تحتفل معظم دول العالم في الأول من أيّار بيوم العمال العالمي، وقد شاءت الأقدار أن تكون الأعياد أو بعض الأيام السنوية لأكثر الأفراد أو الجماعات حاجةً للتقدير والاهتمام الدائم، كالأم، المرأة، وذوي الاحتياجات الخاصة، الطفل، الأب (في بعض الدول)، والعمّال، بل وحتى الأرض. ولأن العامل قد يكون جزءًا من كل ما ذُكر سابقًا، لا بد من تسليط الضوء على قضاياه وأهميته في بناء منظومات الدول الاقتصادية على المستويات المحلية والعالمية. ولا بد من التأكيد على أنّ يوم العمّال ليس فقط للتقدير، بل هو كذلك دعوة لكافة العمال للمطالبة بحقوقهم، دعمهم المادي والمعنوي، والتأكيد على نضالهم في النهوض لتحسين الأوضاع والأحوال الاقتصادية بل والاجتماعية والأكاديمية في أحوال أخرى.
في البلاد، كان وربما لا تزال هنالك نكهة خاصة ليوم العمال، ففيه تنطلق الدعوات لمحاربة الرأسمالية المتجذرة في القطاعات الخاصة والعامة والتي تستهدف طاقات وذوات العمال. في ظل الانتداب البريطاني والفترة اللاحقة، رصدت الصحف الفلسطينية دعوات العمال العرب لمناهضة كل القوى التي وقفت أمامهم: ولقد وددنا في هذا المقال تسليط الضوء على بعض الأخبار والأحداث والدعوات الجماهيرية في يوم العمّال.

في خبر بسيط في الصفحة السادسة لصحيفة فلسطين بعد أربعة أيّام من عيد العمّال، وكان الخبر أنّ عيد العمّال مرّ على المدن الفلسطينية دون احتجاجات أو صراعات مع السلطات الانتدابية، كذلك أكّد الخبر أن العمّال اليهود لم يفتعلوا المشاكل في هذا اليوم. في ذات الصفحة وتحت هذا الخبر، رصدت الصحيفة عيد العمّال في دول أخرى مثل: بولونيا، إسبانيا، الهند، أستراليا … إلخ.
في المقابل لهذا الخبر، صدر في فلسطين الانتدابية منشورًا عن الهئية المركزية لحزب عمال فلسطين (بوعلي تسيون)، دعوة لكافة العمال بعنوان “يا عمال جميع العالم، اتحدوا” وكانت دعوة واضحة وصارمة للعمال العرب واليهود للاتحاد ضد الرأسماليين العرب واليهود، والمطالبة بإحياء عيد العمّال بالوحدة والعمل والمطالبة بحقوق العمّال، بل أسرف المنشور إلى دعوة العمال إلى محاربة عائلتي الحسيني والنشاشيبي لأنهم إقطاعيّ البلاد، على حد وصفهم.

في العام 1931، توجهت النقابة العربية لعمال سكة الحديد في مدينة حيفا بدعوة العمّال العرب للتصدّي لدعوات نقابة العمال اليهودية بدعوة العمال العرب للانضمام لها والتمرد على النقابة العربية بحجة أنّ النقابة العربية غير فعّالة ولا تعمل لصالح العامل العربي. وهنا تظهر أحد الحيل والمؤامرات التي تستخدم العامل البسيط لأهداف اقتصادية وسياسية على المدى البعيد.

قامت كذلك صحيفة الاتحاد برصد بعض الأحداث والأخبار في يوم العمّال، فمثلاً في ثمانينيّات القرن الماضي رُصدت بعض الأخبار والأحداث المختلفة في يوم العمّال والتي كان لها أثرًا على المستوى الاجتماعي، الاقتصادي والسياسي، مثل إسقاط الحكومة، توزيع ورود، فصل عمال… إلخ.
تصفحوا أخبار يوم العمال في أرشيف جرايد




وفي الختام، نستذكر أنّ يوم العمّال هو يوم للتذكير بأهمية كافة العمّال في كافة القطاعات الحكومية والخاصة وفي كافة المجالات بدون استثناء، ولا بد من وقفة فخر لأن ما يُصنع ويُقدّم باسم أي دولة هو الجهد اليومي خلال ثماني ساعات على الأقل لعامل أو عاملة لهم حياة أخرى غير العمل.
وعاش الأول من الأيار، عيد العمال الأحرار