بين عامي 1927-1930 كان هنالك أكثر من تسع ماركة سيارات عالمية قد نشرت جريدة الكرمل إعلانات من أجل الترويج لسياراتها والتي في غالبها إعلانات كانت تتبع لماركات سيارات أمريكية مثل ماركة شيفروليه، آوكلاند، ريو، دودج، ستوديباكر وبويك، وهذا يعكس مدى استحواذ السيارات الأمريكية على السوق الفلسطيني آن ذاك، لكن مع ذلك لم تكن السيارات الأمريكية تحتكر السوق لكون وجود المنافسة من المصانع الأوروبية مثل الفرنسية والتي تتمثل في ماركة سيارة سيتروين والبريطانية ممثلةً بماركة سيارة موريس التي كانت أيضًا تُباع في السوق.
عند النظر إلى إعلانات السيارات التي نشرتها جريدة الكرمل يتبادر إلى ذهن قارئ الصحيفة تساؤلاتٍ عدة حول سر جذب جريدة الكرمل لوكالات بيع السيارات من مدنٍ مختلفة كحيفا ويافا والقدس، فالحديث ليس عن ماركة سيارات واحدة أو اثنتين!! يا ترى ما هو السر الذي حذا بكل هذه الوكالات في أن تنشر إعلاناتها في جريدة الكرمل؟
في ترويجها لبيع السيارات اهتمت جريدة الكرمل بعدد من العوامل والتي يمكن ملاحظتها في أكثر من إعلان لأكثر من ماركة واحدة، فكانت تشدد على كتابة التفاصيل حول السيارات سواء حول الجانب الجمالي أو الأدائي بدون التغاضي عن الشفافية في عرض سعر السيارة واستهلاكها للوقود. يوجد عامل آخر وهو عامل الرسم الذي لم يغب عن أي إعلان ترويجي حول السيارات الذي في بعض الأحيان نرى أكثر من رسمة في ذات الإعلان، فالرسمة هي عنصر رئيسي تعكس مصداقية خصائص السيارة وصفاتها الجمالية.
أما العامل الأخير فهو محاولة استهداف كافة فئات المجتمع ومراعاة الاختلافات فيما بينهم من خلال انتقاء الكلمات المناسبة من أجل التعبير عن مميزات خاصة بالسيارة والفئة التي تقع فيها، مثلًا إذا كانت سيارة تتميز بالكفاءة كان يتم استخدام كلمات تعكس ذلك مثل سيارة ستوديباكر “س.ل ديريكتور: قوة وليونة”،
أما اذا كانت السيارة قليلة الثمن فكانت الكلمات مختلفة من خلال التركيز على عرض سعر السيارة للفت النظر حولها إضافة إلى نشر عدد مشتريها من أجل التشجيع على شرائها مثل سيارة شيفروليه “بسعر 189 جنيهُا فلسطينيًا يمكنك امتلاك سيارة شيفروليه من النوع الجديد الذي ثبتت فائدته ل610000 من أصحاب السيارات”.
في حال كانت الرغبة باقتناء سيارة للعمل قوية ومتينة تتحمل المشاق فذلك الطلب أيضًا موجود في إعلانات الصحيفة مثل السيارة الفرنسية سيتروين “سيتروين: بناء هيكلها (الشاسي) متين جدًا بما يمكنها حمل الأثقال وتحمل مشقات السفر وأداء أحسنخدمة”.
في مراعاتها لعوامل متنوعة من حاجات المجتمع من السيارات واستخدامها لوسيلة الرسم في ايصال الفكرة إلى القارئ عدا عن توضيح تفاصيل وخصائص المركبات، كان لجريدة الكرمل تأثير كبير قد جعل ذلك منها أحد الوجهات الأساسية لدى كبرى وكالات السيارات من أجل نشر كل ما هو جديد في هذا المجال.
لتصفح جريدة الكرمل والإمعان في إعلاناتها، يمكنكم الدخول لتصفحها رقميًا من خلال النقر هنا.
ملصقات المسارح الفلسطينية: تأريخ لأعمال يوسف وهبي
لم يكن يوسف وهبي مجرد اسم ممثل مسرحي عربي مشهور بل كان أيضًا من أحد مساهمي الوحدة بين الشعوب العربية من خلال عرض أعماله الفنية في المنطقة العربية.
14 من تموز سنة 1900 هو يوم ذكرى عيد الحرية في فرنسا و يوم الحربية في مصر لكن أيضًا هو ذكرى يوم ميلاد الفنان المسرحي يوسف وهبي في محافظة المنيا بالقرب من أحد روافد نهر النيل الذي يُسمى كنايًة ببحر يوسف ومن هنا جاءت تسمية الفنان بيوسف. [1]
لم يكن يوسف وهبي مجرد اسم ممثل مسرحي عربي مشهور بل كان أيضًا من أحد مساهمي الوحدة بين الشعوب العربية وذلك من خلال عرض أعماله فنية في المناطق والأماكن العربية ومن ضمنها فلسطين التي حظيت بجزء كبير من عرض أعماله خاصة خلال إدارته لفرقة رمسيس، كيف لا وقد كانت إحدى أكبر الفرق المسرحية في الشرق. ومن حسن الحظ أن بعض الملصقات التي وثقت عرض أعماله في مناطق فلسطين المختلفة لا تزال متوفرة التي من خلالها يمكن الاطلاع على عروض أعماله التي تنوعت وتعددت ما بين تمثيله الشخصي للمسرحيات ضمن فرق عديدة مثل فرقة فاطمة رشدي وفرقة رمسيس أو ما بين تجسيد أعماله من خلال فرق محلية على المسارح الفلسطينية المختلفة خاصة في حيفا ويافا مثل فرقة الكرمل بل وانتقلت أعماله إلى السينما الفلسطينية في فيلم جوهرة الذي كانت إحدى عروضه في مدينة عكا.
من أوائل الحفلات التي قام بها يوسف وهبي إلى فلسطين كما في العديد من الأقطار العربية كانت ضمن فرقة فاطمة رشدي التي كانت تضم حلة من الفنانات والفنانين أمثال فاطمة رشدي وعزيز عيد، وكما يُقال “أن الأفضل يبقى للنهاية”، فبعد الجولة في كلٍ من بيروت وبغداد ودمش وحلب اختتمت الفرقة أعمالها في فلسطين لا لشيء سوى لتوكيد نسيج العلاقة المتين الذي كان آن ذاك بين الأقطار العربية ومن ضمنهم فلسطين. فالهدف الأساسي في تلك الجولة التي كانت برعاية الحكومة المصرية كان من أجل نشر الثقافة والفن المصري بين الأقطار العربية وذلك من مبدأ “شاهد واشعر عن قرب”
من العروض التي قام بها يوسف وهبي ضمن فرقة رمسيس كانت على مسرح بستان الإنشراح في حيفا، فكانت حفلات العروض لثلاث أيام تم خلالها عرض ثلاث روايات وقد كان يوسف وهبي يدير الفرقة بنفسه، أما طاقم الفرقة فكان تضم فنانات وفنانين آخرين مثل الفنانة زينب صدقي، الآنسة أمينة رزق والفنان حسن أفندي البارودي وغيرهم.
كما يبدو أن عروض فرقة رمسيس لم تكفي جمهور حيفا آن ذاك مما شجع الفرقة على العودة إلى المدينة في ذات الشهر مرة أخرى ليوم واحد من أجل عرض روايتين اثنتين في ذات المسرح أي مسرح بستان الإنشراح وقد تم عرضها في يوم 29 أيار سنة 1929.
من الواجب ذكره أن العرض الثاني على مسرح الإنشراح كان أكثر خصوصية من ناحية طاقم الفرقة الرئيسي الذي اقتصر على الأستاذ يوسف وهبي وأربعة من أعضاء الفرقة فقط هم الممثلة أمينة رزق وزينب صدقي، دولت أبيض وجورج أبيض وقد جسدوا كل من رواية راسبوتين وانتقام المهراجا، أما بخصوص الجمهور فقد كانت المسرحية مفتوحة للجميع.
أخذ تمثيل وتجسيد مؤلفات يوسف وهبي ينتقل إلى فرق محلية فلسطينية ينتشر على خشبات المسارح الفلسطينية خاصة في حيفا ويافا، ومن أهم الروايات التي تم تجسيدها كانت رواية الصحراء التي قامت فرقة الكرمل التمثيلية بتأديتها في مسرح عين دور بحيفا ومن ضمن طاقم الممثلين كان صاحب الدور الرئيسي الفنان إسكندر أيوب.
انتقلت أعمال يوسف وهبي إلى الشاشة الذهبية من خلال عرض فيلم الجوهرة عام 1943 الذي كانت من تأليفه وإخراجه عدا عن كونه جسّد دور البطولة بشخصية سمير إلى جانب الممثلة نور الهدى التي أخذت دور رئيسي بشخصية فلفلة. تم عرض الفيلم في صالات سينما الأهلي في عكا.
لا يمكن تجاهل الأهمية الوظيفية لطبيعة الملصق كونها وسيلة يتم من خلالها توثيق مجريات الحياة اليومية حيث أنه (تبعًا لأنواعها) يقودنا إلى التفاصيل حول الحدث أو المكان، لذلك تكمن أهمية الملصقات التي تم استخدامها من قبل المسارح الفلسطينية في توثيق أعمال يوسف وهبي خلال عرض أعماله في فلسطين خلال القرن الماضي، وبالإطلاع عليها تكمن محاولة تصور الظروف والسياقات التي كانتوكيفية تشكلها تبعًا لهوى الجماهير المحبة للفن الجميل.
[1] محمد رفعت، مذكرات عميد المسرح العربي يوسف وهبي كما رواها بنفسه، (مؤسسة عز الدين للطباعة والنشر: بيروت، 1991)، صفحة 12.
المهندس الإيطالي الذي أحضر الروح العصرية (والغرور) الأوروبية إلى البلاد
أمضى الدكتور ايرميتي بييروتي في البلاد ثمانية أعوام منذ منتصف القرن التاسع عشر. المناظر الطبيعية نالت إعجابه لكن ليس أهل البلاد الأصلانيين
منذ الحملات الصليبية الغابرة في القدم أقيمت في البلاد تقاليد فنية فخمة بإشراف أشخاص لم يقوموا بزيارة البلاد بتاتًا – رسامو الخرائط، الأدباء والشعراء – الذين أبدعوا في تقديم أعمال فنية على مستوى رفيع لتشبيهات متخيلة من الديار المقدسة وفي مركزها مدينة القدس. وقد اعتمدوا في أعمالهم غالبًا على ما جاء في الكتب المقدسة، المصادر اليهودية والمسيحية المختلفة، كتب الرحالة، الشائعات التي تناقلها الناس، وبعض المناظر التي أبدعها خيالهم المفرط. وقام آخرون برسم معالم المدينة بموجب ما شاهدته نواظرهم وفي كثير من الأحيان كما تراءت من مطلة جبل الزيتون. وقد نُفّذت الرسومات والمناظر التي اعتمدت على الواقع من خلال اعتماد طريقة الرسم الحرّ.
فقط خلال القرن التاسع عشر بدأت تنشر بعض خرائط المدينة بالاعتماد على القياسات. أحد الأشخاص الذين قاموا برسم الخرائط المعتمدة على طرق القياس الدقيقة كان دكتور ايرميتي بييروتي. الباحث والكاتب والمهندس المعماري الإيطالي أمضى مدة ثماني سنوات (1861-1854) في العمل المتواصل في وظيفة المهندس المعماري المدني والعسكري لمدينة القدس بدعوة من متصرف لواء القدس ثريا باشا. وبفضل المكانة الرفيعة التي حظي بها لدى متصرف اللواء حظي بييروتي بحرية تنقل فريدة من نوعها، فاستغل هذه الحرية في التنقل من أجل الدخول إلى الأماكن المقدسة مثل الحرم القدسي الشريف والحرم الإبراهيمي، وهما من الأماكن التي يُحْظَرُ أن يدخل إليها “الغير مسلمين”.
قام بييروتي بأعمال البحث والتنقيب في الأماكن المقدسة في أرجاء مدينة القدس وخارجها، وأعدّ مخططات تهدف إلى ترميم المدينة وأشرف على عدد لا بأس به من المبادرات العمرانية. وبينما كان يعيش في القدس نشر كتابه “القدس رهن البحث” المكوّن من جزأين حيث أجرى مقارنة بين مدينة القدس إبان أيام العهد القديم من الكتاب المقدّس وبين المدينة المعاصرة: وقد أثار نشر الطبعة الأولى وخاصة ترجمتها للغة الإنجليزية عاصفة من ردود الفعل في بريطانيا. وقدّمت ضد بييروتي دعوى قضائية من قبل جيمس جراهم الذي ادعى أن بييروتي سرق الصور الواردة في الكتاب من المصور الأسكتلندي، فردّ بييروتي على هذا الادعاء بالقول إنّه قد اشترى هذه الصور من المصور اليهودي الروسي مندل جون دينز. وعلى أي حال من الأحوال فقد سارع للرحيل عن القدس.
أهل البلاد في عيني ايرميتي بييروتي هم رقيق
حتى بعد رحيله عن الديار المقدسة واصل بييروتي الاهتمام بالمناظر والشخصيات التي قابلها. وواصل في نشر النتائج التي توصل إليها في سلسلة من الكتب، وأيضًا في أوروبا اعتبر نفسه خبيرًا كبيرًا وليس فقط في المناظر الطبيعية والعمارة في البلاد. أحد أشهر كتبه، والوحيد الذي تمت ترجمته للغة العبريّة كرّسه لبحث “العادات والتقاليد في الأراضي المقدسة”. الاسم الكامل لهذا المؤلف يدل على دافعية بييروتي في الكتابة: “العادات والتقاليد في الأراضي المقدسة لدى سكان البلاد الآن، التي تشكل نموذجًا لأنماط الحياة التي كان يعيشها العبرانيون القدامى”.
يضمّ هذا المخطط مقطعا عرضيا ومقطعا طوليا للحرم يرفق من حوله بتفاصيل معلوماتية كثيرة حول المكان. وقد تم نشر هذا المخطط أيضًا كجزء من الأطلس الذي نشره”
“كلّ من يضفي على الحيوانات صفة العقل والإدراك دون الاكتفاء بالغرائز، لو كان يتجول في البلاد طولًا وعرضًا لكان دون أدنى شكّ سيجد الكثير من الأدلة لتعزيز نظريته، وكان من الممكن أن يتوصل للاستنتاج (وهو استنتاج غير بعيد عن الحقيقة) بأن هذه المخلوقات أذكى من بشر كثيرين. وعلى الأقل فأنا ما كنت أستطيع أن أدحض أقواله، نظرًا لأنني تقريبًا توصلت لنفس وجهة النظر بعدما تعرفت عن كثب، طوال سنوات، على الفئتين كلتيهما”.
(من كتاب: العادات والتقاليد في أرض إسرائيل، ايرميتي بييروتي)
بينما كان انطباعه إيجابيا عميقا بفضل المباني الكثيرة في مدينة القدس فقد ترك سكان البلاد التي أمضى فيها سنوات طويلة لديه أثرًا سيّئًا. بما يليق بشخص أوروبي من القرن التاسع عشر، لم يتورّع بييروتي من التعميم والاستهزاء بمجموعات إثنية كاملة: فالعرب الذين اعتبرهم من سلالة العبريّين القدامى نظر إليهم على أنهم ثلة من الأشخاص السريعي الغضب، المحتالين والذين لا يمكن أن يبدوا استعدادهم لتقديم المساعدة للأجانب إلا إذا حصلوا في المقابل على “بقشيش”- رشوة. “أيّ سائح في دول الشرق، ولا سيما في سوريا، لا يعرف كلمة بقشيش؟” فقد تكرر ترديد هذه الكلمة على مسامعه إلى درجة أنه استمر في استخدامها حتى بعد عودته إلى بلاده، وبهذه الطريقة فإن هذه الكلمة كادت تغدو جزءًا لا يتجزّأ من حديث الناس في أوروبا أيضًا.”
من أجل الوصول إلى جذور عادة “البقشيش” ادعى بييروتي أنه يتوجب علينا البحث في العهد القديم من الكتاب المقدس، وذلك من منطلق أنّ العبريّين القدامى كانوا معتادين على عادة “البقشيش”، بدءًا من إبراهيم وحتى إليشع تلقى أبطال العهد القديم (الآباء القدامى للعرب المعاصرين) سلسلة من الإكراميات، الهدايا ومنح المصالحة مِنْ كلّ مَنْ ساعدهم أو أغضبهم. محبة الرشوة لدى الرجال العرب كانت منسجمة تمامًا مع الطبيعة الدسّاسة لنسائهم: “تحت ثنايا المنديل من الممكن التفاضل، تدبير الدسائس وتدبير مختلف المؤامرات التي يمكن أن تخطر على البال”.
كان موقف بييروتي من اليهود أكثر تركيبًا: فقد اعترض على الآراء المسبقة والافتراءات القديمة التي التصقت بأبناء الشعب المختار”، لكنه لم ينسَ التعبير عن استعلائه الأوروبي عليهم: “بينما حرص العبريّون القدامى على الاستحمام والنقاء فإن أحفادهم تخلَّوْا عن الطريق التي انتهجها الأجداد القدامى. في أيام السبت يرتدي اليهود ملابس احتفالية قشيبة لكن، عندما تقترب منهم يتبيّن لك أن النظافة لديهم لم تكن سوى خارجية، وذلك لأنهم تباخلوا في تسديد رسوم الدخول إلى الحمّام”.
وقد ساهم دكتور ايرميتي بييروتي في إحضار الروح العصرية إلى البلاد العريقة غير أنه لم ينسَ أن يصطحب معه من البلاد الأصلية أيضًا الصفة المقرونة بها: الغرور الأوروبي.
هل تشتاقون لإيطاليا…..تعرفوا على ماركة الأحذية الأشهر فيها: باتا
في هذا المقال نتحدّث عن شركة باتا الإيطالية العريقة وإعلاناتها في جريدة الكرمل.
في هذه الأيام، تعيش إيطاليا أيامًا عصيبة بسبب انتشار وباء الكورونا فيها؛ والتبعات التي ألقت بظلالها على كامل المدن الإيطالية. لكننا، نقول على الدوام ليس بعد الظلمة إلا فجر ينير البلاد الإيطالية وباقي أنحاء العالم. ولعل من الأمور التي نتذكرها هي الشركة الأوروبية للأحذية- باتا، والتي لطالما عانت وبعد كل معاناه كانت تقف مرة أخرى وعدم فنائها. ولذلك، قررنا أن نسلط الضوء على هذه الشركة الأوروبية العريقة وتواجدها في البلاد؛ وبالتحديد إعلاناتها في جريدة الكرمل.
تُعتبر أحذية “باتا” أحد فخر الصناعات الأوروبية التي فتحت متاجرها في البلاد، فهي اسم عريق تناولته الأجيال من زمن لآخرـ إذ إن هذه الماركة العريقة قد أذهلت العديد من الأشخاص في قوتها ورخص ثمنها وطبقت شعار“ليس معناه أن يكون الحذاء القوي غالي الثمن”، وكما في االعديد من المناطق المختلفة حول العالم كان هنالك العديد من الفروع لمتاجر “باتا” في مدن فلسطين الانتدابية الرئيسية كالقدس ويافا وباقي أنحائها.
ولكي تنتشر منتجات ماركة معينة لا بد أن يكون لديها حُسنٌ في الإدارة واستخدام وسائل للتسويق، ومن ضمن هذه الوسائل كانت نشر الإعلانات في الصحافة المكتوبة، وهذا تمامًا ما قامت به ماركة “باتا” للأحذية بنشرها الإعلانات في صحيفة الكرمل؛ فكيف قامت صحيفة الكرمل بتسويق منتجات الأحذية لماركة “باتا” من خلال الإعلانات التي نشرتها في أعدادها؟
اعتمدت صحيفة الكرمل في تسويقها لماركة “باتا” جملة من الأنماط تجمع فيما بينها قوة جذب الكلمات واختيار الأوقات المناسبة لنشر الإعلان خاصة المناسبات والأعياد، عدا عن محاولة أن يكون الإعلان قريبًا من الوضع الاقتصادي للفئة المستهدفة. ومن هذه الإعلانات نشر الإعلان الذي كان خلال فترة رأس السنة الميلادية وذلك من أجل استغلال مناسبة الأعياد الميلادية لزيادة شراء منتوجات “باتا”، خاصة أنه خلال فترة الأعياد تكون قوة الشراء أكبر وهذا الذي كانت تعيه صحيفة الكرمل من خلال شعار الأعلان “الأحذية الحسنة كالمعاشر الحسنة: ابتدئ العام الجديد بلبس أحذية باتا”.
أما النمط الآخر التي استخدمته صحيفة الكرمل فكان التركيز على الأسعار المنخفضة بالنسبة إلى السوق مع الحفاظ على مستوى الجودة للجلود المستخدمة في صناعة الأحذية، إذ حمل الإعلان شعار “أحذية “باتا” الشهيرة: بالرغم من الصعود الدائم في أسعار الجلود فإن شركة :”باتا” تبيع بضائها الجديدة بالأسعار المعتادة” وذلك في مختلف فروع وكالاتها في البلاد.
في بعض الأحيان قامت صحيفة الكرمل بالاهتمام بالجوانب الجمالية كنمط نمط مغاير إلى جانب النمط المألوف (صفات المنتج وعرض السعر)لأجل تسويق ماركة “باتا”، فربطت ما بين الأحذية الظريفة والشخصية الأنيقة من خلال الصورة بعنوان “ملكة الأحذية الظريفة باتا: أحذية باتا من الطراز الحديث ومن أحسن المواد وهي قوية ورخيصة”.
في نشرها للإعلانات اعتادت صحيفة الكرمل بالاهتمام والمحافظة على معايير جمالية من خلالها جذبت ولفتت انتباه القارئ ليعود ذلك عليه بالنفع كما يعود أيضًا على ناشر الإعلان، ذلك من خلال مراعاة متطلبات كل من المنتج والمستهلك. ومن بين تلك الإعلانات كانت إعلانات ماركة “باتا” للأحذية التي هي ماركة عالمية افتتحت لها فروع في كافة أنحاء فلسطين الانتدابية.
للمزيد حول إعلانات باتا، يمكن تصفح كافة الإعلانات والأخبار حولها من خلال موقع جرايد.