النوّاب العرب في الكنيست: توفيق الطوبي، سيف الدين الزعبي، وأمين جرجورة

في هذا المقال، تتبّعنا حكاية وصول النوّاب العرب للكنيست في وقت مبكر في صور ضمن مجموعة المكتبة وأخبار من صحيفتي الصريح والاتحاد.

انتخابات الكنيست الأول، 1949، أرشيف بن تسفي، المكتبة الوطنية

انتخابات الكنيست الأول، 1949، أرشيف بن تسفي، المكتبة الوطنية

في هذه الأيام، تشهد البلاد حالة من التيه والتضارب بين الأحزاب السياسية بشكل عام والأحزاب العربية في الكنيست لتشكيل الحكومة والتي – حتى هذه اللحظة – شكّلت أربع دورات وستُعقَد الدورة الخامسة في مطلع شهر تشرين الثاني. ولكن دومًا من خلف الكواليس يكون السؤال التالي: كيف نجح العرب في الوصول للكنيست مبكّرًا؟


الكنيست الأول وثلاثة أعضاء عرب

عقدت الدورة الأولى للكنيست في كانون الثاني من العام 1949، أي بعد أقل من عام على قيام الدولة، إذ كانت الحاجة تُلّح إلى تشكيل حكومة، وقد تشكّلت الحكومة بقيادة دافيد بن غوريون، فيما كان في هذه الدورة ثلاثة أعضاء عرب وهم: أمين سليم جرجورة وسيف الدين زعبي عن القائمة الديمواقراطية للناصرة، وتوفيق طوبي تحت كتلة الحزب الشيوعي الإسرائيلي. حصدت حينها القائمة الديمواقراطية للناصرة مقعدين، بينما حصل الحزب الشيوعي الإسرائيلي على أربعة مقاعد. ولكن كيف التحق العرب بالكنيست الإسرائيلي وشاركوا في الانتخابات الإسرائيلية وتحديدًا بعد قيام الدولة أي أكثر الفترات حرجًا في البلاد؟

انتخابات الكنيست الأول، 1949، أرشيف بن تسفي، المكتبة الوطنية
انتخابات الكنيست الأول، 1949، أرشيف بن تسفي، المكتبة الوطنية

توفيق الطوبي: أربعون عامًا وأكثر في الكنيست

في العام 1940، في عمر الثامنة عشر، التحق الفتى توفيق الطوبي، ابن مدينة حيفا، في الحزب الشيوعي الفلسطيني، وفي العام 1943، انفصل عن الحزب ليؤسس عصبة التحرر الوطني حتى العام 1948 والتي قرر فيها توحيد الشيوعيين العرب واليهود في حزب واحد ألا وهو الحزب الشيوعي الإسرائيلي وتحديدًا في شهر تشرين الأول، أي بعد خمسة أشهر من إعلان قيام دولة إسرائيل.

استمّر الطوبي في الكنيست الإسرائيلي حتى تسعينيّات القرن الماضي، ولم يتواني يومًا عن المطالبة بحقوق العرب في إسرائيل ولا سيّما المطالبة الأكبر بإسقاط الحكم العسكري. بقي الطوبي في الكنيست لـ 12 دورة انتخابية مثّل فيهنّ: الحزب الشيوعي الإسرائيلي (ماكي)، القائمة الشيوعية الجديدة (راكاح)، والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (حداش). وخلال تلك الفترة، نشر في صحيفة الاتحاد والتي كانت تنطق باسم عصبة التحرر والحزب الشيوعي الإسرائيلي. إلى جانب ذلك، وثّقت الصحيفة مطالبات وإنجازات توفيق الطوبي في الكنيست.

صحيفة الاتحاد: 16 تشرين الأول 1949 | ص. 2
صحيفة الاتحاد: 16 تشرين الأول 1949 | ص. 2

 

ومن أهم الدعوات التي شارك فيها توفيق طوبي إلى جانب توفيق زيّاد، الدعوة إلى مسيرات “يوم الأرض” للتصدّي لمصادرة أراضي الجليل لمشروع “تطوير الجليل” آنذاك.

شاهد/ي أيضًا: يوم الأرض الفلسطيني في الصور والصحف الفلسطينية والإسرائيلية

 

توفيق طوبي في ذكرى يوم الأرض، 1988، أرشيف دان هداني، المكتبة الوطنية
توفيق طوبي في ذكرى يوم الأرض، 1988، أرشيف دان هداني، المكتبة الوطنية


سيف الدين الزعبي وأمين جرجورة

نصراويان مثّلا القائمة الديموقراطية للناصرة في الدورة الأولى للكنيست، وفي الدورة الثانية، وبعد عامين، أوقف أمين سليم جرجورة ولايته، وفي العام 1954 تم تعيينه رئيسًا لبلدية الناصرة. يُعتبر أمين سليم جرجورة رجلًا قد شارك مع كل الحكومات في فلسطين العثمانية والانتدابية؛ إذ خدم في الجيش العثماني خلال الحرب العالمية الأولى، وكان معلّمًا في معارف حكومة فلسطين التابعة للانتداب البريطاني، حتى أصبح في البرلمان الإسرائيلي وبلدية الناصرة تحت الحكم العسكري.

أمين سليم جرجورة في خطاب في الوكالة اليهودية، 1949، أرشيف موشيه ليفين، المكتبة الوطنية
أمين سليم جرجورة في خطاب في الوكالة اليهودية، 1949، أرشيف موشيه ليفين، المكتبة الوطنية

أما سيف الدين زعبي، فلقد كان رفيقًا لجرجورة في القائمة الديموقراطية للناصرة في الدورة الأولى، وفي الدورة الثانية، انتقل الزعبي إلى القائمة الديمقراطية لعرب إسرائيل لدورتين متتاليتيْن حتى العام 1956، وتوّقف لمدة تسع سنوات، وعاد للكنيست في العام 1965 حتى العام 1979 مع كتلة التقدّم والتطوّر، وبالتزامن مع فترة الكنيست، ترأس بلدية الناصرة وتحديدًا بين 1959 حتى العام 1974.

سيف الدين الزعبي في خطاب في الأول من أيّار، 1965، مجموعة بيتمونا للصور، المكتبة الوطنية
سيف الدين الزعبي في خطاب في الأول من أيّار، 1965، مجموعة بيتمونا للصور، المكتبة الوطنية

وبعد الدورة الأولى للكنيست، توالت أخبار كل دورة حتى نشرت صحيفة الصريح أخبار الدورة الثانية بزيادة الأعضاء العرب في الكنيست الإسرائيلي الجديد بمختلف خلفياتهم الدينية.

الصريح: 11 آب 1951 | ص. 1
الصريح: 11 آب 1951 | ص. 1