وُلد أنطون شماس عام 1950 في قرية فسوطة الواقعة في الجليل الأعلى. نشأ في بيئة عربية متعددة دينيًا وثقافيًا، وتلقّى تعليمه في الداخل، قبل أن ينتقل إلى الدراسة الجامعية حيث تخصّص في الأدب المقارن والترجمة. أظهر انطون منذ بداياته ميولًا أدبية واضحة واهتمامًا باللغة كأداة للتعبير والتفكير، وليس فقط كوسيلة تواصل.


آل سرسق: سطورغائبة في تاريخ البلاد الحديث
تعتمد سمعة عائلة سرسق على الزاوية التي تختار أن تنظر منها. فالبعض يراها عائلة أرستقراطية طموحة ساهمت في تشكيل ملامح شرق البحر المتوسط الحديث من خلال التجارة والبنية التحتية ورعاية الفنون، والبعض يراهم كمُلّاك غائبين، ساهمت قراراتهم في تغيير مصير أراضٍ وجماعات بأكملها، دون أن تطأ أقدامهم تلك الأراضي. فلماذا تلاشى ذكر هذه العائلة التي كان اسمها يتردد في بيروت وحيفا والإسكندرية ومرسين، رغم ما تركوه خلفهم من قصور وسكك حديدية ومتاحف وصفقات أراضٍ لا تزال موضع جدل؟

التيجان
هذه قصة رائعة عن التقاليد، والإيمان، والوحدة في ضوء التشتّت، وعن الكنوز المحافظة علينا ليس بقدر أقل من محافظتنا عليها أحد عشر مصحفًا كبيرًا وسميكًا يعود عمرها إلى ما يقرب من ألف عام، مكتوبة بخط مبدع فنان، بالحبر على رق بجودة عالية، مزخرفة ومزوّقة بأشكال وألوان بديعة بعضها من الذهب.

السلّاح الزاجل: الحَمام البَريدي في البلاد العثمانية
في زمن لم يكن فيه للهواتف وجود، كانت البلاد العثمانية تعتمد على وسيلة تواصل غير مألوفة لكنها فعالة للغاية آنذاك وهي الحمام الزاجل. قد تبدو فكرة أن الطيور تحمل رسائل من مدينة إلى أخرى وكأنها مشهد من رواية هاري بوتر، لكنها كانت جزءًا من الحياة اليومية في تلك الفترة. الحمام الزاجل، بأجنحته الصغيرة وذاكرته المدهشة، أصبح وسيلة لربط المدن العثمانية بالعالم المحيط، ونقل الأخبار والأوامر بين المسؤولين وحتى السكان.

جحا: من الفلكلور إلى خشبة المسرح في عكا
د شخصية جحا الأسطورية في الفلكلور العربي، رمزًا محلياً وعالميًا في آنٍ واحد. يتميز جحا بروحه الفكاهية الذكية وحكمته الطريفة، وقدرته على تحويل المواقف اليومية العادية إلى قصص مليئة بالعبر. ورغم أن قصصه المتداولة اليوم نشأت في العالم العربي، إلا أن شخصية جحا وجدت لها صدى في ثقافات أخرى، مثل نصر الدين هوجا في تركيا أو حكايات إيسوب في الغرب.

“كاف” توفيق صايغ: حرفٌ يروي حباً غير كافٍ
تشكلت رحلة حياة توفيق صايغ من المنفى والعاطفة والسعي الدؤوب نحو الإبداع الشعري. ولد توفيق صايغ في عام 1923 في قرية خربا السورية، ونشأ في طبريا، حيث عاش طفولته وشبابه المبكر. تابع دراسته في القدس، ثم في الجامعة الأمريكية في بيروت، حيث تخرج عام 1945. عكسَ أحد أبرز أعماله، القصيدة ك، فصلاً حميميًا ومؤلمًا في حياة الصايغ. رسمت هذه القصيدة صورة لعلاقة عاطفية عميقة جمعته بامرأة بريطانية تُدعى كاي شو، والتي أصبحت محوره العاطفي وإلهامه في الشعر.

الموظّف الغارق في البيروقراطية الذي أصبح كاتبًا رغمًا عنه: من هو فرانز كافكا الذي عاش في براغ؟
ماذا كان سيحدث لو أنّ كافكا عاش سنواتٍ عديدة أخرى وتوفيّ في سنّ الشيخوخة؟ كيف أصبح هذا الموظّف الذي يبدو عاديًا واحدًا من أعظم الكتّاب في القرن العشرين؟ هل كانت وفاته أفضل ما حدث له على الإطلاق؟ يستكشف معرضٌ جديد في المكتبة الوطنيّة شخصيّةَ كافكا المثيرة للاهتمام، مسلطًا الضوء على رجلٍ أصبحت حياته وأعماله وموته جزءًا لا يتجزأ من التجربة الإنسانية الحديثة.

الجسر بَين الأرض والسماء: مدخل أبو معشر التَّنجيمي
تكشِفُ المقال عالمَ التنجيم من خلال عُيون العالم الإسلامي أبو معشر، وكيف تؤثر النجوم والكواكب على الأرض وتتجلى في حياة البشر.

الطابو: كيف تحوّل حلم امتلاك الأرض إلى كابوس كافكاوي
رواية المحاكمة ليست مجرد قصة عن الظلم البيروقراطي؛ بل هي صورة عميقة للإنسان الذي يجد نفسه بلا حول ولا قوة أمام أنظمة لا تعترف بإنسانيته. عندما نضع الرواية في سياق المواطنين العرب العثمانيين في العقود الأخيرة من الفترة العثمانية، نجد أوجه تشابه مذهلة بين تجربة جوزيف ك. وتجربة الفلاحين مع نظام الطابو، وكلاهما يمثل صراع الإنسان الدائم مع قوى أكبر منه تحاول أن تسلبه حقوقه.

إسكندر الخوري: شاعر الوحدة العربية
كان إسكندر جرجس يعقوب الخوري البيتجالي شخصية متعددة الجوانب في المجتمع العربي- فهو كاهن، قاضٍ، محامٍ، كاتب، وشاعر. وُلد في بلدة بيت جالا قرب بيت لحم، وكان ابنًا لكاهن أورثوذكسي يدرس اللغة العربية والعلوم الدينية في مدرسة روسية. تلقى تعليمه الأولي في العديد من المؤسسات البارزة، بما في ذلك المدرسة الروسية في الناصرة، حيث درس إلى جانب شخصيات أدبية مستقبلية مثل ميخائيل نعيمة ونسيب عريضة.