نشأ واصف جوهرية، الطفل الذي نسج حياته في نسيج تاريخ المدينة الغني، في قلب القدس. وُلد واصف عام 1897 لعائلة مقدسية من الطبقة الوسطى، ورث عن والده جريس حب الحكايات والموسيقى. كان والده، صانع الحرير ورسام الأيقونات الدينية، يشجعه على دراسة القرآن لتعزيز ملكته اللغوية، ويعلمه أساسيات الموسيقى، ليزرع فيه شغفًا سيستمر طوال حياته. تعلم
جابر بن حيان: الكيمياء كمرآة للحياة
قد يرتبط اسم جابر بن حيان في مخيلة من يعرف اسمه بالمختبرات القديمة، والأدوات الزجاجية، والتجارب التي تحوّل المعادن الرخيصة إلى ذهب. لكن جابر، الذي يُعرف بـ “أبو الكيمياء”، كان يرى الكيمياء بشكل مختلف تمامًا. بالنسبة له، لم تكن الكيمياء مجرد وسيلة للتلاعب بالمادة، بل فلسفة عميقة تهدف إلى فهم الروح والنفس البشرية. كانت أعماله
حيدر حيدر:أدب لا يطمئن القارئ
ين يُذكر اسم حيدر حيدر، غالبًا ما تُستحضر معه موجة طويلة من الجدل والانقسام. وُلد الكاتب السوري عام 1936 في قرية حصين البحر بمحافظة طرطوس، عُرف بكتاباته التي تلامس خطوطًا حمراء، وتتجرأ على تفكيك ما يعتبره كثيرون مسلمات ثقافية ودينية. لم يكن حيدر يومًا من الكتّاب المحايدين أو الراغبين في إرضاء القارئ.
أربع سنوات من الجدل: صحيفة لسان العرب
في صيف عام 1921، صدرت أول نسخة من صحيفة لسان العرب في القدس في شهر حزيران، لتصبح أول جريدة عربية تصدر يوميًا من قلب المدينة . أسسها إبراهيم سليم النجار، بمشاركة أحمد عزت العدّامي وإبراهيم المحيّب، وسعى من خلالها إلى تقديم نموذج للصحافة العربية على النمط الأوروبي: صحافة يومية، بعناوين واضحة، ومقالات متزنة ارتكزت على افتتاحيات قصيرة ومباشرة، تخلو من” الخطاب الشعبوي”، كما ادعت التزامها بقول الحقيقة مهما كانت .
الخميني في عيون العرب: صفحات من ثورة 1979
لم تكن الصحف العربية موحدة في قراءتها، إذ وجد الإسلاميون في الثورة نموذجًا ملهمًا، أما القوميون فرأوا فيها فرصة لتحجيم النفوذ الغربي، وانقسم اليسار بين مؤيد للحراك الشعبي ومنتقد لمآلاته. لكن ما جمع هذه الأصوات جميعًا هو الانبهار بالحجم، والسرعة، والتأثير. لم تكن ثورة إيران فقط شأناً داخليًا، بل ارتدت بسرعة وجهًا عربيًا، انعكس في كل عنوان وفي كل سطر بالصحف.
المولد النبوي: احتفال ثابت على مر السلطات
لم يكن المولد النبوي في فلسطين العثمانية، مجرد تاريخ يُسجَّل في التقويم، بل كان مناسبة تحرك المدن والقرى، وتجمع الناس على الفرح والذكر. الى جانب اكتسابه في العهد العثماني، طابعًا دينيًا وروحانيًا، كان المولد النبوي أيضًا مهرجانًا اجتماعيًا تُشارك فيه مختلف فئات المجتمع.
البوشناق في فلسطين العثمانية: بين التكيّف والمرايا المتكسّرة
لم تتخذ الهجرة البوسنية إلى فلسطين العثمانية والتي بدأت في أواخر القرن التاسع عشر، شكلا منظما بقدر ما كانت دفعة من العائلات تبحث عن استقرار بعيد عن الحروب والاضطرابات في البلقان. وصل المهاجرون إلى ميناء حيفا، وسكنوا قرى مثل قيسارية ويافا والشيخ جراح. رحبت الدولة العثمانية آنذاك بالمسلمين العائدين من أراضي ضاعت، ففتحت لهم أبواب القرى الزراعية ومنحتهم بعض التسهيلات، لكن ذلك الترحيب الرسمي لم يقابل دائماً بترحيب شعبي مماثل.
“العروس”: أول صوت نسائي في سوريا
ولدت ماري عجمي في دمشق في زمنٍ كانت فيه المرأة تُحاصر بين جدران الصمت والقيود، لتصبح واحدة من أوائل النساء العربيات اللواتي دخلن ميدان الصحافة والفكر بقوة. درست ماري في المدرسة الإيرلندية ثم الروسية، قبل أن تلتحق بالجامعة الأميركية في بيروت لدراسة التمريض، لكنها لم تُكمل في ذلك المجال. وسرعان ما انطلقت نحو التعليم في لبنان وسوريا وفلسطين والعراق، لتخوض مسيرة حافلة بين الأدب والنضال الاجتماعي والسياسي.
جريدة فلسطين: بين الحبر والمصادرة
عندما أطلق عيسى العيسى وشريكه يوسف العيسى أول عدد من جريدة فلسطين في يافا عام 1911، لم تكن الصحافة بعد مهنة مستقرة، ولا حتى مضمون ٌبقاؤها، خاصة حين تكتب ما لا تريد السلطة أن يُقرأ. لكن الجريدة، التي بدأت كمنشور أسبوعي بأربع صفحات، سرعان ما أصبحت واحدة من أقوى الأصوات التي عرفها المشهد العربي في المنطقة.
رحلة إلى الحجّ: حكايات مقدّسة من أرشيف الذاكرة
في شهر حزيران من العام 2025، بينما تتّجه أنظار المسلمين حول العالم نحو مكّة المكرّمة، تفتح المكتبة الوطنية الإسرائيلية أبوابها على معرضٍ استثنائي بعنوان “رحلة إلى الحجّ”. في قلب صالة المدخل، وسط الهدوء الذي يليق بعظمة الرحلة، يُعرض تاريخٌ يمتد على قرون، تجسّده كتبٌ نادرة، مخطوطات، صور فوتوغرافية، وأصواتٌ توثق هذا الركن الخامس من أركان الإسلام، الذي لا يزال، حتى اليوم، يحرّك القلوب كما يحرّك الأقدام