كلاهما يقفان، يقفان في مواجهة بعضهما البعض. لكن، هذه المرة ليست مواجهة في الميدان، إنما مواجهة من أجل إنهاء العداء والصراع والتوجه نحو أمل الحياة والمستقبل بالإضافة إلى العيش المشترك. هكذا وقف محمد أنور السادات أمام مناحيم بيجين ويتوسطهما الرئيس الأمريكي جيمي كارتر.
لقد كان لهذه الصورة التي تم التقاطها أثرًا واسعًا في نفوس الكثيرين؛ ما بين مؤيد ومعارض لهذه الاتفاقية التي بموجبها قامت إسرائيل بالانسحاب من شبه جزيرة سيناء والتي أُطلق عليها استراتيجية “الأرض مقابل السلام”. وها نحن، بعد أربعين عامًا على توقيع هذه الاتفاقية، نستحضر لكم ألبوم الصور من مجموعة دان هداني الذي به وثق تلك اللحظات التي لم تكن يومًا لحظات عابرة، بل لحظات استوقف عندها التاريخ واندفع بعدها في الطريق التي رسمته حتى يومنا هذا.
في السادس والعشرين من آذار عام 1979، وفي تمام منتصف الظهيرة بتوقيت واشنطن، ومن أمام الحضور الواسع من الضيوف والصحفيين، قام كل من الرئيس المصري محمد أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن بالتوقيع على نص معاهدة السلام المصرية- الإسرائيلية. وقد كان الرئيس الأمريكي جيمي كارتر راعيًا لهذا التوقيع الذي أنهى حالة العداء والحرب بينهم.
وقبل استعراض بعض الصور، يجب علينا القول أن عملية التوقيع على اتفاقية السلام المصرية- الإسرائيلية لم تكن وليدة اللحظة أو وليدة ذات السنة (1979)، بل تعود لحظة ذلك إلى مبادرة الرئيس المصري محمد أنور السادات عام 1977 في “استعداده” للقدوم إلى إسرائيل وإلقاء خطاب من على منبر الكنيست الإسرائيلي في القدس. وما هذه الصور إلا استعراض لتلك اللحظات التاريخية.
لحظة هبوط الطائرة الرئاسية لجمهورية مصر العربية في إسرائيل، بتاريخ 19 تشرين الثاني 1977. من مجموعة دان هداني. أرشيف المكتبة الوطنية
لقد سببت هذه الزيارة صدًا كبيرًا في أرجاء العالم العربي، وبالرغم من ذلك، صمم الرئيس السادات على المضي قدمًا في الطريق الذي اتخذه مسلكًا وهو الذهاب في مفاوضات لاستعادة شبه جزيرة سيناء وإنهاء حالة العداء مع إسرائيل. وها هو الرئيس السادات يقف على مدرج الطائرة وأمامه العشرات من مراسلي الصحافة والمصورين الذين يتهافتون من أجل التقاط الصور لهذه اللحظة الفارقة والتاريخية. لقد كان السادات أول رئيس دولة عربية يزور إسرائيل على العلن وأمام العالم كله.
لحظة وقوف الرئيس السادات على مدرج الطائرة في مطار اللد بتاريخ 19 تشرين الثاني 1977. من مجموعة دان هداني، أرشيف المكتبة الوطنية.
وكما العادة، تعد مدينة القدس محط أنظار الكثيرين وهذا الذي حدا بالسادات لزيارتها وإلقاءه لخطاب أمام الكنيست الإسرائيلي. وبمناسبة هذه الزيارة قامت بلدية القدس بتعليق الإعلانات المرحبة بقدومه والتي تمت كتابتها باللغات الثلاث؛ العبرية، العربية والإنكليزية.
“أهلاً وسهلاً في أور شليم- القدس أيها الرئيس السادات”
الزيارة الأولى للرئيس المصري إلى القدس عام 1977. من مجموعة دان هداني
من القدس إلى واشنطن
ما بين زيارة السادات إلى إسرائيل وتوقيعه لاتفاقية السلام استغرق ذلك قريب العامين، لكنه في النهاية قد تم التوقيع وبذلك وصلنا إلى الصورة الختامية لهذه الرحلة الطويلة؛ الرحلة التي لا تزال تنتظر الكثيرين ليقوموا بها حتى يعم السلام والتعايش بين الشعوب.
لحظات ما بعد توقيع اتفاقية السلام بين إسرائيل وجمهورية مصر العربية في الولايات المتحدة الأمريكية.
لتصفح مجموعة الصور حول زيارة الرئيس المصري محمد أنور السادات إلى إسرائيل يمكنكم الضغط على رابط مجموعة دان هداني