بلديّة دمشق ضدّ شركة الكهرباء

شبكة الكهرباء وترام دمشق، على الرغم من أنّهما كانا بملكيّة شركة عثمانيّة مسجّلة، كانتا في الواقع تحت سيطرة مجموعة شركات بلجيكيّة. للمزيد في المقال.

فيما يلي ترجمة بتصرف خاصة بموقع مدونة “أمناء المكتبة” لمقال الكاتب عمري إيلات- ورشة التاريخ الاجتماعي. للاطلاع على المقالة باللغة العبرية الرجاء الضغط هنا.

تحكي مذكّرات عدد من الشخصيّات الدمشقيّة قصّة عن صالح بك العظم، من أبطال المدينة، الذي كان في صباه مغرمًا بفتاة يهوديّة. ذات ليلة أمضاها في السهر مع تلك الفتاة، رافقه صديقه سليم الميدانيّ، وفي طريقهما إلى منزليهما في الساعة الثانية أو الثالثة بعد انتصاف الليل صادفا دورية شرطة، تقدم رئيسها  ورفع مصباحه ليرى المارّين بلا مصباح. فلما تميّز صالح بك الثمل، توجّه اليه وقال: “يا سيّدي، أنت ابن الحكومة [كانت عائلة العظم من العائلات العريقة والقويّة في دمشق، وكان أفرادها يتبوّؤون الكثير من المناصب]، وأنتم تضعون القوانين. فلماذا تخالفها؟”

أجابه صالح بك: “بأي شيء أخالفها؟”

قائد الشرطة: “أنك تسير بلا مصباح، وهذا لا يجوز”

صالح بك: “مصباحي معي. إذهب في طريقك!”

 

وسأله الشرطي عن مصباحه، فأدار له صالح بك ظهره، ورفع ذيل سترته بتحدّ، كي يقول إنّه معفيّ من هذه القيود لكونه من وجهاء المدينة، وقال: “هذا مصباحي!”  ومشى صالح بك، وخلفه السيد سليم، فقال له المفوض: “وأنت يا رجل؟ أين مصباحك؟”  فأجاب سليم: “أنا سائر على ضوء البك”. فضحك رجال الدورية، وذهب كل واحد في سبيله!

 

كانت مدينة دمشق ،المُضاءة بشبكة من المصابيح الزيتيّة بمسؤوليّة البلديّة في مطلع القرن الـعشرين، مدينة مظلمة جدًّا. من حين إلى آخر كانت المصابيح الزيتيّة تخفت أو تُكسر، وفي كلّ الأحوال كان النور الذي يصدر عنها خافتًا. ولذلك، كان يتعيّن على سكّان المدينة أن يحملوا معهم فانوسًا فيه شمعة، يسمّى”فنار”. قصّة صالح بك توضّح أنّه في حين كانت المدن الساحليّة العثمانيّة مثل بيروت، إسطنبول، وإزمير قد اعتمدت إنارة الغاز بواسطة شركات تجاريّة، كانت دمشق تعتمد على شبكة إنارة محلّيّة شغّلها سكّان المدينة أو البلديّة التي كانت القوّة الرئيسيّة في تخطيط وإدارة الحياة اليوميّة في المدينة.

سكّان في دمشق يعبرون أمام مسارات الترام في الشارع المركزيّ في المدينة، في عشرينيّات القرن الـ-20، تصوير: الكولونية الأمريكية، مكتبة الكونجرس
سكّان في دمشق يعبرون أمام مسارات الترام في الشارع المركزيّ في المدينة، في عشرينيّات القرن الـ-20، تصوير: الكولونية الأمريكية، مكتبة الكونجرس

شكّل دخول الكهرباء إلى دمشق في العقد الأوّل من القرن العشرين تحوّلًا حادًّا في حياة المدينة ليس في مجال الإنارة والمواصلات فحسب، بل في موازين القوى البلديّة عامّة. على الرغم من أنّ شبكة الكهرباء والترام في دمشق كانت تخضع لملكيّة شركة عثمانيّة مسجّلة، في الواقع كانت تسيطر عليها مجموعة شركات بلجيكيّة. وهكذا دخلت قوّة منظِّمة جديدة إلى الحياة البلدية في مجالات الإنارة، قوّة التحريك، والمواصلات، على حساب قوّة البلديّة التي ادارتها النخبة المحلّيّة. تحوّلت الإنارة من نظام جماهيريّ خاضع لموازين القوى المحلّيّة غالبًا، إلى مورد يخضع لملكيّة خاصّة اجنبية. دخول شبكة الكهرباء والترام إلى المدينة أدّى الى مماحكات ملازمة للطريقة التي أقيمت بها الشركة. وهكذا أصبحت دمشق تشبه المدن الأخرى في أرجاء الإمبراطوريّة التي وضعت فيها البنية التحتيّة للكهرباء في مطلع القرن العشرين، مثل: بيروت، الإسكندريّة، إزمير، بورصة وسلانيك، وبعد ذلك بقليل، إسطنبول أيضًا.

في الإمبراطوريّة العثمانية في أواخر القرن الـتاسع عشر تمّ تشغيل الإنارة الكهربائيّة بواسطة مولّدات كهربائية في القصور، الفنادق، وفي ضِيَع الأثرياء، ولكن شبكات الكهرباء لم تكن تُنشأ بعد. أدّى الاعتماد التامّ لمستهلكي الكهرباء العثمانيّين على استيراد المعدّات والمعرفة التقنيّة إلى وقف تطوّر استخدام الكهرباء منذ منتصف سبعينيّات القرن الـتاسع عشر بسبب حالة الإفلاس التي عانى منها اقتصاد الإمبراطوريّة. استؤنفت الاستثمارات الأجنبيّة في الإمبراطوريّة فقط بعد استقرار مديريّة الديون العثمانيّة التي رهنت أجزاءً كبيرة من دخل الإمبراطوريّة لتسديد الديون. كانت عوامل الجذب الرئيسيّة للاستثمار هي السكك الحديديّة، الموانئ، والتعدين، التي شكّلت القطاعات التي خدمت عمليّات التصنيع العالميّة بقيادة الدول العظمى الأوروبّيّة، لكنّ جزءًا لا يستهان به من الاستثمارات تمّ توظيفه في شركات البنى التحتيّة الداخليّة وفي الصناعة.

بموازاة استئناف الاستثمارات الأجنبيّة ومنح الامتيازات للشركات الأجنبيّة، سعى نظام السلطان عبد الحميد الثاني إلى إنشاء طبقة مبادرين من بين شخصيّات النخبة المحلّيّة-العثمانيّة وموظّفي السلطة المركزيّة. كانت وزارة الأشغال العامّة هي الجهة المسؤولة عن إصدار المناقصات لإقامة الشركات المحدودة الضمان، وحُظر على الحائزين على الامتياز تحويله إلى الأجانب. هكذا كانت شركة الكهرباء والترام في دمشق التي حصل محمّد آل أرسلان البيروتيّ على امتياز إنشائها في عام 1903. كان يتعيّن عليه استقطاب رأسمال قدره ستّة ملايين فرنك (نحو- 300 ألف جنيّه عثمانيّ) من خلال بيع أسهم الشركة.

الترام في دمشق في شارع سنجقدار. بطاقة بريديّة مصوّرة من مطلع القرن الـ 20

ولكن المشكلة أنّ آل أرسلان لم ينجح في تجنيد رأس المال، فاشترت مجموعة شركات بلجيكيّة نواة السيطرة في الشركة مع الإبقاء على آل أرسلان مديرًا للشركة وصاحب الامتياز الرسميّ. تمّ هذا الإجراء من خلال الموافقة الضمنيّة للسلطة المركزيّة التي كانت تعي جيّدًا تبعات ذلك. في المقابل، ابتاعت الشركات ذاتها، مع شركات فرنسيّة وألمانيّة، نواة السيطرة على شركات الكهرباء والترام في بيروت، إزمير، وسلانيك. دُمجت جميع هذه الملكيّات تحت سيطرة شركة قابضة كان مقرّها في إسطنبول وشكلّت الغطاء القانونيّ لنشاط هذه الشركات (نمط شبيه جدًّا بالطريقة التي أدير بها قطاع النفط في الشرق الأوسط بين الحربين العالميّتين).

أُضيئ في مطلع عام 1907 ألف مصباح كهربائي في شوارع مدينة دمشق وبدأ خطّ الترام الأوّل بالعمل في المدينة. كان مصدر الطاقة الرئيسيّ توربينات المياه التي حرّكها التيّار المائيّ لنهر بردى الذي يجري عبر دمشق. وُضعت هذه التوربينات في شرقي المدينة. في الأوقات التي كان فيها تدفّق المياه ضعيفًا تمّ تدعيم التوربينات بمساعدة مولّدات الكهرباء التي كانت تعمل بواسطة المازوت. ظهرت الخلافات في فترة مبكّرة جدًّا وعلى نحو حادّ. فبينما تذمّر سكّان المدينة البسطاء من مصادرة أملاكهم لغرض توسيع الشوارع من حوادث السير والحرائق التي تسبّبت فيها الأعطال في توصيل الكهرباء، دخلت البلديّة في مواجهة مطوّلة مع شركة الكهرباء على خلفيّة تسوية المدفوعات والجدول الزمنيّ للإنارة. لم تكن البلديّة تشكّل لاعبًا ثانويًّا على الأكثر في إجراء المبادرة فحسب، بل إنّ احتكارها للرقابة على الإنارة قد تحطّم كلّيًّا. قوبلت الادّعاءات التي طرحتها البلديّة أمام السلطة المركزيّة بالرفض التامّ باستمرار، وفُرض عليها الالتزام بالاتّفاقيّات التي لم تشارك البلديّة حتى في صياغتها.

كتب أحد سكّان دمشق ويدعى منير الفرّاع مقال رأي في صحيفة بيروتيّة، ادّعى فيها أنّ شبكة مصابيح الزيت في البلديّة قد ميّزت فعلًا ضد بعض المناطق في المدينة من ناحية كمّيّة الإنارة، لكنّها على الاقلّ لم تعانِ من انقطاعات كهرباء عامّة تترك المدينة في ظلام دامس. الانقطاعات ودرجات الشدة المتفاوتة للتيّار الكهربائي كانت بالفعل أمرًا روتينيًّا، كما أنّ بعض اللاعبين أصحاب النفوذ، مثل ادارة القطار الحجازيّ، طالبوا وحصلوا على مولّدات قريبة من شركتهم في منطقة القدَم على مشارف دمشق عقب خسارة أيّام العمل التي تسبّب فيها انقطاع التيّار الكهربائيّ. وخلافًا لقطار الحجاز، فقد كانت البلديّة ذات قدرة مساومة أقلّ بكثير، وكما ذُكر أعلاه، فالمطالب التي أثارتها كانت تتناقض مع الاتّفاقيّات.

شارع رئيسي في سوق دمشق، 1942، تصوير: توم بيزلي/ جيف سي

في مطلع عام 1913، تخلفت البلدية بدفع مبلغ قدره 12 ألف جنيه عثمانيّ لشركة الكهرباء، فقامت الأخيرة، في خطوة أحادية الجانب، بقطع شبكة الإنارة. بادرت البلديّة، في المقابل، إلى تنظيم حملة مقاطعة لاستخدام الترام. عندما نجحت المقاطعة بشكل جزئيّ فقط، تحوّلت البلديّة إلى حثّ الجماهير على تخريب قاطرات الترام. بعد مفاوضات ودفع الديون مقابل إضافة مصابيح من قِبل شركة الكهرباء، عادت الأنوار للعمل في دمشق، لكنّ المناوشات بين البلديّة والشركة استمرّت خلال فترة الحرب العالميّة الأولى. في عام 1917، قطعت شركة الكهرباء التيّار الكهربائيّ حتّى نهاية الحرب. وفي ظلّ ضائقة الوقود الحادّة خلال الحرب، عادت دمشق لتكون مدينة يسودها الظلام أكثر ممّا كانت عليه قبل دخول الكهرباء إليها. وصف يوسف يوئيل ريڤلين، الذي عاش في المدينة خلال بعض من سنوات الحرب وبعدها، في جريدة “بريد اليوم” العبريّة عام 1921 الاستياء الذي تسبّبت فيه شركة الكهرباء في أوساط سكّان المدينة الذين ظلّوا يعانون من انقطاع التيّار الكهربائي، شدة التيار المتفاوتة، الحوادث، والحرائق.

يمكن أن نلاحظ إذًا، كيف أدّت السياسة العثمانيّة التي كانت تسعى إلى تعزيز مكانة النخب المحلّيّة-العثمانيّة، وتطوير البنى التحتيّة العامّة الصناعيّة لصالح الجمهور برمّته، إلى حالة من الاحتكاك المستمرّ وإلى إسناد مهمّة إدارة المجالات الهامّة في حياة المدينة، مثل الإنارة والمواصلات إلى شركات خاصّة أجنبيّة. تحوّلت الإنارة من نظام اجتماعيّ داخليّ إلى سلعة يوفّرها وسيط للمدينة بشكل مركزيّ. فقدتِ البلديّة من أهمّيتها كساحة مواجهة بين قوى داخليّة – بلدية، ومن جهة أخرى تحوّلت الخلافات المستمرّة بين البلديّة وشركة الكهرباء إلى سمة رئيسيّة للسياسة البلدية. يمكننا القول إنّ النخبة الدمشقيّة دفعت ثمنًا باهظًا لامتناعها عن أو عدم قدرتها على المجازفة المنوطة بالاستثمار في البنى التحتيّة للكهرباء. صحيح أنّها استثمرت في قنوات مربحة أكثر، مثل العقارات الخاصّة والتجاريّة، لكنّها خسرت احتكارها الهامّ لأحد اكثر المنتجات طلبًا في العصر الحديث: الضوء.

 

عمري إيلات هو طالب للدكتوراه في قسم التاريخ في جامعة تلّ أبيب. يُعنى بحثه بالأشغال العامّة ونشاط الخبراء في سوريا خلال فترة “تركيا الفتاة”، بإرشاد البروفيسور إيهود طولدانو.

 

قناة السويس: استعادة الشرق هدية الغرب

يستعرض المقال بداية نشوء فكرة حفر قناة السويس التي في بدايتها بدأت كفكرة غربية والتي حُفرت بأيادي مصرية ومن ثم تم تدشينها بتاريخ 17 تشرين الثاني من العام 1869

ربما هنالك بعض الفظاظة في عنوان المقال، الذي لا يأتي إلا ليلقي ظلاله على أكثر المواضيع أهمية في المنطقة الواصلة بين آسيا وأفريقيا ألا وهي قناة السويس، فسبب اختيارنا له هو بسبب عكسه للمضمون المطروح للنقاش؛ كيف أن هذه القناة الأكثر أهمية على مستوى العالم، والتي حُفرت بأذرع وسواعد مصرية قد فتحت عيون الغرب، وبالتحديد بريطانيا وفرنسا من أجل وضع اليد عليها واستغلالها لتطوير حركة النقل البحرية لهم.

من أجل تبيان ذلك، اخترنا (في ذات أسبوع الذكرى 150 عام على افتتاح القناة)  وسيلة الخرائط كأداة تبين أهمية القناة السويس وحيوتها للدول الكبرى آن ذاك.

حفر القناة فكرة قديمة جديدة

“برزخ السويس”، هكذا كان الاسم الذي يُطلق  على قناة السويس. هذه القناة التي لم تكن قبل نشأتها إلا ممرًا بين أفريقيا وغرب آسيا. ومن الجدير ذكره أن حفر القناة الحالية لم تكن المحاولة الأولى، بل سبقتها محاولات تمتد إلى زمن الفراعنة والفتح الإسلامي لمصر. بقي الوضع كما هو حتى النصف الأول من القرن التاسع عشر، عندما بدأت الاجتهادات الشخصية من بعض الباحثين والمهندسين المهتمين في حفر قناة تصل بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، وقد كان من بين كل هؤلاء المهندس الفرنسي لامبرت، لينان دي بلفوند وموجيل اللذان كانا يعملان لدى الحكومة المصرية. كما كان هنالك أندرسون والأخوان جون وجورج جليدون. أما الشخصان الذي يعود فضل تأسيس قناة السويس فهما أنجلو مايكل نيجرلي وفرديناند دي ليسبس الذي قام بتأسيس شركة قناة السويس الذي تم شرعنته من خلال فرمان الخديوي نفسه والذي تمت كتابته باللغة التركية عام 1855.

قناة مصرية أم دولية؟

بالحقيقة، هذا تساؤل ربما يكون للكثير من الناس هو مجرد سؤال بسيط والإجابة عليه تكون بكلمة مصرية أو دولية؛ وإذا نظرنا عليه من هذا الجانب ستكون الإجابات تعاني من الاستقطاب بكون الذين يحملون الشعور القومي العربي والمصري سيقولون بأنها مصرية، أما من غير العرب والمصريين وبشكل خاص الغربيين سيقولون بأنها دولية (لضمان مصالحهم بالقناة)؟ لذلك، نحن سنتخذ اتجاهًا مخالفًا وسنذهب إلى تحليل الظروف التي كانت آن ذاك ومن ثم نترك الحكم للقارئ .

تعالوا معًا لنعود إلى البداية، من الصحة القول أن أغلب الباحثين والمهندسين الذين اهتموا بحفر القناة (منذ النصف الأول للقرن التاسع عشر) كأمثال دي ليسبس ونيجرلي. لكن، لا بد من التذكير بان هؤلاء كانوا يعملون بمعرفة وموافقة الحكومة المصرية بل ويصل الأمر إلى كونهم كانوا موظفين لديها.

خريطة طبوغرافية لمنطقة السويس. Lith. chezaud et fosset paris، أرشيف الخرائط في المكتبة الوطنية الإسرائيلية. ، تعود إلى العام 1859.

تشكل هذه الخريطة الطبوغرافية أحد وجوه الدور الأجنبي في التخطيط لحفر القناة، إذ انتقل الأمر من صعوبة إقامة الفكرة إلى الأمور اللوجستية ومن ثم الحفر، وهذا بالتحديد التي قامت به (على ما يبدو) شركة (chezaud et fosset paris)، فقد تم الانتهاء من رسمها عام 1859 في باريس. ولم يمض الكثير حتى تم البدء بتطبيقها وحفر القناة. وتم ذلك فقط بعد تقسيم الشركة إلى أسهم ومن ثم بيعها، فكانت حصة الأسد لفرنسا التي اشترت حوالي 52% ومن ثم مصر 44،2% وباقي الدول الأخرى 3،8%. وهذا يعني؛ أن المالكين الكبيرين لقناة السويس هما فرنسا ومصر، وباقي الدول لم تشكل حصصها إلا القليل بنسبة غير مؤثرة. وكانت هذه النسبة مستقؤة ببدايتها فقط (هنالك طريق طويل قامت من خلاله بريطانيا بشراء حصة مصر بتاريخ 26 تشرين الثاني عام 1875 لكننا لن نتطرق لهذا).
تدشين وافتتاح القناة

في العام 1863 توفي الخديوي سعيد وخلفه الخديوي إسماعيل، الذي كان محاضرًا ومسؤولاً عن حفل تدشين القناة، إذ تم الانتهاء من حفر القناة بعد مصاعب جليلة، سواء من جانب الباب العالي في الأستانة أو بسبب سياسات الخديوي التي أدت إلى سحب أكثر من 20 ألف عامل (لقد تم فرض تعويضات كبيرة على الحكومة المصرية بسبب ذلك).

وأخيرًا، حان وقت الافتتاح وتدشين القناة، لقد حانت اللحظة التي انتظرها الكثيرون، وللحقيقة انتظرها الغربيون أكثر بكثير من أية جهة أخرى، وهذا ما تم بتاريخ 17 تشرين الثاني 1869. لقد كان طول القناة يبلغ 161 كيلومترًا اجتازت خلالها القناة سهولًا وجبالًا ومستنقعات، قدمت من البحر المتوسط حتى البحر الأحمر.

مشهد من قناة السويس يعود إلى العام 1869، المصدر: ويكيبيديا العربية

 

ربما لدينا وصلت القصة إلى نهايتها، لكن هذا لا يعني أبدًا أن قصة القناة شارفت على نهايتها، بل على النقيض من ذلك، إذا أن احتلال بريطانيا لمصر عام 1882 كان أحد أهدافه هي القناة ذاتها، ومن هناك تبدا قصة طويلة لا تنتهي إلا مع انتهاء حرب عام 1956 (العدوان الثلاثي على مصر) والذي نتج عن قيام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس.

صورة مميزة لقناة السويس بعنوان “خريطة سيناء الشمالية من القدس إلى قناة السويس، أرشيف عيران لئور للخرائط، المكتبة الوطنية الإسرائيلية

 

المصادر التي تم أخذ الأفكار منها هي:

1- كتاب قناة السويس، لصاحبه المؤلف ارنستو كينيتز

2- كتاب قناة السويس في مئة عام، لصاحبه المؤلف الدكتور محمد عبد الرحمن برج

3- كتاب أضواء على قناة السويس، الملكية الفكرية لوزارة الإرشاد القومي المصرية

 

نادر: تفسير للمشناة- مخطوطة موسى بن ميمون (الرمبام)

تعد مخطوطة فسير المشناة لموسى بن ميمون إحدى الكنوز الفريدة من نوعها والموجودة ضمن مجموعات المكتبة الوطنية

​الكثير من الكنوز محفوظة في المكتبة الوطنيّة في القدس. أحد هذه الكنوز الفريدة من نوعها هو بلا شكّ مخطوطة تفسير المشناة لموسى بن ميمون بخطّ يد المؤلّف- ألا وهو موسى بن ميمون نفسه.

​صورة موسى بن ميمون على خلفية المخطوطة الأصلية المحفوظة في المكتبة الوطنية

يعتبر “تفسير المشناة” المؤلَّف الأكثر نضوجًا الأوّل الذي ألّفه موسى بن ميمون. وهو يقول إنّه بدأ في كتابته في سنّ الثالثة والعشرين وانتهى منه في سنّ الثلاثين في عام 1161م. يبدو أنّ موسى بن ميمون بدأ بالكتابة في المغرب بعد أن هرب من هناك مع أسرته خوفًا من رجال الموحّدين الذين احتلّوا جنوب إسبانيا. وواصل كتابة التفسير أثناء تولّيه منصب الحاخام وزعيم للجالية اليهوديّة المصريّة.

التفسير هو شرح لما ورد في التوراة الشفويّة مع التطرّق إلى الشريعة. أجزاء من هذا التفسير مثل، مقدّمة التفسير، مقدّمة لفصل الآباء وللفصل حيلك (“حيلك” هو اسم فصل “مشهور” من فصول السنهدرين) وهي كتابات فلسفيّة تُدرس كفصول هامّة في اللاهوت اليهوديّ.

يقتبس موسى بن ميمون من المشناة بلغة الأصل، ولكنّ التفسير ذاته مكتوب باللغة العربيّة بحروف العبريّة. وقد تُرجم مرّات عديدة إلى العبريّة وهو مطبوع في فصول المشناة وفي الطبعات الأخيرة للجمارا (التلمود).

حافظت أسرة موسى بن ميمون على المخطوطة (مع المخطوطات الإضافيّة لوالدهم) كما وأضافوا ملاحظات من جانبهم. بالإمكان رؤية ملاحظات ابنه الحاخام أبراهام المكتوبة بخطّ يده في غالبيّة صفحات التفسير، بالإضافة إلى ملاحظات ابن حفيده الحاخام داﭬيد رئيس الجالية اليهوديّة. هاجر الحاخام داﭬيد نفسه إلى سوريا وأخذ المخطوطة معه. استقرّت أسرته في مدينة حَلَب (مخطوطة حَلَب).

تنقّلت مخطوطتنا معهم. يبدو أن أفراد الأسرة قد افترقوا في مرحلة ما. من المرجّح أنّهم جميعًا أرادوا تذكارًا من ربّ الأسرة المشهور؛ فتقرّر توزيع المخطوطة وفقًا لترتيب فصول المشناة التي كتب التفسير حولها. ونحن نسمع عنها مرّة أخرى في كتاب أبكات روخيل (الحاخام يوسف كارو القرن الـ 16) في الإشارة 27.

“في كتاب العمل في أحكام الكفّارات الجزء 13 وفي تفسير المشناة الذي ألّفه المرحوم موسى بن ميمون بخطّ يد المؤلّف المقدّسة الموجود هنا اليوم مخطوطة حلب …”

في وقت لاحق، في مطلع القرن الـ 17، وصل كتاب الأضرار (وكما يبدو كتاب النساء أيضًا) من المخطوطة إلى يد زوجة أبراهام هكوهين دكنيس رحمها الله التي أهدته لذكرى زوجها وابنه إسحاق. كتبت المرأة الإهداء في الصفحة الأخيرة.

الإهداء من داخل المخطوطة المحفوظة في مكتبة بودليان في جامعة أكسفورد

إبراهام نفسه يظهر كصاحب مخطوطة أخرى من عام 1611 وهي موجودة في مكتبة في أكسفورد. توفّي أبراهام في وقت لاحق، ولكن ليس بعد سنوات الثلاثينيّات من القرن الـ 17، ذلك أنّ هذا الجزء من المخطوطة كان قد أصبح بأيدٍ أخرى.

في المقدّمة للجزء الأوّل للتفسير يكتب الحاخام شلومو، أحد أبناء أحفاد موسى بن ميمون، أنّه يهدي المخطوطة ابتغاء لمرضاة الله وللعائلة من جيل إلى جيل حتّى مجيء المنقذ المنتظر.

الإهداء للحاخام شلومو، أحد أتباع موسى بن ميمون، وهو موجود في المخطوطة المحفوظة في مكتبة بودليان في جامعة أكسفورد

كلّ مَن يرغب في الاطّلاع على النصوص فإنّه مدعوّ للقيام بذلك؛ لأنّ هذه هي إرادة المؤلِّف منذ البداية. ولكن “من يبيعها أو يمنحها من خلال الرهن فإنّه ملعون عند إله إسرائيل”.

الملعون عند إله إسرائيل”، مكتبة بودليان في جامعة أكسفورد

نحن نعرف مَن كان “الملعون عند إله إسرائيل”. أمر واحد مؤكّد. أحد ما باع المخطوطات. عمل إدوارد فوكوك ككاهن للجالية الإنجليزيّة في حَلَب بين العامين 1634-1630. وقد اشترى في تلك الفترة كتاب الأضرار والمقدّسات وأعادها معه إلى إنجلترا.

ونشر لاحقًا قسمًا من هذه الأشياء في كتاب صدر في عام 1655.

وفي وقت لاحق شغل المنصب نفسه في حَلب روبرت هنتينجتون. وقد تمكّن من الحصول على نظام الزروع من تفاسير المشناة. وقد باع هنتينجتون قسمه إلى جامعة أكسفورد في عام 1693 وفي العام نفسه اشترت الجامعة المجموعة الخاصّة بفوكوك وهكذا أصبح بحوزتها ثلاثة من تفاسير المشناة الستّة مع تفسير موسى بن ميمون بخطّ يده. لا نعرف شيئًا عن تفسير كتاب الطهارة. وقد اختفى مع مرور الوقت في أنحاء سوريا.

في مطلع القرن الـ- 20 اشترى الحاخام يعقوب موشيه طولادنو الجزأين من كتابيّ الموسم والنساء من المخطوطة من “شخص يهوديّ من العامّة” في دمشق. وقد باعهما في عام 1908 لأحد هواة الجمع المشهورين يدعى داﭬيد سليمان ساسون. المجموعة المثيرة للانطباع من المخطوطات والكتب اليهوديّة التي جمعها ساسون كانت معروفة لدى الباحثين. في سنوات السبعينيّات قرّر أحفاد ساسون بيع أجزاء من المجموعة، وفي عام 1975 عُرض جزآن من تفسير المشناة للبيع في المزاد العلنيّ التابع لـ Sotheby في سويسرا. كانت المكتبة الوطنيّة معنيّة جدًّا باقتنائها ولكن المبلغ المطلوب كان باهظًا جدًّا. وقد دعا وزير التربية والتعليم السابق أهارون يدلين منظّمات المتطوّعين، الممثّلين اليهود في الخارج، المتبرّعين من جميع المستويات والجمهور العامّ للمشاركة في اقتناء المخطوطات من مجموعة ساسون. وحينئذ تمّ شراء ثمانية موادّ منها، كان من ضمنها تفسير المشناة بخطّ موسى بن ميمون. تمّ تحويل المخطوطة للحفظ في مكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة.

ولكن كيف نعرف أنّ هذا هو خطّ يد موسى بن ميمون نفسه؟ ربّما أنّ هذا نسخ متأخّر لأحد التلاميذ أو أحد أفراد الأسرة؟

تفسر المشناه للحاخام موسى بن ميمون بخط يده

أوّلًا وقبل أيّ شيء آخر بالإمكان مقارنة الخطّ بخطّ موسى بن ميمون الذي يظهر في مقاطع من الجنيزة التي اكتشفت في القاهرة. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ خطّ اليد الذي كُتب به تفسير المشناة يعجّ بالحذف والتصويبات. لنسأل أنفسنا من كان يتجرّأ على حذف أقوال موسى بن ميمون وتغييرها؟ الإجابة البسيطة هي- موسى بن ميمون نفسه فحسب.

تصويبات بخط يد موسى بن ميمون من المخطوطة المحفوظة في المكتبة الوطنية

هذه إذن هي الصيغة الأولى الشخصيّة لموسى بن ميمون. تحتوي هذه الصيغة على التصويبات في كلّ صفحة تقريبًا.

تصويبات بخط يد موسى بن ميمون من المخطوطة المحفوظة في المكتبة الوطنية

مع مرور الوقت قام موسى بن ميمون بإدخال تحديثات على المخطوطة مرّات عديدة. بعد المزيد من الاطلاع على المصادر العديدة قرّر أن يحذف أجزاءً وإدخال التصويبات. وقد أضاف أيضًا مراجع للمصادر للنصوص الأخرى التي كتبها بنفسه.

هذا كان أسلوب المؤلّف في الكتابة. وهو يوضّح ذلك في رسالة كان قد كتبها لتلميذه الحاخام يوسف ب.ر. يهودا:

“وهذا لا يعني أنّني لم أخطئ مطلقًا. ولكن، كلّ ما اتّضح لي بديلًا له تراجعت عنه دائمًا في كلّ شيء في مؤلّفاتي وطبعي”.

وكدليل على ذلك في مخطوطتنا، فإنّنا نرى في السؤال الذي طُرح على موسى بن ميمون الذي يظهر في فتاوى موسى بين ميمون التي ردّ فيها على أسئلة وجّهت إليه، الإجابة 217:

هل يتكرّم علينا سيّدنا بأن يشرح لنا صكّ جباية القرض (بروزبول) السابق واللاحق كيف يمكن أن نفهمه. إذ وجدنا أقوالك الكريمة في تثنية التوراة، وعكسها في تفسير المشناة. لو تكرّمت علينا، أيّ منهما هو الطريقة الصحيحة التي يمكننا الاعتماد عليها، وعسى أن يضاعف الله أجركم.

تفسير المشناه لموسى بن ميمون بخط يده

يوضّح موسى بن ميمون سبب التناقض بين اثنين من النصوص التي كتبها:

ما كتبناه في المؤلَّف هو الصحيح الذي لا شكّ فيه. وهكذا كتبنا في تفسير المشناة. وهذا الذي بين أيديكم، هو الصيغة الأولى التي خرجت من بين أيدينا قبل تدقيقنا وواصلنا هذا المقال بعد ما كتبه صاحب كتاب الفرائض الحاخام حافيتس رحمه الله وهو خطأ من جانبه، وفي ذلك الذي اقتفينا أثره، كان من جانبنا عدم اطّلاع. وبعد أن تمعّنا في النصوص ودقّقنا فيها، اتّضح وبان ما كتبناه في المؤلَّف، وهو الصحيح، وقمنا بتصحيح تفسير المشناة…

يوضّح موسى بن ميمون أنّ ما رآه السائل يظهر حقًّا في تفسير التوراة الشفويّة ولكن في ما بعد، تراجع موسى بن ميمون وغيّر المكتوب. رأى السائل الصيغة الأولى ولم يعرف أنّ موسى بن ميمون عدلَ عن رأيه. نحن، الذين بحوزتنا المخطوطة، يمكننا رؤية تخبّطات وقرارات موسى بن ميمون حسب ما تظهر في المخطوطة ذاتها.

هذا الكنز الهامّ المحفوظ ضمن مجموعة الكتب النادرة في المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة بدأ طريقه في المغرب قبل حوالي 860 عامًا. اكتملت كتابته في مصر ومن هناك انتقل إلى حَلب في سوريا. انتقل قسم منه إلى دمشق، حيث تمّ شراؤه هناك وأُرسل إلى لندن. ونُقل إلى سويسرا للبيع في المزاد العلنيّ ومن هناك للفائزين المحظوظين- المكتبة الوطنيّة في القدس.

السادات وبيجين: رجلا الحرب والسلام

مواجعة في الميدان ومصافحة عند السلام، بين السادات وبيجن

كلاهما يقفان، يقفان في مواجهة بعضهما البعض. لكن، هذه المرة ليست مواجهة في الميدان، إنما مواجهة من أجل إنهاء العداء والصراع والتوجه نحو أمل الحياة والمستقبل بالإضافة إلى العيش المشترك. هكذا وقف محمد أنور السادات أمام مناحيم بيجين ويتوسطهما الرئيس الأمريكي جيمي كارتر.

لقد كان لهذه الصورة التي تم التقاطها أثرًا واسعًا في نفوس الكثيرين؛ ما بين مؤيد ومعارض لهذه الاتفاقية التي بموجبها قامت إسرائيل بالانسحاب من شبه جزيرة سيناء والتي أُطلق عليها استراتيجية “الأرض مقابل السلام”. وها نحن، بعد أربعين عامًا على توقيع هذه الاتفاقية، نستحضر لكم ألبوم الصور من مجموعة دان هداني الذي به وثق تلك اللحظات التي لم تكن يومًا لحظات عابرة، بل لحظات استوقف عندها التاريخ واندفع بعدها في الطريق التي رسمته حتى يومنا هذا.

في السادس والعشرين من آذار عام 1979، وفي تمام منتصف الظهيرة بتوقيت واشنطن، ومن أمام الحضور الواسع من الضيوف والصحفيين، قام كل من الرئيس المصري محمد أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن بالتوقيع على نص معاهدة السلام المصرية- الإسرائيلية. وقد كان الرئيس الأمريكي جيمي كارتر راعيًا لهذا التوقيع الذي أنهى حالة العداء والحرب بينهم.

وقبل استعراض بعض الصور، يجب علينا القول أن عملية التوقيع على اتفاقية السلام المصرية- الإسرائيلية لم تكن وليدة اللحظة أو وليدة ذات السنة (1979)، بل تعود لحظة ذلك إلى مبادرة الرئيس المصري محمد أنور السادات عام 1977 في “استعداده” للقدوم إلى إسرائيل وإلقاء خطاب من على منبر الكنيست الإسرائيلي في القدس. وما هذه الصور إلا استعراض لتلك اللحظات التاريخية.

لحظة هبوط الطائرة الرئاسية لجمهورية مصر العربية في إسرائيل، بتاريخ 19 تشرين الثاني 1977. من مجموعة دان هداني. أرشيف المكتبة الوطنية

لقد سببت هذه الزيارة صدًا كبيرًا في أرجاء العالم العربي، وبالرغم من ذلك، صمم الرئيس السادات على المضي قدمًا في الطريق الذي اتخذه مسلكًا وهو الذهاب في مفاوضات لاستعادة شبه جزيرة سيناء وإنهاء حالة العداء مع إسرائيل. وها هو الرئيس السادات يقف على مدرج الطائرة وأمامه العشرات من مراسلي الصحافة والمصورين الذين يتهافتون من أجل التقاط الصور لهذه اللحظة الفارقة والتاريخية. لقد كان السادات أول رئيس دولة عربية يزور إسرائيل على العلن وأمام العالم كله.

لحظة وقوف الرئيس السادات على مدرج الطائرة في مطار اللد بتاريخ 19 تشرين الثاني 1977. من مجموعة دان هداني، أرشيف المكتبة الوطنية.

وكما العادة، تعد مدينة القدس محط أنظار الكثيرين وهذا الذي حدا بالسادات لزيارتها وإلقاءه لخطاب أمام الكنيست الإسرائيلي. وبمناسبة هذه الزيارة قامت بلدية القدس بتعليق الإعلانات المرحبة بقدومه والتي تمت كتابتها باللغات الثلاث؛ العبرية، العربية والإنكليزية.

“أهلاً وسهلاً في أور شليم- القدس أيها الرئيس السادات”

الزيارة الأولى للرئيس المصري إلى القدس عام 1977. من مجموعة دان هداني

من القدس إلى واشنطن

ما بين زيارة السادات إلى إسرائيل وتوقيعه لاتفاقية السلام استغرق ذلك قريب العامين، لكنه في النهاية قد تم التوقيع وبذلك وصلنا إلى الصورة الختامية لهذه الرحلة الطويلة؛ الرحلة التي لا تزال تنتظر الكثيرين ليقوموا بها حتى يعم السلام والتعايش بين الشعوب.


لحظات ما بعد توقيع اتفاقية السلام بين إسرائيل وجمهورية مصر العربية في الولايات المتحدة الأمريكية.

لتصفح مجموعة الصور حول زيارة الرئيس المصري محمد أنور السادات إلى إسرائيل يمكنكم الضغط على رابط مجموعة دان هداني