كان يا ما كان: حين قرر كامل الكيلاني أن يكتب أدب الأطفال

تعالوا وتعرفوا على كامل الكيلاني ومشروعه النوعيّ للأطفال

المكتبة الوطنية الإسرائيلية
17.09.2019
​منذ القدم والحكاية الشعبية للأطفال كانت مركز الثقافية العربية، إذ تناقلها الناس بين بعضهم البعض، لكن كامل الكيلاني المصري الجنسية والمولود عام 1897 قرر أن يأخذ قصص الأطفال نحو اتجاه آخر، اتجاه أكثر أدبي وأكثر علمي ليبدأ مشروعه النوعيّ وهو كتابة قصص الأطفال. في مقدمة طريقه في أحدى كتبه، يقول الكيلاني موجهاً كلامه للطفل العربي، اخترت أن “أسهل عليك الأمر فتقرأ بنفسك أحسن القصص التي تحبها، لتقصها أنت على أبويك وجدتك وعلى أصحابك الأعزاء”

كامل الكيلاني، قصص جديدة للأطفال: بابا عبد الله والدرويش، مطبعة المعارف ومكتبتها في مصر. كانت رواية السندباد البحري أول قصة كتبها للأطفال عام 1927، الرواية مستمدة من رواية “ألف ليلة وليلة” التراثية، ولكن الكيلاني يوضح أسباب استحضارها، إذ يقول أن الرواية الأصلية لم تحظ بالانتشار لركاكة الأسلوب وغياب الصور وضعف الخيال وبالتالي فمشروع الكيلاني هو الكتابة للأطفال بأسلوب سهل يحبب القراءة على الأطفال، ثم تزيين القصص بالصور لكي تجذب الأطفال كل ذلك لأجل تحبيب القراءة والمطالعة.

كامل الكيلاني، السندباد البحري، مطبعة المعارف ومكتبتها في مصر.

نجح مشروع الكيلاني نجاحاً جميلاً وانتشرت قصصه في الكثير من الدول العربية، ولكي ينوع الكيلاني مصادره فقد استوحى أحيانًا قصصه من التراث العربي الإسلامي كقصة السندباد التي ذكرناها أعلاه أو من التراث المشرقي كالهند والتي كتب من وحي قصصها مجموعة حكايات مثل قصاص الأثر، القصر الهندي، في غابة الشياطين وغيرهم.

كامل الكيلاني، قصاص الأثر، مطبعة المعارف ومكتبتها في مصر. كما استوحى الكيلاني قصصاً خيالية لم يُعرف لها منشأ كقصة “في بلاد العجائب. ​لأكثر من ثلاثين عام استمر مشروع الكيلاني والذي فيه كتب خلالها ما يقارب ال250 قصة، لتتحول قصصه إلى معالم أساسية من معالم الطفولة العربية في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، ولما توفى الكيلاني عام 1959 كان قد خلف وراءه إرثًا ثميناً، وربما فقط بعد وفاته تنبه النقاد لأهمية ما خلفه الكيلاني الذي شق طريقاً جديداً في الأدب ليحصل وبجدارة على لقب “رائد أدب الأطفال”.

...تحميل المزيد من المقالات loading_anomation