدًا في طلب الهجرة. ففي تلك الفترة، أي بين 1938-1940، قام قسم الأبحاث الخاص بالجالية ومنظمات الدعم اليهودية العالمية، مثل جمعية مساعدة المهاجرين العبرانيين، بإعداد تقارير تستند إلى الإحصائيات المهمة المسجلة في الاستمارات، وذلك لتنجيع عملية الهجرة من فيينا.

ولكنّ الجالية لم تكن تنشط في الخواء خلال تلك السنين، وأشرف الغيستابو، برئاسة أدولف آيخمان، على نشاطها بشكل كامل. في المرحلة الأولى، كانت لدى اليهود والنازيين مصلحة مشتركة، لأنّ آيخمان كُلّف بمهمّة إفراغ مدينة فيينا من اليهود بواسطة الهجرة. في مراحل لاحقة، مُنعت الهجرة، ونجح الغيستابو في استغلال المعلومات المتوفرة لتنجيع عملية إفراغ فيينا من اليهود بواسطة الاصطلاح المُجَمّل “الهجرة إلى الشرق”، أيّ إلى معسكرات التركيز والإبادة.

وصل أرشيف قسم الهجرة إلى القدس مع سائر محتويات أرشيف الجالية، وقد بقيت الاستمارات مرتّبة في مجموعتين: أبجدية وعددية. حُفظت المجموعتان على مدار عقود بمبنيهما الأصليين، على شكل سلسلة استمارات مجلّدة معًا، حيث كان الاستمارات العددية مرقمة (من 1-400، 401-800 وهكذا دواليك) والأبجدية مرتّبة إسميًا (بلوم-بلومفيلد، بلومفيلد- بلومشطاين وهكذا دواليك). ولذلك، لم يكن بالإمكان التحقق مما إذا شملت المجموعة الأبجدية استمارة شخص معين بدون الحضور شخصيًا إلى الأرشيف وفحص مجلّد الاستمارات. المجموعة العددية كانت مغلقة تمامًا، لأنّه تعذّر تخمين الرقم التسلسلي لكل طلب.

للحصول على أكبر قدر من المعلومات من هذه الوثائق المهمة، نشأ تعاون بين الأرشيف المركزي لتاريخ الشعب اليهودي، المكتبة الوطنية وشركة MyHeritage. باعتبارها شركة تجارية رائدة في مجال علم الأنساب، أدركت Myheritage أهمية وقيمة هذه الاستمارات. فبالإضافة إلى التوثيق الكامل والمفصل ليهود فيينا، وهي إحدى أكبر الجاليات اليهودية في العالم عشية المحرقة النازية، تشمل المجموعة معلومات حول أقرباء يعيشون في قارة أخرى، وهذه معلومات نادرة يصعب إيجادها في قواعد البيانات المستخدمة في الأبحاث في علم الأنساب.

في إطار المشروع، قام طاقم الأرشيف المركزي بتفكيك المجلّد لاستمارات منفصلة، وتم إرسالها إلى مركز التحويل الرقمي المتقدم في المكتبة الوطنية بهدف رقمنتها. تم ربط الوثائق الممسوحة ضوئيًا بوثائق خفية في كتالوج الأرشيف، والتي لم تكن تشمل أية معلومات في تلك المرحلة، وتم إرسال نسخة رقمية تشمل مئات آلاف الأوراق الممسوحة ضوئيًا إلى شركة MyHeritage التي كلّفت طاقمًا دوليًا كبيرًا ببناء دليل مفصّل لأهم المعلومات الواردة في الاستمارات. نتج عن ذك ملف إكسل ضخم، مكوّن من أكثر من ثلاثمئة ألف سطر، ويمتد عبر 129 عمودًا، وقد تم إرساله للأرشيف وفي الوقت نفسه، تمت معالجته وتحميله على نظم MyHeritage.

قام طاقم الأرشيف بمعالجة ملايين البيانات ضمن سجّلات مفهرسة ملاءمة لمبنى المعلومات المتبع في الأرشيف. استثمرت جهود حثيثة في توحيد المصطلحات المختلفة ومئات الصِيغ المختلفة لتوثيق الحالة الاجتماعية أو نوع القرابة بين أفراد العائلة وأقربائهم خارج البلاد. كان علينا أيضًا تصحيح عدد كبير من الأخطاء، جزء كبير منها أخطاء كتبت في الوثائق الأصلية. جميعنا يخطئ عند تعبئة استمارات طويلة كهذه، فقد نسجل تاريخ ميلادنا في خانة العنوان الحالي، نستبدل تاريخ ميلادنا بتاريخ تعبئة الاستمارة، أو نخطئ في تسجيل القرن الذي ولدنا فيه، فعلى سبيل المثال، سجّل بعض الأشخاص في عام 1938 أنّهم ولدوا في عام 1988، بينما كانوا يقصدون 1888.  من الطبيعي أن نجد مثل هذه الأخطاء لدى أشخاص مروا بمثل هذه الظروف العصيبة، كم بالحري إن كانوا مهاجرين من مناطق إمبراطورية هابسبورغ سابقًا- غليتسيا، بوهيميا، مورافيا، بوكوفينا وهنغاريا، ولم يكن العديد منهم يجيد اللغة الألمانية بالقدر الكافي. استثمرت، وما زالت تستثمر جهود حثيثة في توحيد ومعايرة أسماء الأماكن حيث ولد مقدمو الطلبات، وأسماء الأماكن التي سكنها أقرباؤهم. كشفت الوثائق عن أمور مثيرة للاهتمام، مثل شكل جغرافيا الولايات المتحدة في مخيلة يهودي غليتسيّ في فيينا، وكيفية كتابة اسم مدينة نيويورك وأحيائها في طلبات الهجرة.

بعد تنقيح المعلومات، نتجت عن هذه التفاصيل المجزّأة معلومات متجانسة، وفقًا لصيغ محوسبة بالمبنى والترتيب التاليين: مقدم الطلب: اسم العائلة، الاسم الشخصي، تاريخ الميلاد (اليوم/الشهر/السنة) في – (الموقع الجغرافي)، والحالة الاجتماعية. بُنيت صيغ أخرى لأفراد العائلة المرافقين لمقدم الطلب، وللأقرباء خارج البلاد.

في بعض الحالات، كانت الاستمارة الأصلية منقوصة، ووضعت بدلا منها بطاقة كُتب عليها أنّ الاستمارة استخرجت في حينه لأغراض مكتبية، ولم تُعَد. حيثما شملت هذه البطاقات معلومات مهمة، مثل اسم مقدم الطلب والرقم التسلسلي للاستمارة، احتفظنا بالمعلومات كدلالة على وجود استمارة في السابق، ولكنها غير متاحة لنا في الوقت الحالي.

تم تحميل المعلومات المفهرسة على الوثائق الخفية واردة الذكر، وأتيحت للجمهور، بالإضافة إلى الوثائق الممسوحة ضوئيًا.

 

المجموعة متاحة على موقع المكتبة والأرشيف، وهي أيضًا متاحة لمستخدمي MyHeritage، حيث قورنت المعلومات مع قواعد بيانات أخرى موجودة على موقعهم، مما يتيح المجال للحصول على معلومات مكملة حول الأشخاص من مصادر أخرى.

في الأسابيع التي تلت إتاحة المجموعة للجمهور، انكشف العديدون على قصتهم العائلية وعرفوا تفاصيل كانوا يجهلونها. إذا كانت عائلاتكم متواجدة في فيينا عشية الحرب العالمية الثانية، هناك احتمال بأن يكنَّ قد ملأنَ مثل هذه الاستمارات، والتي يمكن إيجادها على موقع المكتبة الوطنية أو عبر هذا الرابط .

اقرأ/ي أيضًا:حينما غُفِر لبريطانيا استعمارها: وجهاء عرب يدعون للتطوّع في الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية

إذا واجهتكم أية صعوبات، يمكنكم التوجه إلينا على عنوان البريد الإلكتروني – [email protected]

استمارة قسم الهجرة في قسم الرفاه الخاص بالجالية اليهودية في فيينا والتي ملأها زيغموند [شيغو] فيرطهايمر في 11 آب 1938. كان فيرطهايمر مدرب سباحة حظيِ بالتقدير المهني بفضل تدريبه للنساء. كان متزوجًا من السبّاحة هيدي [هيدفيغ] بينفيلد، والتي تفوقت في سباحة الصدر والظهر، واكتسبت شهرة جماهيرية في عام 1924 حين فازت بالمرتبة الأولى في مسابقة السباحة "عابر فيينا".
استمارة قسم الهجرة في قسم الرفاه الخاص بالجالية اليهودية في فيينا والتي ملأها زيغموند [شيغو] فيرطهايمر في 11 آب 1938. كان فيرطهايمر مدرب سباحة حظيِ بالتقدير المهني بفضل تدريبه للنساء. كان متزوجًا من السبّاحة هيدي [هيدفيغ] بينفيلد، والتي تفوقت في سباحة الصدر والظهر، واكتسبت شهرة جماهيرية في عام 1924 حين فازت بالمرتبة الأولى في مسابقة السباحة “عابر فيينا”.

إنّه مرجع فريد من نوعه، ولا تقتصر أهميته على القصة الشخصية والعائلية. فهو لا يكشف عن تلك الفترة المروعة فحسب، إنما أيضًا عن الحياة اليهودية المليئة بالنشاط في فيينا بين الحربين العالميتين، عشية الأنشلوس.  نجد فيه عناوين دقيقة لمساكن عدد كبير من اليهود، من بينهم أدباء، مؤلفين مسرحيين، موسيقيين، قادة روحانيين في الحركة الحسيدية ووجهاء. فضّل آخرون الاستعانة بالمجموعة لإيجاد الشوارع والأحياء التي سكنها اليهود في فيينا، أو لإيجاد الأماكن التي هاجر منها اليهود إلى فيينا. في نهاية المجموعة، يمكن أيضًا إيجاد المهن التي زاولها يهود فيينا وعن المزيج اللغوي الذي تحدثوا به.

ولكن الأهم من كل ذلك هو أنّ هذه المجموعة تسرد قصة يهود فيينا، الذين وجدوا أنفسهم ذات صباح تحت وطأة الحكم النازي. المحاولات اليائسة لتأمين الفدية التي طلب من اليهود دفعها للمغادرة، إلى جانب الجحيم البيروقراطي الذي مروا به للتصديق على جوازات السفر، الحصول على تأشيرة لوجهة الهجرة ومن ثم المصادقة على “النقل” إلى دولة مؤقتة.

في كتاب “ترانزيت” لآنا زغرس، وهي لاجئة يهودية حاولت الخروج من أوروبا، اقتبست طرفة سردها اللاجئون الذين حاولوا الهجرة عبر ميناء مرسيليا، في فرنسا الفيشية:
صعد شخص إلى السماء ووصل إلى غرفة انتظار فيها بابان، أحدهما مؤد إلى الجنة والثاني إلى الجحيم. أخذ يتنقل على مدار نصف ساعة من موظف لآخر للحصول على عدد لا متناه من الاستمارات والتواقيع. في مرحلة ما، توجه إلى الموظف المسؤول، وقال له إنّه سئم الانتظار. إنّه مستغنٍ عن فرصة الذهاب إلى الجنة، وإنّه يفضل أن يرسلوه إلى الجحيم. يؤسفني أن أصحح معلوماتك، قال له الموظف، فأنت الآن في الجحيم.

 

معالم مصر الشّهيرة بعدسة فرانك مايسون جود

رأى كثيرون من سكّان لندن منتصف القرن التّاسع عشر صور عالية الجودة ومذهلة لمعالم مصر الأثريّة وأشهرها. تعرّفوا بالصّور على رحلة فرانك مايسون جوود إلى مصر.

معبد أبو سمبل، 1870-1871، أرشيف عائلة لينكن، المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة

معبد أبو سمبل، 1870-1871، أرشيف عائلة لينكن، المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة

اتّخذت أهرامات مصر ومعابدها وآثارها المذهلة مكانة عالية في رسومات الرّحالة المستشرقين في العصور الغابرة، وفي عصر التّصوير الفوتوغرافي، لم تزل هذه المكانة واضحة في أعمال الرّحالة المصوّرين في العصر الحديث. فما من مصوّر جال في الشّرق الأوسط إلّا وكانت لمصر محطّة طويلة أو رحلة مخصّصة ليتمكّن من زيارة جميع معالمها الشّهيرة وتصويرها.

فرانك مايسون جوود من أولئك المصوّرين البريطانييّن في أواسط القرن التّاسع عشر الّذين تمكّنوا من تخليد صور عالية الجودة لمعالم مصر الشّهيرة حينها. تجدون هنا تشكيلة من الصّور الجميلة والنّادرة لمعالم أثريّة هامّة على امتداد مصر من الجيزة إلى الأقصر وأسوان.


من هو المصوّر فرانك مايسون؟

وُلد فرانك مايسون جوود في قلب لندن عام 1839، قبل أن يبلغ العشرين عامًا رافق المصوّر ومالك شركة التّصوير فرانسيس فريث كمساعد في رحلته إلى مصر عام 1857 حيث بدأ اهتمامه بالتّصوير الفوتوغرافي. انضمّ عام 1861 كعضو إلى نادي المصوّرين في لندن، واستمرّ بخوض رحلاته الخاصّة إلى بلاد الشّرق الأوسط، وهي الرّحلات الّتي اشتهر بتصويرها ونشر صورها. مصر، اسطنبول، مالطا وفلسطين. وتلقّى الدّعم في رحلاته وفي نشر صورها لاحقًا من مصوّرين وناشرين كثر في لندن.

يعود الألبوم التّالي إلى رحلته إلى مصر في أوائل السّبعينيّات.


أسلوب التّصوير في مصر

كانت رحلات مايسون حول العالم، ومنها رحلة مصر، مموّلة من جهة ناشرة ما دومًا بهدف إنتاج كُتب مصوّرة جذّابة، ولذلك نرى تقيّد جوود في تصوير المعالم المذهلة، الأخّاذة للعين الغربيّة البعيدة، والواسعة الشّهرة. لذلك نادرًا ما نجد صورًا لأسواق أو لحارات سكنيّة أو حتّى مشاهد بلديّة عامّة في أعماله. إنّما التّركيز على أخذ صورة لمواقع أثرية شهيرة بجودة عالية تُظهر تفاصيلها، إلّا أنّه بذات الوقت اهتمّ بإظهار أشخاص محلّيين بجانب هذه المواقع، برفقة جمل أو حمار أو فقط كما هم بلباسهم التّقليدي وعماماتهم وعصيّهم وتواجدهم الطّبيعي في المكان.

ولأننّا نتحدّث عن تصوير مهني في منتصف القرن التّاسع عشر، فمن المؤكّد أن تواجد هؤلاء الأشخاص في موقع التّصوير لم يكن صدفة، بل رغبة مؤكّدة من المصوّر لوجودهم فيها لأسباب محتملة كثيرة.

أوّلًا اعتبر الإنسان المحلّي، بلباسه وملامحه جزءًا من معالم المكان الّذي لا يمكن تجاوزه أو تجاهله من أجل تصوير الآثار التّاريخيّة فقط، ومع أنّ هذا التّوجه قد يبدو استشراقيًا إلى حدّ كبير، إلّا أنّه وضع بصمة هامّة على أعمال جود في مصر، فصورة أبو الهول بجانبه الفتى وحماره ليست بالصّورة الّتي ممكن أن تصنّف جانبًا على أنّها إحدى صور أبو الهول المتكرّرة والّتي تشبه بعضها عبر التّاريخ لا محاله لأنّ أبو الهول لا يتغيّر، إنّما هذه الصّورة تُظهر ذلك المعلم الأثري في زمان محدّد، ومع أشخاص محدّدين، ولو أنّهم مجهولون، ولكنّهم يحملون بهيئتهم ولباسهم تعبيرًا عن ذلك الزّمان الّذي التقطت به هذه الصّورة المحدّدة لأبو الهول.

قيمة مضافة لتصوير المعالم الأثريّة شديدة الضّخامة، كما تلك الّتي قام بها فرانك مايسون في مصر، هو إظهار ضخامة حجمها وهيبتها الفيزيائيّة في الصّور ثنائيّة الأبعاد من خلال استخدام العنصر البشري كي يفهم من ينظر إلى الصّورة أنّ حجم الهرم أو بوابة المعبد يفوق حجم الإنسان بعشرات المرّات فيفهم أبعاد المكان ورهبته بشكل أفضل ولو لم يتمكّن من رؤيته بنفسه.

لا بدّ أن ميسون ذُهل في الأماكن الّتي زارها في مصر، ونرى أنّ بعض الشّخصيات تظهر في صور متعدّدة في مدن مختلفة وعلى ما يبدو أنّ هؤلاء قد رافقوه في رحلاته كلّها وأثّروا على تجربته بالتّعرّف على مصر بجانبها الإنساني أيضًا.

 

البحيرة المقدّسة في معبد الكرنك وحولها محلّيون، 1870-1871، أرشيف عائلة لينكن، المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة
البحيرة المقدّسة في معبد الكرنك وحولها محلّيون، 1870-1871، أرشيف عائلة لينكن، المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة

 

معبد جرف حسين ويظهر رجل أجنبي، 1870-1871، أرشيف عائلة لينكن، المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة
معبد جرف حسين ويظهر رجل أجنبي، 1870-1871، أرشيف عائلة لينكن، المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة

 

تيجان أعمدة معبد إسنا ونقوشها، 1870-1871، أرشيف عائلة لينكن، المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة
تيجان أعمدة معبد إسنا ونقوشها، 1870-1871، أرشيف عائلة لينكن، المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة

 

تمثال أبو الهول وهرم خفرع ويظهر رجلان وحمار، 1870-1871، أرشيف عائلة لينكن، المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة
تمثال أبو الهول وهرم خفرع ويظهر رجلان وحمار، 1870-1871، أرشيف عائلة لينكن، المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة

 

نقوش معبد دندرة، 1870-1871، أرشيف عائلة لينكن، المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة.
نقوش معبد دندرة، 1870-1871، أرشيف عائلة لينكن، المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة.

 

معبد الكرنك وأشخاص محلّيين، 1870-1871، أرشيف عائلة لينكن، المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة
معبد الكرنك وأشخاص محلّيين، 1870-1871، أرشيف عائلة لينكن، المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة

 

معبد الكرنك وأشخاص محلّيين، 1870-1871، أرشيف عائلة لينكن، المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة
معبد الكرنك وأشخاص محلّيين، 1870-1871، أرشيف عائلة لينكن، المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة

 

تمثال أبو الهول ويظهر شخص مع حماره، 1870-1871، أرشيف عائلة لينكن، المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة
تمثال أبو الهول ويظهر شخص مع حماره، 1870-1871، أرشيف عائلة لينكن، المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة

 

معبد أبو سمبل، 1870-1871، أرشيف عائلة لينكن، المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة
معبد أبو سمبل، 1870-1871، أرشيف عائلة لينكن، المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة