يعتبر حفل الزفاف أكثر طقوس المناسبات الاجتماعية العربية التي يبذل أصحابها فيها جهدًا ومالًا؛ حيث تعتبر إعلانًا لبدء مرحلة جديدة وهامة في حياة العريس والعروس. في العادة، يظهر الناس في حفلات زفافهم جانبًا من هويتهم وانتماءاتهم التي عادة ما تكون متوارثة من البيئة المحيطة، بغض النظر عن الاختلاف الحالي في أشكال حفلات الزفاف التي قد تأخذ طابعًا غربيًّا مثل الرقصة الأولى، أو اختلاف لباس العروسين وأهلهم، إلا أنّه ما زالت بعض القرى والبلدات والمدن تحافظ على الفولكلور في الأعراس. وقد تميّز العرس الفلسطيني بأنّه كما المهرجانات الشعبية؛ إذ تُسمَع فيه كل أشكال الأغاني وتُقدّم كل الرقصات الشعبية المشهورة من دبكة وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، احتوت الأغنية الفلسطينية في الأعراس على جزء من الهوية الفلسطينية التي تشكّلت سياسيًّا واجتماعيًّا في الثورات ضد الانتداب البريطاني باختلاف الطائفة الدينية.
تشكّل الأغنية الفلسطينية في الأعراس حلقة وصل بين ماضي الأجداد وحاضر الأحفاد؛ إذ تنتقل الأغنية بمكوّناتها الموسيقية الشعبوية وفي سياقاتها التاريخية، الاجتماعية والسياسية من جيل إلى الآخر دون أن تتشوّه المعاني أو تُنتَج تفسيرات جديدة، فتبقى الميجانا والعتابا محافظة على رونقها في رقصات الدبكة، وينتقل بيننا ظريف الطول والدلعونا كإرث لا يندثر. ولقد تحدّث العديد من المؤرخين وعلماء الاجتماع عن تقاليد العرس الفلسطيني في بعض القرى، فعلى سبيل المثال: كتب المؤرّخ الألمانيّ جوستاف روشتاين مقالًا بعنوان “عادات العرس الإسلامي في قرية لفتا قرب القدس” ووضّح أن الحفلات كانت تستمر لياليها لأكثر من أسبوع يكون حافلًا بالرقص، الغناء والطعام المميّز وقد بيّن كذلك العادات الخاصّة بالأعراس كرسم الحنّاء للعريس والعروس والأزياء التقليدية. ومن أكثر الطقوس انتظارًا هي حفل الحناء للعريس والعروس والذي يكون في آخر ليالي التعاليل وقبل حفل الزفاف بيوم، وطقس الفاردة الذي يتمثل بانطلاق العريس وأهله إلى بيت العروس.
في هذا المقال، سنعرض لكم صورًا من أراشيف المكتبة الوطنية لطقوس الأعراس الفلسطينية في مناطق متفرقة من البلاد في فترة تاريخية مختلفة، تاركين للصورة مهمة الكلام والتوضيح.
ويظهر في الصورة شاب يعزف على اليرغول في حفل التعاليل للرجال برفقة مناحم تسنتنر، مؤسس كيبوتس “سريد” بالقرب من مدينة الناصرة.
وعلى ما يبدو أنّ عروسه في الصورة التالية…
ويظهر لنا في الملصق التالي، دعوة حفل الزفاف لأحد أبناء الطائفة الدرزية في عسفيا، ويظهر مصطلح “تأهيل” الذي يشير إلى الزواج.
تحتوي الصور التالية على تسلسل طقوس الأعراس من التعاليل حتى حفل الزفاف…
ويعد طقس “لصق العجين” من أكثر الطقوس التي ينتظرها المدعوييّن وذلك للتأكيد على “التصاق” العروس ببيتها والإشارة إلى أبدية الحياة الزوجية السعيدة، كما الصور أدناه.
في الصور التالية، تجدون صورًا لحفلات زفاف لدى الطائفة السامرية في جبل جرزيم في مدينة نابلس، الشركس في قرية كفر كما، الأقلية الأرمنية في القدس…
للاطلاع على كامل الصور في أرشيف دانتشو أرنون
ربما قد تختلف حضارات وثقافات البلاد بطقوس حفلات الزفاف من تحضيرات، زفة، حفل حناء وليلة العرس، إلا أنّ الصورة تخبرنا وتؤكد لنا أن الفرحة واحدة. للمزيد من صور حفلات الزفاف في أراشيف المكتبة الوطنية