من كتب وعد بلفور؟

من خلال المقال يمكنكم تتبع التغييرات التي نجح القادة الصهاينة وغير الصهاينة في إدخالها على الوعد التاريخي؛ وعد بلفور والتي سبقت الاعلان الرسمي عنها.

كلما ترسخ وازداد الاستيطان اليهودي في البلاد، كان قادة اليشوف اليهودي يعلمون أن تحقيق رؤية الدولة اليهودية لن تتم دون دعم حقيقي من القوى العظمى في العالم وعلى رأسها الامبراطورية البريطانية.

ولذلك، حين نجحت بريطانيا في الحرب العالمية الأولى من هزيمة الوجود العثماني في البلاد  والذي امتد لمئات السنين، سارع الدكتور حاييم وايزمان في تموز 1917 بتقديم مسودة إعلان للحكومة البريطانية والذي تعترف بموجبه بفلسطين كأرضٍ للشعب اليهودي، وتعترف في حقه بإقامة دولة يهودية فيها.

مع الأيام ستكون هذه المسودة هي وعد بلفور المشهور، وعد اللورد آثر جيمس بلفور والذي تقلد منصب وزير خارجية بريطانيا.

مر الوعد بعدد غير قليل من التغييرات التي قدمها الدكتور وايزمان لحكومة بريطانيا. حتى بداية تشرين الأول 1917 عملوا في وزارة الحرب البريطانية، وبتنسيق مع البعثة الصهيونية برئاسة وايزمان، على صيغة نهائية للوعد، حيث أزيلت منه قضية الحق بالأرض، وتحول فيه كلمة الدولة إلى “بيت قومي” وهو مصطلح غير مسبوق من الجانب القضائي والدبلوماسي.

اقرأ/ي أيضًا: وعد بلفور: معرض رقمي للصور والرسائل والأخبار

شهر واحد قبل أن يسلم اللورد بلفور وبشكل رسمي وعده للورد روتشلد، أرسلت وزارة الحرب المسودة لبعض القيادات الصهيونية وغير الصهيونية، لكي تستشيرهم في الموضوع. من بين القيادات التي تم استشارتها: السير فيليب ماغنوس، وهو رجل دين إصلاحي وسياسيّ بريطاني مهم والذي طُلب منه ابداء رأيه على مسودة الوعد.

الرجل الدين والسياسي اليهودي-بريطاني فيليب ماغنوس (1842-1933)

تحتفظ المكتبة الوطنية بالمسودة التي أرسلتها وزارة الحرب للراب ماغنوس. من خلال التمعن فيها، تظهر اختلافات كبيرة بينها وبين الصيغة النهائية، مثلاً: في الصيغة النهائية للوعد ترى حكومة جلالته بعين الاعتبار إقامة بيت قومي يهودية في فلسطين للشعب اليهود، في الصيغة التي سُلمت كان الحديث عن بيت لليهود فقط “للعرق اليهودي”.

مسودة الوعد كما أرسلت للراب فيليب ماغنوس (من مجموعة فيليب ماغنوس)

من الممكن أن التعديل هذا كان تعبيرًا عن موافقة بريطانيا بأن ترى بالطلب الصهيوني، طلباً ذو ميزة قومية، بدلاً من طلب صاحب ميزة دينية أو حضارية، كما يتضح من الكلمات “العرق اليهودي”.

كانت رسالة الرد التي كتبها ماجنوس لوزارة الحرب محفوظة هي أيضاً في المكتبة الوطنية. وهي تشكل فرصة مميزة للاطلاع على أفكار اليهود البريطانيين غير الصهيونيين والكثر في تلك الفترة، منذ بداية الرسالة يسحب الراب والسياسي الأرض من تحت الأقدام حين طلب منه الرد كممثل يهودي، حيث رأى أن أفكاره كيهودي لا تنفصل عن أفكاره كبريطاني. يدعي ماغنوس في رده أنه ومنذ الاحتلال الروماني لفلسطين، توقف الشعب اليهودي على أن يكون جسماً سياسياً، ولذلك فهو اليوم يدير فقط علاقات دينية مشتركة والتي تحمل أية طموحات قومية مشتركة في فلسطين.

بدلاً من ذلك، يقترح ماغنوس صيغة بديلة للوعد، والتي تقضي بأن “حكومة جلالته ترى بعين الاعتبار إقامة مركز حضاري يهودي في فلسطين”  هكذا بحيث لا يضر بحقوق أبناء حضارة أو دين آخر، أو بحقوق ومركز اليهود السياسي في البلاد الأخرى.

الصفحة الأولى من رد فيليب ماغنوس لوزارة الحرب البريطانية، الرد محفوظ في مجموعة فيليب ماغنوس في المكتبة الوطنية

يبدو أن في هذا الأمر تكمن مساهمة ماغنوس الكبيرة في تعديل مسودة وعد بلفور. في نهاية الصيغة النهائية، توضيح مفصل غير موجود في مسودة السادس من تشرين الأول، وفيها أن إقامة البيت اليهودي القومي في فلسطين لا تضر بحقوق المواطنة لليهود في دول أخرى، وبالتالي أذعنت الحكومة لمطالب اليهود المناوئين للصهيونية، ومن بينهم فيليب ماغنوس.

 

أين يُحفظ الوعد الأصلي؟

عام 1924 سُأل اللورد  روتشيلد، هل المكتوب الأصلي الذي وصله من اللورد بلفور في حوزته؟  في المكتبة وجدنا الإجابة لهذا السؤال؛ داخل رسالة أرسلها روتشيلد إلى يسرائيل كوهين، أحد أعضاء الهستدروت الصهيونية في بريطانيا، في الرسالة يشرح روتشيلدر أن المكتوب الأصلي ليس في حوزته،  حيث – وبسبب أهميته التاريخية – قام بايداعه في المكتبة البريطانية حيث يُحفظ المكتوب هناك حتى يومنا هذا.

رسالة الرد من اللورد بلفور لعضو الهستدروت الصهيونية في بريطانيا يسرائيل كوهين. الرسالة أُرسلت في السادس من حزيران 1924. مجموعة ليونيل ولتر روتشيلد في المكتبة الوطنية الاسرائيلية.

شخصية موسيقية من وراء الظلال: محطات في حياة رياض البندك

على الرغم من حجم الإنجازات الكبيرة التي قام بها رياض البندك إلا أنه بقي وراء الظلال حبيس معرفة الأوساط الفنية دون التعرض لضوء الشهرة والشعبية بين أوساط عامة الناس

في واحدة من المقابلات النادرة التي قامت بإجرائها مجلة الذخيرة الفلسطينية عام 1946 مع الموسيقار رياض البندك، كانت إحدى الأسئلة هل يوجد في فلسطين نهضة فنية قومية، فكانت الإجابة بأنه توجد في فلسطين نهضة فنية قومية لكن لا توجد في فلسطين معاهد موسيقية ومع الأسف لا تهتم إدارة المعارف في إدخال الموسيقى في منهاج التعليم. بهذه المقابلة تتكشف لنا ملامح شخصية رياض البندك، الشخصية التي تلقى بالًا على مجتمعها وتطوره في جانب مهم وغير مسلط الضوء على أهميته؛ التربية الموسيقية وسبل صقلها وتطورها في المجتمع الفلسطيني. فمن هو رياض البندك يا ترى؟

مقابلة مجلة الذخيرة مع الموسيقار رياض البندك، 4 تشرين الثاني 1946

للاطلاع على كامل المقابلة اضغطوا هنا 

من المعروف لدى الغالبية من الناس أن أغلب القوالب الغنائية العربية كان يتم إعدادها في عواصم عربية عدة، خاصة في بيروت والقاهرة. لكن الذي لا يعرفه الكثيرون حول مساهمة شخصيات فلسطينية فنية وموسيقية في إنشاء تلك القوالب الغنائية والموسيقية العربية. ومن تلك الشخصيات كانت شخصية رياض عيسى البندك التي ساهمت بشكل كبير في مجال التلحين الموسيقي لأشهر المغنين العرب أمثال وديع الصافي وفايزة أحمد. وعلى الرغم من حجم الإنجازات الكبيرة التي قام بها رياض البندك إلا أنه بقي وراء الظلال حبيس معرفة الأوساط الفنية دون التعرض لضوء الشهرة والشعبية بين أوساط عامة الناس. لذلك ومن أجل التعرف على تلك الشخصية الاستثنائية يستعرض هذا  المقال بعض من محطات حياة رياض البندك خاصة الفنية منها.

في حياة رياض البندك بدأت المحطة الأولى في بيت لحم، إذ أنها المدينة التي تسكنها عائلته كما كانت محل أشغالها وأعمالها، فوالده هو السيد عيسى البندك صاحب جريدة الشعب والذي كان أيضُا رئيس بلدية بيت لحم. كما أنها ذات المدينة التي وُلد فيها رياض عام 1926 وترعرع فيها حتى مرحلة الشباب. أما اللمسات الفنية الأولى في شخصية رياض بدأت أيضًا من بيت لحم من خلال معلمه الملحن المشهور “يوسف بتروني” في كلية تراسانطة. فأخذت شخصيته بالنمو حتى بدأت أبواب العواصم العربية تفتح أمامه والتي كانت أولها أبواب العاصمة المصرية القاهرة عام 1946 عندما قام بتلحين أول أغنية له وهي بعنوان “تحية عرب فلسطين إلى أرض الكنانة”. هنا كانت البداية التي تعثرت مع الاضطرابات السياسية التي عصفت بالبلاد، والتي أجبرته على التوجه نحو المحطة الثانية وهي العاصمة السورية دمشق وكانت بعد ذلك مرقده الأخير أيضًا، إذ توجه إليها وقد أشرف هناك على القسم الموسيقي في إذاعة دمشق وقد كان فيها ثلة من خيرة العازفين أمثال عازف القانون إبراهيم عبد العال وميشيل عوض على الكمنجة هو وفريد السلفيتين كما أنه التقى في دمشق الفنانة فايزة أحمد (سيكون لهما باع طويل من المسيرة الفنية من خلال تلحين رياض لأغانيها). أما موهبته الفنية فقد اتجهت أكثر نحو التلحين أكثر من  الغناء وهذا ما دعاه بالتوجه نحو بيروت ليقوم بتلحين لحن “عروس الأندلس” لفرقة الأوركسترا التي أسسها بذاته والتي تتبع الإذاعة اللبنانية في بيروت وهو الذي نظم القسم الموسيقي فيها.

خلال سنوات الخمسينيات أصبح نجم رياض البندك يأخذ بالسطوع خاصة مع مشاركته في تأسيس إذاعة صوت العرب في القاهرة عام 1953 ومن ثم في تلحينه للعديد من الأغاني الوطنية مثل “هلموا شباب العرب” وأنشودة  الوحدة العربية. فكما دمشق كانت القاهرة من المحطات المفصلية في حياته، إذ شكلت له منبرًا يتوجه من خلاله إلى العديد من البلاد العربية مثل توجهه للشعب الجزائري في بداية ثورته بأنشودة عنوانها “لتحيا الجزائر وشعب الجزائر”. عايش رياض تلك الفترة بمزيد من الأناشيد القومية والحماسية حتى أنه استرجع من خلالها الخط القومي الذي أخذه والده في السياسة قبل عام 1948، خاصة أن الأحداث السياسية في تلك الفترة وما بعدها، سواء بتجسدها بالوحدة السورية المصرية 1958 ومن ثم فشلها، أو تلحينه لأغنية “يا عيني عالصبر يا عيني عليه” التي غناها وديع الصافي والتي لا تزال تُطرب لها الآذان حتى يومنا هذا.

لم يلتزم رياض في خط فني يتصف بالجمود، بل على العكس من ذلك كان يتصف بالمرونة في ذلك، فبرع في التأليف الأغاني والأناشيد كما في موهبة التلحين. وقد كان من أهم أعماله الفنية التي وضع فيها أكبر قدر من خبرته الفنية  سيمفونية “من تشرين إلى فلسطين” التي بدأ بكتابة افتتاحيتها عام 1976 وانتهى منها في العام 1989.

بيت لحم، القاهرة، بيروت، دمشق، هذه كانت أبرز محطات حياة الفنان والملحن رياض البندك الذي توفي في العام 1996 عن عمر يناهز السبعين عامًا قضى أغلبها في تطوير مواهبه الفنية من خلال أعماله التي بدأها منذ سن مبكرة. ومن الصحة القول أن رياض كان من الموسيقيين الفلسطينيين الذي امتد إرثهم الفني للعديد من البلاد العربية بعيدًا عن طلب الشهرة الفظة، فاختار شهرة الموسيقى من وراء الظلال.

للمزيد حول شخصية رياض البندك تصفحوا عددًا من الكتب حوله والتي هي موجودة في المكتبة الوطنية مثل كتاب “أعلام فلسطين” وغيره من المصادر الأخرى.

مشروع إتاحة الوصول الرقمي لأكثر من 2500 من المخطوطات والكتب الإسلاميّة النادرة

يعد هذا المشروع ثمرة التعاون ما بين المكتبة الوطنية الإسرائيلية وصندوق أركاديا من أجل إتاحة الوصول إلى 2500 من المخطوطات والكتب الإسلاميّة النادرة

ضمن رؤيا المكتبة الوطنية الإسرائيلية للتوسع والتطوير، أعلنت المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة في القدس أنّها بفضل تبرّع سخيّ من أركاديا، وهو صندوق خيريّ من تأسيس لسبيت راوسنغ وبيتر بالدوين، ستتيح الوصول الرقميّ إلى أكثر من 2،500 من المخطوطات والكتب الإسلاميّة النادرة من مجموعتها العالميّة. والتي هي مجموعة تضمّ كنوزًا لا تقدر بثمن من جميع أنحاء العالم الإسلاميّ من الألفيّة الماضية، وتهدف المكتبة إلى توفيرها من خلال منصّة تتيح الوصول العالميّ المجانيّ لصور عالية الدقّة وأدوات سهلة الاستخدام.

يتضمن المشروع رقمنة صور عالية الدقّة ورفعها؛ تحسين أوصاف الموادّ باللغتين العربيّة والإنجليزيّة؛ تصميم وتطوير منصّة رقميّة ثلاثيّة اللغات (بالإنكليزيّة، العبريّة والعربيّة). كخطوة أوّليّة هامّة، سيراجع خبراء حفظ وصيانة المخطوطات في المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة بدقّة جميع الموادّ التي سيتمّ مسحها ضوئيًّا، ويتّخذون إجراءات الحفظ والصيانة المشدّدة لأيّ موادّ يتبيّن أنّ وضعها إشكاليّ.

ستتيح المنصّة الرقميّة للمستخدمين من جميع أنحاء العالم اكتشاف المجموعة الكاملة والاستمتاع بها، تلك المجموعة التي تتميز بصور عالية الدقّة مصحوبة بإمكانيّات بحث وأدوات ودّيّة وسهلة الاستخدام. من المتوقّع أن يكتمل المشروع في غضون ثلاث سنوات.

تضمّ مجموعة الإسلام والشرق الأوسط التابعة للمكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة 2500 من المخطوطات والكتب النادرة باللغات العربيّة، الفارسيّة والتركيّة، والتي يعود تاريخها إلى الفترة بين القرن التاسع والقرن الـ 20.

تبرّع بغالبيّة المخطوطات إبراهيم شالوم يهودا (1877-1951)، وهو مثقّف عربيّ-يهوديّ من مواليد القدس، وأحد أهمّ جامعي المخطوطات الإسلاميّة في أوائل القرن الـ 20. تضمّ المجموعة مقتنيات من جميع مجالات المعرفة الإسلاميّة الرئيسيّة والموروث الأدبيّ. من أبرز معالم هذه المجموعة موادّ جذّابة من المكتبات المملوكيّة، والمغوليّة والعثمانيّة السلطانية؛ أعمال علميّة نُسخت في حياة مؤلّفيها أو بعد وفاتهم بفترة وجيزة؛ ونسخ موقّعة من فترة متأخّرة. كما أنّها بمثابة مجموعة بحثيّة رائدة تخدم الباحثين من خلال أعمال معاصرة ذات صلة بالثقافة الإسلاميّة والشرق أوسطيّة.

أما المواد التي ستضمّها  المواد الرقميّة الجديدة، فتشمل مواد ونسخ متنوعة ونادرة الوجود؛ منها مجموعة مخطوطات حول مقتطفات قرآنية قديمة من جميع أنحاء العالم، ومن هذه المخطوطات نسخة جزء من مصحف بالخط الكوفي يعود إلى القرن التاسع ميلادي من شمال أفريقيا. والذي يمكننا أن نرى جمالية استخدام الألوان (الأحمر والأزرق والأصفر) فيها إشارة إلى قراءات مختلفة، بالإضافة إلى التميز في استخدام أسلوب التنقيط بالألوان. في الصورة، يمكننا الرؤية بأن النص المعروض يعود إلى بداية سورة هود.

نص بداية سورة هود يعود إلى مصحف من القرن التاسع للميلاد.

 

لا تضم المجموعة المصاحف فقط وإنما هنالك العديد من الكتب النادرة الإسلامية مثل كتاب الكواكب الدرية في مدح خير البرية المسماة بالبردة،  إذ أن هذا الكتاب يعد بكونه أحد أشهر القصائد في مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والذي كتبها محمد بن سعيد البوصيري في القرن السابع الهجري الموافق القرن الحادي عشر الميلادي. وقد أجمع معظم الباحثين على أن هذه القصيدة من أفضل وأعجب قصائد المديح النبوي إن لم تكن أفضلها وتتميز هذه النسخة بكونها مرسومة لخزانة السلطان المملوكي الأشرف أبو نصر قانصوه الغوري (توفي 1516م)، وبعد ذلك كانت بحوزة خزانة السلطان العثماني سليمان القانوني (توفي 1566م) والتي تحمل طبعة خاتمه السلطاني.

الصفحة الأولى من كتاب الكواكب الدرية في مدح خير البرية، نسخة تحمل ختم السلطان سليمان القانوني.

بالإضافة إلى المصاحف والمخطوطات الأدبية الدينية، يحمل المشروع بعضًا من المخطوطات العلمية لأسماء بارزة بالعالم الإسلامي مثل الإمام الغزالي، ومن أبرز مخطوطاته نسخة من كتاب مشكاة الأنوار (الذي يسلط الضوء على سورة النور) والذي كان أحد إنجازات الغزالي الأخيرة. وقد تم نسخ النسخة التي تظهر هنا عام 1115 ميلادي، أي بعد أربع سنوات فقط من وفاة الغزالي عام 1111 ميلادي. .

نسخة من كتابة مشكاة الأنوار تعود إلى العام 1115 ميلادي

لا يمكننا الحديث عن المخطوطات بدون أن نعرض أمامكم مخطوطة نظامي الكنجوي (توفي 1209 ميلادي) – للشاعر المسلم الفارسي الذي كان صوفيًا كبيرًا. وهي عبارة عن مخطوطة مصورة بشكل جميل، فيها نرى أول لقاء بين قيس وليلى قبل أن يصبح مجنونًا ويفقد عقله، ومن خلال المخطوطة يمكن الملاحظة بأن حالة قيس قبل جنونه كان مرتديًا ملابسه، وبعد ذلك تم تصوير حالة الجنون من خلال  رسم قيس بأنه قد أصبح عاريًا.

كتاب ليلى ومجنون، من إيران سنة 1602م

 

أيضًاـ تضم مجموعتنا العلمية نسخة من كتاب تنقيح المناظر لذوي الأبصار والبصائر : والذي فيها شرح (تفسير أو تصحيح) لكتاب ابن الهيثم والمتوفى سنة 1039 ميلادي، يسمى كتاب المناظر). الذي قام بتأليف الشرح هو كمال الدين الفارسي – الذي كان أيضًا عالمًا عظيمًا في القرن الرابع عشر). كمال الدين البصري كان أول من فهم كيفية عمل القوس قزح.

تعود نسختنا إلى العام 1511 ميلادي، والمعروف لدينا بأن اسم صاحب النسخة – (تم نسخها على يد) عبد الرحمن بن مؤيد في مدينة أدرنه. تمثل الصورة هنا شكل العين.

كتاب تنقيح المناظر لذوي الأبصار والبصائر

 

قالوا عن المجموعة

د. راحيل أوكلس، أمينة مجموعة الإسلام والشرق الأوسط، المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة: “نتشرّف بإتاحة الوصول الرقميّ إلى هذه الكنوز، ونأمل أن يُسهم هذا المشروع في فهم أكبر واستقصاء مشارك ذي صلة بالحضارة الإسلاميّة. واحدة من عدد من المبادرات التي تربط المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة في القدس بالمجتمع العالميّ”.

البروفيسور بيتر بالدوين، مؤسّس مشارك ورئيس صندوق أركاديا: “يسرّنا دعم المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة في إتاحة الوصول المجانيّ لمجموعتها الفريدة من نوعها للجميع حول العالم”.

حول صندوق أركاديا

من تأسيس لسبيت راوسنغ وبيتر بالدوين. يدعم صندوق أركاديا المؤسّسات الخيريّة والمؤسّسات العلميّة لحفظ الموروث الثقافيّ وحماية البيئة وتعزيز الإتاحة. منذ عام 2002، قدّم صندوق أركاديا أكثر من 678 مليون دولار في شكل منح لمشاريع حول العالم. للمزيد من المعلومات، ادخلوا الرابط:   arcadiafund.org.uk

حول المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة

تأسّست المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة في القدس عام 1892، وتشكّل ذاكرة جماعيّة ديناميكيّة للشعب اليهوديّ في جميع أنحاء العالم، والإسرائيليّين من جميع الخلفيّات والأديان. مع الاستمرار في العمل كمكتبة بحثيّة بارزة في إسرائيل، شرعت المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة مؤخّرًا في مسيرة تجدّد طموحة لتشجيع جماهير منوّعة في إسرائيل وحول العالم على الاطّلاع على كنوزها بطرق جديدة وذات معنًى. يتم ذلك من خلال مجموعة من المبادرات التعليميّة، الثقافيّة والرقميّة المبتكرة، وكذلك من خلال حرم جديد بارز صمّمه هرتسوغ ودي ميرون، بمشاركة المكتب الهندسيّ التنفيذيّ مان-شنعار. المقرّ الجديد قيد الإنشاء حاليًّا بالقرب من الكنيست (البرلمان الإسرائيليّ) في القدس، ومن المقرّر الانتهاء منه عام 2021.

تمتلك المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة أربع مجموعات أساسيّة: إسرائيل، اليهوديّة، الإسلام والشرق الأوسط، والعلوم الإنسانيّة. من بين أبرز الأعمال أعمالًا هامّة مكتوبة بخطّ يد شخصيات بارزة، مثل: الرمبام- موسى بن ميمون، والسير إسحاق نيوتن، ومخطوطات إسلاميّة رائعة تعود إلى القرن التاسع وأرشيفات شخصيّة لشخصيّات ثقافيّة وفكريّة بارزة، مثل: مارتن بوبر، نتان شيرانسكي ونعومي شيمر.  تمتلك المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة أكبر مجموعات من النصوص اليهوديّة، الموسيقى اليهوديّة والإسرائيليّة، خرائط القدس والأرض المقدّسة، بالإضافة إلى مجموعات عالميّة من المخطوطات، الخرائط القديمة، الكتب النادرة، الصور الفوتوغرافيّة، الموادّ الأرشيفيّة العامّة والشخصيّة وغيرها.

رسم توضيحي لمبنى المكتبة الوطنية الجديد

من المقرّر افتتاح المقرّ الجديد للمكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة الموجود قيد الإنشاء حاليًّا بالقرب من الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) في القدس، في عام 2022. سيعكس المبنى، الحدائق والباحات المحيطة به القيم المركزيّة للمعرفة الديمقراطيّة وفتح المجموعات العالميّة للمكتبة الوطنيّة ومصادرها لجمهور واسع ومنوّع بأكبر قدر ممكن. تضمّ مساحته البالغة 45000 متر مربّع (480.000 قدم مربّع)، حيّزات للمعارض، بالإضافة إلى تنفيذ البرامج الثقافيّة والتعليميّة في بيئة آمنة، متطوّرة وذات صبغة فنّيّة، مستدامة وحديثة. تقود حكومة إسرائيل وعائلة روتشيلد (الشركاء في المشروع) بناء المقرّ الجديد للمكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة، برعاية صندوق ياد هنديڤ وعائلة ديڤيد س. وروث ل. غوتسمان من نيويورك.

حين روجت جريدة الكرمل لبيع السيارات

أسرار نجاح إعلانات السيارات المنشورة في جريدة الكرمل.

بين عامي 1927-1930  كان هنالك أكثر من تسع ماركة سيارات عالمية قد نشرت جريدة الكرمل إعلانات من أجل الترويج لسياراتها والتي في غالبها إعلانات كانت تتبع لماركات سيارات أمريكية مثل ماركة شيفروليه، آوكلاند، ريو، دودج، ستوديباكر وبويك، وهذا يعكس مدى استحواذ السيارات الأمريكية على السوق الفلسطيني آن ذاك، لكن مع ذلك لم تكن السيارات الأمريكية تحتكر السوق لكون وجود المنافسة من المصانع الأوروبية مثل الفرنسية والتي تتمثل في ماركة سيارة سيتروين والبريطانية ممثلةً بماركة سيارة موريس التي كانت أيضًا تُباع في السوق.

عند النظر إلى إعلانات السيارات التي نشرتها جريدة الكرمل يتبادر  إلى ذهن قارئ الصحيفة تساؤلاتٍ عدة حول سر جذب جريدة الكرمل لوكالات بيع السيارات من مدنٍ مختلفة  كحيفا ويافا والقدس، فالحديث ليس عن ماركة سيارات واحدة أو اثنتين!! يا ترى ما هو السر الذي حذا بكل هذه الوكالات في أن تنشر إعلاناتها في جريدة الكرمل؟

في ترويجها لبيع السيارات اهتمت جريدة الكرمل بعدد من العوامل والتي يمكن ملاحظتها في أكثر من إعلان لأكثر من ماركة واحدة، فكانت تشدد على كتابة التفاصيل حول السيارات سواء حول  الجانب الجمالي أو الأدائي بدون التغاضي عن الشفافية في عرض سعر السيارة واستهلاكها للوقود. يوجد عامل آخر وهو عامل الرسم الذي لم يغب عن أي إعلان ترويجي حول السيارات الذي في بعض الأحيان نرى أكثر من رسمة  في ذات الإعلان، فالرسمة هي عنصر رئيسي تعكس مصداقية خصائص السيارة وصفاتها الجمالية.

أما العامل الأخير فهو محاولة استهداف كافة فئات المجتمع ومراعاة الاختلافات فيما بينهم من خلال انتقاء الكلمات المناسبة من أجل التعبير عن مميزات خاصة بالسيارة والفئة التي تقع فيها، مثلًا إذا كانت سيارة تتميز بالكفاءة كان يتم استخدام كلمات تعكس ذلك مثل سيارة ستوديباكر “س.ل ديريكتور: قوة وليونة”،

أما اذا  كانت السيارة قليلة الثمن فكانت الكلمات مختلفة من خلال التركيز على عرض سعر السيارة للفت النظر حولها إضافة إلى نشر عدد مشتريها من أجل التشجيع على شرائها مثل سيارة شيفروليه “بسعر 189 جنيهُا فلسطينيًا يمكنك امتلاك سيارة شيفروليه من النوع الجديد الذي ثبتت فائدته ل610000 من أصحاب السيارات”.

في حال كانت الرغبة باقتناء سيارة للعمل قوية ومتينة تتحمل المشاق فذلك الطلب أيضًا موجود في إعلانات الصحيفة مثل السيارة الفرنسية سيتروين “سيتروين: بناء هيكلها (الشاسي) متين جدًا بما يمكنها حمل الأثقال وتحمل مشقات السفر وأداء أحسن خدمة”.

في مراعاتها لعوامل متنوعة من حاجات المجتمع من السيارات واستخدامها لوسيلة الرسم في ايصال الفكرة إلى القارئ عدا عن توضيح تفاصيل وخصائص المركبات، كان لجريدة الكرمل تأثير كبير قد جعل ذلك منها أحد الوجهات الأساسية لدى كبرى وكالات السيارات من أجل نشر كل ما هو جديد في هذا المجال.

لتصفح جريدة الكرمل والإمعان في إعلاناتها، يمكنكم الدخول لتصفحها رقميًا من خلال النقر هنا.