832 629

واصف جوهرية: مؤرخ روح القدس

نشأ واصف جوهرية، الطفل الذي نسج حياته في نسيج تاريخ المدينة الغني، في قلب القدس. وُلد واصف عام 1897 لعائلة مقدسية من الطبقة الوسطى،  ورث عن والده جريس حب الحكايات والموسيقى. كان والده، صانع الحرير ورسام الأيقونات الدينية، يشجعه على دراسة القرآن لتعزيز ملكته اللغوية، ويعلمه أساسيات الموسيقى، ليزرع فيه شغفًا سيستمر طوال حياته. تعلم

832 629

جابر بن حيان: الكيمياء كمرآة للحياة

قد يرتبط اسم جابر بن حيان في مخيلة من يعرف اسمه بالمختبرات القديمة، والأدوات الزجاجية، والتجارب التي تحوّل المعادن الرخيصة إلى ذهب. لكن جابر، الذي يُعرف بـ “أبو الكيمياء”، كان يرى الكيمياء بشكل مختلف تمامًا. بالنسبة له، لم تكن الكيمياء مجرد وسيلة للتلاعب بالمادة، بل فلسفة عميقة تهدف إلى فهم الروح والنفس البشرية. كانت أعماله

832 629

أربع سنوات من الجدل: صحيفة لسان العرب

في صيف عام 1921، صدرت أول نسخة من صحيفة لسان العرب في القدس في شهر حزيران، لتصبح أول جريدة عربية تصدر يوميًا من قلب المدينة . أسسها إبراهيم سليم النجار، بمشاركة أحمد عزت العدّامي وإبراهيم المحيّب، وسعى من خلالها إلى تقديم نموذج للصحافة العربية على النمط الأوروبي: صحافة يومية، بعناوين واضحة، ومقالات متزنة ارتكزت على افتتاحيات قصيرة ومباشرة، تخلو من” الخطاب الشعبوي”، كما ادعت التزامها بقول الحقيقة مهما كانت .

832 629

البوشناق في فلسطين العثمانية: بين التكيّف والمرايا المتكسّرة

لم تتخذ الهجرة البوسنية إلى فلسطين العثمانية والتي بدأت في أواخر القرن التاسع عشر،  شكلا منظما بقدر ما كانت دفعة من العائلات تبحث عن استقرار بعيد عن الحروب والاضطرابات في البلقان. وصل المهاجرون إلى ميناء حيفا، وسكنوا قرى مثل قيسارية ويافا والشيخ جراح. رحبت  الدولة العثمانية آنذاك بالمسلمين العائدين من أراضي ضاعت، ففتحت لهم أبواب القرى الزراعية ومنحتهم بعض التسهيلات، لكن ذلك الترحيب الرسمي لم يقابل دائماً بترحيب شعبي مماثل.

832 629

جريدة فلسطين: بين الحبر والمصادرة

عندما أطلق عيسى العيسى وشريكه يوسف العيسى أول عدد من جريدة فلسطين في يافا عام 1911، لم تكن الصحافة بعد مهنة مستقرة، ولا حتى مضمون ٌبقاؤها، خاصة حين تكتب ما لا تريد السلطة أن يُقرأ. لكن الجريدة، التي بدأت كمنشور أسبوعي بأربع صفحات، سرعان ما أصبحت واحدة من أقوى الأصوات التي عرفها المشهد العربي في المنطقة.

832 629

الحصاد كطقس احتفالي : الموسم بين الماضي والحاضر

ا يرتبط موسم الحصاد في القرى والمناطق الزراعية في البلاد بجمع المحاصيل فقط، بل يمثل حدثًا جماعيًا تتوارثه الأجيال، حيث يجتمع الناس للعمل معًا،و تتداخل فيه الجهود الفردية مع التعاون الجماعي. في البلاد، ظل موسم الحصاد على مدى القرون الماضية جزءًا من التراث الزراعي، متأثرًا بالتغيرات السياسية والاجتماعية، لكنه حافظ على مكانته كأحد أهم الفترات السنوية التي تعكس ارتباط الإنسان بالأرض، والطرق التي شكلت نمط الحياة في القرى عبر العصور.

832 629

أنطون شماس: بين الأدب والترجمة

وُلد أنطون شماس عام 1950 في قرية فسوطة الواقعة في الجليل الأعلى. نشأ في بيئة عربية متعددة دينيًا وثقافيًا، وتلقّى تعليمه في الداخل، قبل أن ينتقل إلى الدراسة الجامعية حيث تخصّص في الأدب المقارن والترجمة. أظهر انطون منذ بداياته ميولًا أدبية واضحة واهتمامًا باللغة كأداة للتعبير والتفكير، وليس فقط كوسيلة تواصل.

832 629 (1)

السلّاح الزاجل: الحَمام البَريدي في البلاد العثمانية

في زمن لم يكن فيه للهواتف وجود، كانت البلاد العثمانية تعتمد على وسيلة تواصل غير مألوفة لكنها فعالة للغاية آنذاك وهي الحمام الزاجل. قد تبدو فكرة أن الطيور تحمل رسائل من مدينة إلى أخرى وكأنها مشهد من رواية هاري بوتر، لكنها كانت جزءًا من الحياة اليومية في تلك الفترة. الحمام الزاجل، بأجنحته الصغيرة وذاكرته المدهشة، أصبح وسيلة لربط المدن العثمانية بالعالم المحيط، ونقل الأخبار والأوامر بين المسؤولين وحتى السكان.

832 629

جحا: من الفلكلور إلى خشبة المسرح في عكا

د شخصية جحا الأسطورية في الفلكلور العربي، رمزًا محلياً وعالميًا في آنٍ واحد. يتميز جحا بروحه الفكاهية الذكية وحكمته الطريفة، وقدرته على تحويل المواقف اليومية العادية إلى قصص مليئة بالعبر. ورغم أن قصصه المتداولة اليوم نشأت في العالم العربي، إلا أن شخصية جحا وجدت لها صدى في ثقافات أخرى، مثل نصر الدين هوجا في تركيا أو حكايات إيسوب في الغرب.

383 272

“كاف” توفيق صايغ: حرفٌ يروي حباً غير كافٍ

تشكلت رحلة حياة توفيق صايغ من المنفى والعاطفة والسعي الدؤوب نحو الإبداع الشعري. ولد توفيق صايغ في عام 1923 في قرية خربا السورية، ونشأ في طبريا، حيث عاش طفولته وشبابه المبكر. تابع دراسته في القدس، ثم في الجامعة الأمريكية في بيروت، حيث تخرج عام 1945. عكسَ أحد أبرز أعماله، القصيدة ك، فصلاً حميميًا ومؤلمًا في حياة الصايغ. رسمت هذه القصيدة صورة لعلاقة عاطفية عميقة جمعته بامرأة بريطانية تُدعى كاي شو، والتي أصبحت محوره العاطفي وإلهامه في الشعر.