تراتيل وصلوات السبت وألحانها المتنوّعة

ماذا تعرفون عن المتعة الفنية في تراتيل السبت وعن العادات العريقة التي تُمارس داخل البيوت اليهوديّة المحافظة ودور العبادة؟ تعرفوا في هذه المقالة على بعض العادات المرتبطة بالسبت اليهودي.

مخطوطة ترتيب صلاة السبت، 1905، مجموعات مخطوطات المكتبة الوطنية

مخطوطة ترتيب صلاة السبت، 1905، مجموعات مخطوطات المكتبة الوطنية

يوم السبت هو اليوم المقدّس للديانة اليهوديّة عبر التّاريخ، وتعتبر إقامة شعائره من فرائض الديانة، وذلك لأنها مدرجة ضمن الوصايا العشر. وأصلها مستمدّ من القصّة التوراتيّة حول خلق العالم، اذ تقول القصة ان الخالق خلق الكون كله في ستة ايام واستراح فيه في اليوم السّابع. “وبارك الله اليوم السابع وقدّسه لأنه فيه استراح من جميع الّذي عمر” (التكوين،2،3). أصبحت هذه الكلمات مادّة للتراتيل المنغّمة والمتنوّعة، والّتي تتوزّع على عدد من التراتيل المرتبطة بتقاليد السبت، منها صلاة استقبال ليلة السبت، وصلاة الصّباح ومباركة الطّعام.

حافظ اليهود في مختلف أماكن تواجدهم عبر العصور على هذه الشعائر، وطوّروا تقاليد إضافيّة مرتبطة بها، ممّا يجعل النّظر في أرشيفها أمر غاية في الفضول، وذلك لتنوّعها الواسع والمتعدد الثقافات.

في التسجيلات الصّوتية وحدها، يمكن إيجاد عشرات التّراتيل المؤّداة بحسب أصول فنون موسيقيّة متعددة الأصول والثّقافات.

تجدون هنا تسجيل للمؤدّي الشّهير يتسحاك افوهاف، وبه يتلو صلاة تقديس ليلة السّبت.

كلمات الصلاة من الاصحاح الثاني في سفر التكوين:

اليوم السادس. أُكملت السماوات والأرض وكل جندها.

 وفرع الله في اليوم السابع من خلقه الذي عمل. فاستراح في اليوم السابع من كل عمله الذي عمل.

وبارك الرب اليوم السابع وقدسه. لانه فيه استراح من جميع عمله الذي عمله الله خالقًا.

بدون موسيقى، يستطيع المؤدي بصوته فقط أن يحكي العبارات التوراتية كما لو كانت قصّة، يبدأ بنغمة منخفضة ومحايدة، كما لو أنه يهيئ المستمع لبداية قصّة ما، ثمّ يرتفع، ويستطيع المستمع العربي هنا تمييز المقامات الشّرقيّة في الاداء وينتقل المؤدّي بين الانغام المرتفعة والمنخفضة ببراعة، ممّا يضيف بعد درامي إلى الصّلاة.

يتميّز الأداء السفاردي المذكور بالبطء والرّوحانيّة والارتباط بمعاني الكلمات، فهو يرتفع ويؤدي عُرَب مميزة عند الحديث عن القداسة أو السّماء، ويعتمد على الاحساس والارتجال اللحظي، أي أنه غير مرتبط بنغمة محفوظة ومتكرّرة، ولكن يتحرك بين مقامي النهاوند والكرد ويؤدي نغمات مبتكرة.

بالمقابل، يعتمد الأداء الفرنسي لميشيل هايمن لصلاة السبت الصباحيّة على مجموعة من النغمات المتنوّعة والمتكرّرة مرّة بعد أخرى، ويتميّز أداؤه بالسّرعة وكأنه يحفظه، كما يبدو الّلحن معدّ للأداء الجماعي. استمعوا إليه هنا.

وبمناسبة الحديث عن الأداء الجماعي، إليكم فيديو من إحياء عائلة هنجارية لتراتيل السبت معًا في عام 2010، وبها أيضًا يظهر الأداء السريع (مقارنة بالأداء السفاردي)، والمحفوظ مسبقًا. يمكنكم مشاهدة الفيديو هنا.

ومع ذلك، يجب الحذر من عدم التعميم، فليس كل التراتيل المشرقيّة مرتجلة، انظروا على سبيل المثال إلى صلاة تقديس ليلة السبت بنسخة يهود بابل من أداء الحاخام دافيد حلبي، وبها يظهر الجزئين، الفردي والمرتجل والجماعي المحفوظ مسبقًا. للاستماع.

يبدأ يوم السّبت عند اقتراب ساعة الغروب من يوم الجمعة، ويستمرّ إلى ان تظهر النجوم في ليلة اليوم التالي (السبت). ولذلك تتغيّر مواعيد السبت خلال السّنة بحسب مواقيت غروب الشّمس. وخلال السبت، يتم تكريمه وإحياؤه من خلال وصايا وفرائض وعادات ثقافيّة متنوّعة، منها: إنارة الشّموع وأكل ثلاثة وجبات مخصّصة ليوم السّبت، ولجميعها صلوات تتلى على الخبز وعلى النبيذ، بالإضافة إلى ترتيل أغاني السّبت والصلوات الخاصّة بيوم السّبت.

للاطلاع على جميع التسجيلات الصّوتيّة المتعلّقة بفرائض يوم السّبت، يمكنكم تصفّح هذا الرابط على رحاب “فهرس موقع المكتبة”