أطلقت المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة قبل أيّام المرحلة الثانية من مشروع “جرايد”، الذي يسعى إلى عرض وإتاحة الصحف والمجلات الصادرة في فلسطين الانتدابيّة والعثمانيّة، والتي بلغ عددها الإجمالي حتى سنة 1948 أكثر من 250 صحيفة ودوريّة، جمعت المكتبة الوطنيّة على مدار تسعين عامًا الكثير من هذه المواد ووصل مجموع ما بحوزتها اليوم إلى أكثر من 100 مادة بعضها متوفّر بصورة كاملة وبعضها بصورة جزئية فقط.
يحوي موقع جرايد حاليًّا أكثر من 27 صحيفة ومجلّة تشكّل أكثر من 25 ألف صفحة، تغطي حقبتين من تلك الفترة، تتراوح الفترة الأولى بين العامين 1908-1920، وتتراوح الفترة الثانية بين العامين 1945-1948، وقريبًا سيتمّ رفع آلاف الصفحات الإضافيّة التي تغطّي الفترة الممتدّة من العام 1921 وحتى العام 1944.
تقنيّات متطوّرة في الموقع
إضافة إلى ذلك، الموقع قائم بثلاث لغات وبتصميم خاص ملائم لأجهزة الهواتف النقّالة أيضًا، من المُلفت أن المواد في الموقع ممسوحة ضوئيًّا بجودة عالية تتيح تكبير المواد، ويمكن البحث في الموقع حسب كلمات ترد في العنوان سواء أسماء مؤلفين أو أماكن، كما يُمكن للمتصفّحين تصفّح الموقع حسب اسم المجلة أو الصحيفة، ويمكن حفظ ونشر المواد بسهولة.
المصدر الأهم للباحثين العرب في البلاد
تقول د. راحيل يوكليس مديرة المشروع وأمينة قسم الإسلام والشرق الأوسط في المكتبة: “نحن مسرورون جدًا أن المشروع قد خرج إلى النور بعد سنوات طويلة من العمل الدؤوب والمضني، فقد ظهرت هذه الفكرة نتيجة مُحادثات ومشاورات مطوّلة مع باحثين عرب مهتمّين بالتاريخ الفلسطينيّ، حول أهم المواد التي قد يحتاجها الجمهور ويمكن للمكتبة توفيرها. وعلى إثر هذه المشاورات، لمسنا حاجة الباحثين والجمهور لهذه المواد كما لمسنا ضرورة توفيرها بشكل سهل يمنحهم إمكانيّة تصفّحها، تصويرها، حفظها وطباعتها من البيت. وتضيف يوكليس: “يأتي هذا المشروع ضمن رؤية المكتبة الجديدة بتوفير موادها المميزة والنادرة للاستخدام الواسع، متمنّين أن يلبّي الموقع حاجة الجمهور في البلاد وخارجها وأن يكون بداية لمشروعات أخرى”.
خلفيّة عن المكتبة الوطنيّة
من الجدير ذكره أن هذا المشروع هو أحد أكبر المبادرات الرقمية التي تقدمها المكتبة الوطنيّة باللغة العربية.
تأسّست المكتبة في عام 1892، وتحتوي اليوم ما يُقارب 4 مليون مادة، منها نحو نصف مليون مجلّدًا في قسم الإسلام والشرق الأوسط، وما يُقارب 150،000 مجلّدًا باللغة العربيّة، وأكثر من 4000 دوريّة و 1800 مخطوطة وملصق وصور ومقاطع موسيقيّة. وتعمل المكتبة الوطنية في السنوات الأخيرة على تحديث ذاتها من خلال تطوير مشروعاتها وتوسيع دوائر اشتغالها لتكون مكتبة عصريّة رائدة تلائم مقتضيات القرن الواحد والعشرين، وتستقطب بشكل مُمنهج ومستمرّ المجموعات والأرشيفات الورقيّة والرقميّة تراكمها وتجمعها وتوفرها للجمهور. وفي عام 2020 ستنتقل المكتبة من موقعها الحالي في الحرم الجامعيّ جفعات رام من الجامعة العبريّة في القدس إلى مقرّها الخاص الجديد من المدينة، الأمرر الذي يُتيح لها تحقيق رؤيتها الجديدة.