عيد الفطر هو أكثر الأعياد بهجة عند المسلمين، لانه يأتي بعد صيام شهر رمضان ويكون أول عيد في السنة يليه عيد الأضحى. مع أن هذا العيد مناسبة دينيّة إلا أن الكثير من عاداته اجتماعية وثقافية وعريقة أيضًا، وهي في تجدد على الدوام. في هذه المقالة الصغيرة نهنئكم بقدوم عيد الفطر، ونتعرف سويا على عادات عيد الفطر في المنطقة بين الماضي والحاضر.
تقاليد عيد الفطر المتنوّعة
يدل على مكانة عيد الفطر الحديث المأثور عن النبي محمّد، وفيه يقول للمسلمين بأن الله استبدل أيام اللعب (الأعياد) في الجاهلية بعيدين خيرا منهم وهما عيد الفطر وعيد الأضحى. إلا انه هناك المزيد من الأحاديث التي استقيت منها تقاليد عيد الفطر الدينيّة، وهي انتظار رؤية الهلال لاعلان حلول العيد، والتكبير في ليلته، وإخراج الصّدقة والاغتسال وتقديم التّهنئة للأقارب وللجيران ولأصحاب الفضل، وصلاة العيد والخطبة. كلّها مستقاة من الحديث النبوي ولكلّها أحكام في المذاهب الفقهيّة.
فمثلًا، الصّدقة أو زكاة عيد الفطر تُعتبر فريضة على المسلم، ويجب أن تتم هذه الفريضة بعد غروب الشمس من آخر يوم في رمضان وقبل صلاة العيد، ومن المستحبّ التعجّل بها، حتّى يتمكّن الحاصلون عليها من الاستفادة بها في أيام العيد وان لا تتأخر عليهم. وهناك معايير لتحديد قيمة هذه الزّكاة بحسب الحالة المادّية للمتصدّق بها وبحسب حاجة الفقراء في ذلك المكان وفي عهد الرسول كانت زكاة العيد من الشّعير والتّمر. ولكّل من هذه العادات الدّينية أحكام وأقوال متعددة في الرّأي، ولذلك، يكثر استفتاء الشّيوخ وسؤالهم عنها في الأيام الأخيرة لشهر رمضان.
يتم أداء صلاة العيد في المساجد الكبرى حول العالم ويشارك بها الآلاف، ويتم بثّ الخطبة مباشرة من المساجد الأكثر قداسة في الإسلام ليسمعها المسلمون في البلاد البعيدة. ولذلك، فان تقاليد عيد الفطر تدل على مكانة الجماعة والاحتفال بها، من خلال الصلاة الجماعيّة والصّدقة وتقديم التهانئ، فهو احتفال بالاخرين ومعهم.
استقبال عيد الفطر
لهذه البهجة المميّزة نشأت تقاليد غير دينيّة عبر العصور لاستقبال عيد الفطر قبل مجيئه، أي ترحيبًا به وتهيئة للفرح قبل وصوله. من هذه التّقاليد المعاصرة مثلًا شراء ملابس جديدة كمظهر من مظاهر الفرح، وتحضير الحلويات الخاصّة بالعيد المعروفة بالكعك. ومن المثير للاهتمام ان كعك العيد يعتمد على ذات الحلوى الطبيعيّة الّتي أكلها المسلمون وزكّوا بها في عصر الرسول محمدّ وهي التّمر، فيتم حشو الكعك التقليدي بمعجون التّمر والاعتماد على بساطته. وهي طريقة تناقلتها الاجيال، فيتم تحضير الكعك وخبزه أيام قليلة قبل قدوم العيد، وفي جلسة تتشارك بها العائلة، وتتبادل كل عائلة بعضًا من كعكها الى الأقارب أو الجيران كنوع من التهنئة.

الاحتفال بالعيد
إن تقاليد الاحتفال بالعيد الغير مرتبطة بالتعاليم الدينيّة هي الأكثر تنوّعًا، فمن ما تقوم به العائلات المسلمة في البلاد هو التّنزّه في الطبيعة، زيارة الأقارب والأصدقاء، تحضير الطّعام المميّز وحضور المهرجانات أو الاحتفالات العامّة. تقريبا في كل البلدات العربيّة تكون هناك مساحة لمرح الأطفال واللعب، ويتم تحضير مراجيح خاصّة أو عربات نقل أو وسائل ترفيه أخرى، كما تقوم الجهات المحلية بتنظيم احتفالات للأطفال وعروض عائلية وتزيين البلدات، وهذا التقليد يعود لعشرات السنين الى الوراء.


إن تطور تقاليد الاحتفال بالعيد دليلًا على حبّه وعلى فرح الناس الحقيقي به، فهم يقومون بتجهيز المزيد من النشاطات الممتعة لإحيائها بالإضافة لتلك الدّينيّة. والأمر صحيح في جميع أماكن تواجد المسلمين، ففي الهند تتزيّن السّيدات والبنات برسم الحنّاء على كفوفهن، وفي تركيا يقوم الأطفال بجولة على بيوت الحي الذي يقطنون فيه ليهنّئوا الجيران بقدوم العيد ويحصلون على الحلوى أو بعض المال.
تقوم مرافق التّرفيه أيضًا بتجهيز برامج مميّزة من أجل العيد، فمثلًا في العام 1930 مثلًا قامت “سينما عدن” بعرض فيلم ملائم لكل الأجيال وللعائلات لشارلي شابلن بمناسبة عيد الفطر. وهذا مثال واحد من عدة مواد أرشيفية مميّزة عن عيد الفطر.
فمن أي البلدان أنتم؟ وكيف تحتفلون بعيد الفطر؟