مريم جميلة مع أبنائها في باكستان، 1965، أڤراهام روبين/ بإذن من المكتبة العامّة في نيويورك
فيما يلي ترجمة بتصرف خاصة بموقع مدونة “أمناء المكتبة” لمقال الكاتب أڤراهام روبين- ورشة التاريخ الاجتماعي . للاطلاع على المقالة باللغة العبرية الرجاء الضغط هنا
تدلّنا قصّة مارغريت ماركوس، فتاة يهوديّة غيّرت اسمها وأصبحت جميلة، المفكّرة الإسلاميّة المناهضة للاستعمار، على الأزمة التي تعرّض لها الكثير من اليهود الأمريكيّين في الخمسينيّات والستينيّات. مقال ضمن سلسلة بوبر للباحثين الزملاء، من تحرير يوني براك.
عرضت جميلة اعتناق الإسلام كرفض مطلق لخلفيّتها اليهوديّة – الأمريكيّة، إلّا أنّ التحوّل الذي مرّت به يشبه إلى حدّ كبير الأنماط التي ميّزت الصحوة اليهوديّة إبّان تلك السنوات.
تعتبر المفكّرة الإسلاميّة-الباكستانيّة مريم جميلة شخصيّة استثنائيّة ليس بسبب كونها إحدى النساء القليلات اللاتي تميّزن في العالَم الذكوريّ- الأبويّ للإسلام الأصوليّ في جنوبي آسيا فحسب، بل بالأساس بسبب خلفيّتها كيهوديّة أمريكيّة. وُلدت جميلة التي كان اسمها مارغريت ماركوس، عام 1934 في مقاطعة ويستتشستر في نيويورك، لعائلة ثريّة ذات صلات واهية بالدين. شعرت ماركوس خلال فترة مراهقتها بالاغتراب عن بيئتها البرجوازيّة، وتنقّلت بين الأطر الدينيّة والأيديولوجيّات بحثًا عن انتماء. قادها بحثها إلى كنيس أرثوذكسيّ، حركة شبيبة صهيونيّة، وتجربة مع الديانة البهائيّة. ولكن أيًّا من هذه البدائل لم تُشفِ غليل ماركوس التي كانت على وشك اليأس من محاولاتها لإيجاد موقعها في المجتمع.
شكّل لقاء ماركوس بالقرآن في عام 1959 نقطة التحوّل الهامّة في حياتها. شعرت ماركوس إثر قراءتها للقرآن أنّها وجدت الحقيقة السامية التي حُرمت منها في بيئتها العلمانيّة والمادّيّة. بعد مرور عامين؛ قرّرت اعتناق الإسلام وتغيير اسمها إلى مريم جميلة. حاولت الاندماج في حياة الجالية الإسلاميّة في نيويورك، لكنّ أملها خاب حينما اكتشفت أنّ أنماط حياة المسلمين هناك لا تختلف كثيرًا عن حياة اليهود الذين اندمجوا في تلك المجتمعات التي ترعرعت بين ظهرانيها. أدّى التحوّل الدينيّ عند جميلة إلى تدهور علاقاتها مع أهلها، الذين طلبوا من ابنتهم مغادرة المنزل وأن تبدأ طريقها المستقلّة. قرّرت جميلة، في أعقاب طردها من المنزل، الاستجابة لعرض الإمام الباكستانيّ الذي راسلته حيث دعاها إلى العيش مع أسرته في لاهور في الباكستان. كان أبو الأعلى المودودي (1903 – 1979) الإمام الذي قام برعاية جميلة وزعيم الجماعة الإسلاميّة – المنظّمة الدينيّة الأصوليّة التي كانت تؤيّد تطبيق الشريعة وتحويل باكستان إلى دولة تطبّق الشريعة الإسلاميّة.
شعرت ماركوس خلال سنوات مراهقتها بالاغتراب عن بيئتها البرجوازيّة وتنقّلت بين الأطر الدينيّة والأيديولوجيّات بحثًا عن الانتماء.
جميلة، حينئذ مارغريت ماركوس، في عام 1953، تصوير: أبراهام روبين/ بإذن من المكتبة العامّة في نيويورك
أصدرت جميلة منذ هجرتها في عام 1961 وحتّى وفاتها في 2012 عشرات الكتب والمقالات التي كرّستها لتعزيز الأجندة الإسلامية المناهضة للاستعمار. وتنتقد جميلة في فكرها محاولة الأئمة الإصلاحيّين في العالَم الإسلاميّ المعاصرين لها التوفيق بين الإسلام والحداثة بدعوى أنّهم يستسلمون للإملاءات الثقافيّة الأجنبيّة والإمبرياليّة. لاقت كتابات جميلة انتشارًا واسعًا وتُرجمت إلى لغات كثيرة، من بينها العربيّة، الأرديّة، الفارسيّة، والتركيّة. من أشهر كتبها، كما يبدو، كتاب سيرتها الذاتيّة “ذكريات الطفولة والشباب في أمريكا (1962-1945)” الذي تسرد فيه مشوارها منذ أن كانت تعيش في ضاحية للأثرياء في نيويورك لدى أسرة يهوديّة مندمجة، إلى حضن الإسلام الأصوليّ في باكستان.
كانت جميلة بعيدة عن الصورة اليهوديّة-الأمريكيّة المألوفة لنا من كتب فيليب روث وبرنارد مالامود أو من التمثيلات النمطيّة للجالية اليهوديّة في أمريكا في الثقافة الشعبيّة. على الرغم من ذلك، يمكن القول إنّ الشخصيّة التي تنعكس من كتاب سيرتها الذاتيّة تشكل تعبيرًا حقيقيًّا عن معضلات الهويّة لدى اليهود في أمريكا في منتصف القرن الماضي. لغرض تحديد نقطة التماس التي تربط بين جميلة والعالَم اليهوديّ-الأمريكيّ، يجب البدء من الفترة التي تلت الحرب العالميّة الثانية، العصر الذي بدأ فيه يهود الولايات المتّحدة الارتقاء في السلّم الاجتماعيّ والاقتصاديّ والانخراط في الدوائر الثقافيّة والتشغيلية التي كانت أبوابها مؤصدة في وجههم قبل ذلك.
تجلّت هذه التغيّرات في الجانب الجغرافيّ عبر الهجرة المكثّفة إلى ضواحي المدن، بموازاة ترك الأحياء المدينيّة التي وصل إليها معظم اليهود الذين هاجروا إلى الولايات المتّحدة في منتصف القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين. صاحبت هذا الانتقال تغيّرات في أنماط السلوك والتماثل لدى اليهود، الذين بدأوا في تبنّي الأنماط والعادات الخاصّة بالطبقة الوسطى البيضاء-البروتستانتيّة.
لم يكن ردّ فعل يهود أمريكا على نجاحهم موحّدًا. فقد رافقت ارتفاع مكانتهم الخشية من أنّ الاندماج في الاتّجاه السائد سيؤدّي إلى فقدان الهويّة اليهوديّة. ويمكن أن نجد انعكاسًا لهذه التخبّطات في الكتابات المبكّرة لفيليب روث الذي احتوت مجموعته القصصيّة “وداعًا كولومبس” من عام 1957 على لائحة اتّهام خطيرة ضدّ اليهود قاطني الضواحي، الذين فقدوا خصوصيّتهم الإثنيّة بسبب سجودهم للنجاح المادّيّ ومحاولتهم الاندماج في بوتقة الانصهار الأمريكيّة،. في صلب انتقادات روث وآخرين كانت الفكرة التي ترى في اندماج يهود أمريكا في الضواحي أمرًا يتناقض مع “اليهوديّة الأصيلة” التي ارتبطت بتداعيات الفقر، الملاحقة، العزل الثقافيّ، والتهميش الاجتماعيّ.
قصّة جميلة تربطها بالانتقادات التي صدرت عن معاصريها، لكون اندماج اليهود في الضواحي الأمريكية يتناقض مع “اليهوديّة الأصيلة” التي ارتبطت بالفقر، الملاحقة، العزال الثقافيّ، والتهميش الاجتماعيّ.
صورة شخصيّة، 1957، تصوير: أڤراهام روبين/ بإذن من المكتبة العامّة في نيويورك
يمكننا أن نلمس بعضًا من استياء بعض الفئات من يهود أمريكا من مكانتهم المتميّزة والشعور بفقدان الأصالة في مذكّرات جميلة التي تكتب أنّه عندما أنجبت طفلها أنّها: “شعرت بأنّ الصورة الأمريكيّة-النموذجيّة للأب والأمّ كانت كاذبة. على الرغم من جميع محاولاتهم التشبّه بجيراننا المسيحيّين، فقد ظلّوا يهودًا لا ينتمون حقًّا إلى هذا العالَم.”
كانت مارغريت الطفلة منزعجة من حقيقة كون أسرتها تحتفل بعيد الميلاد والفصح ولا تحرص على الذهاب إلى الكنيس. في الرسالة التي تفتتح كتاب مذكّرات جميلة الذي ألّفته كما يبدو في سنّ الحادية عشرة، تكتب مارغريت أنّها تحلم بالانتقال إلى فلسطين و”مساعدة العرب في الحفاظ على نمط حياتهم” حتّى لا تتدهور أحوالهم كما هو الحال بالنسبة لليهود في الولايات المتّحدة، الذين يقلّدون جيرانهم المسيحيّين فحسب. يمثّل الإسلام في السيرة الذاتيّة لجميلة الهويّة الإثنيّة-المتجذّرة والشرقيّة، عكس الثقافة السائدة الأمريكيّة، وعلى النقيض من يهوديّة الضواحي-البرجوازيّة. ينطوي التوجّه إلى الإسلام على نقد لاذع للأهل الذين تنكّروا لهويّتهم كأقلّيّة دينيّة-إثنيّة بغية تحقيق الحلم الأمريكيّ، ويرمز إلى تبنّي الهويّة الأصيلة التي فُقدت في أعقاب اندماج اليهود في أمريكا في ثقافة الأكثريّة.
“يمثّل الإسلام في السيرة الذاتيّة لجميلة الهويّة الإثنيّة-المتجذّرة والشرقيّة. يتجلّى إعجاب جميلة بهذه الهويّة في لوحاتها التي رسمتها في مطلع سنوات العشرين من عمرها”.
أسرة فلّاحين عرب في منزلها”، 1957: تصوير أڤراهام روبين/ بإذن من المكتبة العامّة في نيويورك
في الوقت الذي تعرض فيه جميلة اعتناقها للإسلاميّ كرفض تامّ لخلفيّتها اليهوديّة-الأمريكيّة، فإنّ التحوّل الذي تتحدّث عنه يشبه إلى حدّ كبير الأنماط الثقافيّة التي ميّزت الصحوة اليهوديّة التي كانت في منتصف الستينيّات، عندما تمرّد الشباب اليهود ضدّ اليهوديّة السطحيّة والمنصهرة لأهلهم. انفجرت هذه الصحوة الدينيّة والإثنيّة إلى السطح عند صعود الثقافة المضادّة اليهوديّة التي شملت حركات من جميع ألوان الطيف السياسيّ- من ضمن ذلك عصبة الدفاع عن اليهود، الصهاينة الراديكاليّون، المجموعات الأرثوذكسية الجديدة، والمنظّمات النسويّة ومنظّمات المثليّين والمثليّات- التي ظهرت في الاحرام الجامعية في الولايات المتّحدة. على الرغم من الفروق الأيديولوجيّة بين هذه الحركات، إلّا أنّ جميعها بحثت عن تعريف هويّتها اليهوديّة كنقيض للثقافة الأمريكيّة المهيمنة، وانتقدت بشدّة اليهوديّة البرجوازيّة والمتخمة الشائعة لدى أهلهم، والتي كانت مستعبَدة لدى ثقافة الاستهلاك الأمريكيّة ولذلك فقدت صلتها بالتقاليد.
اندمجت الصحوة الدينيّة جيّدًا مع الروح المناهضة للمؤسّسة التي سادت في الستينيّات (التي تناولتها المقالات السابقة في الورشة، وغيابها في السياق المصريّ والإسرائيليّ مثلًا)، وفي أعقابها ارتبط ذلك العقد بالذاكرة الجماعيّة بصعود حركة الهيبيز، الفهود السود، ومنظّمات حقوق المثليّين والمثليّات. سعى الشباب اليهود بإلهام من اترابهم إلى التعبير عن هويّتهم الجديدة كأقلّيّة إثنيّة، وتبنّوا لغة عدائيّة نصّبوا أنفسهم من خلالها كغير منتمين إلى مجموعة ما. أشاد نشطاء الثقافة المضادّة بفترات من التاريخ اليهوديّ التي كانت تعتبر نموذجًا للأصالة التي رغبوا تقليدها. وقد وجدوا في البلدات اليهوديّة الصغيرة التي عاش فيها اليهود في أوروبّا الشرقيّة النقيض للضواحي، الحيّ الشرقيّ الأسفل في نيو يورك في عصر الهجرة الجماعيّة، ودولة إسرائيل في بداياتها. شكّلت هذه المناطق رمزًا للحياة اليهوديّة الطبيعيّة والعضويّة التي على الرغم من الظروف الماديّة القاسية، تميّزت بالتضامن المجتمعيّ، الإيثار، والثقافة اليهوديّة النابضة بالحياة. من خلال حنينهم إلى العهود اليهوديّة الخاليّة، آمن شباب الستينيّات بأنّهم يعيدون المجد إلى سابق عهده ويستعيدون الماضي التقليديّ الذي هجره أهلهم. كان تمرّدهم الهويّاتي جزءًا من النقد الأوسع الموجّه ضدّ المجتمع التكنوقراطيّ والبيروقراطيّ لأمريكا الحديثة.
الخطاب المناهض للرأسماليّة والمعادي للحداثة الذيّ ميّز العودة إلى تقاليد أبناء الستينيّات بادٍ في كتابات جميلة أيضًا. إذ تربط جميلة بين الإسلام والأصلانيّة والشرق. في اليوتوبيا الإسلاميّة التي تؤمن بها جميلة ترتدي جميع النساء الحجاب ويرتدي الرجال الزيّ التقليديّ كما في المملكة العربيّة السعوديّة. نمط الحياة كما قبل الحداثة حيث كانت الصناعة تعتمد على الأشغال اليدويّة. من وجهة نظر جميلة، فإنّ المجتمع المسلم المثاليّ هو ذلك الذي يفلح في استعادة الحياة التي كانت سائدة في عصر النبيّ محمّد. يمثّل هذا الخيال النقيض الصرف للعالم الغربيّ الصناعيّ الذي تجسّده الولايات المتّحدة.
من وجهة نظر جميلة، فإنّ المجتمع المسلم المثاليّ هو ذلك الذي يفلح في استعادة الحياة التي كانت سائدة في عصر النبيّ محمّد. يمثّل هذا الخيال النقيض الصرف للعالم الغربيّ الصناعيّ والبرجوازيّ الذي ترعرعت فيه. لوحة لجميلة من أواخر الخمسينيّات، تصوير: أڤراهام روبين/ بإذن من المكتبة العامّة في نيويورك.
اعتنقت مريم جميلة الإسلام بضع سنوات قبل الصحوة اليهوديّة في الستينيّات، إلّا أنّ حكايتها هي بمثابة الطليعة التي بشّرت بالتغيّرات الجذريّة التي مرّت بها الجالية اليهوديّة في الولايات المتّحدة عند صعود سياسة الهويّات الأمريكيّة. مثل أبناء الستينيّات الذين قادوا الثقافة اليهوديّة المضادّة، رفضت جميلة اليهوديّة الليبراليّة من بداية الحرب الباردة وسعت لتنسب لنفسها هويّة إثنيّة أصيلة بموازاة اعتماد خطاب رومانسي معادّ للمؤسّسة. ومن المفارقات، أنّ الطريقة التي اختارتها جميلة لقطع صلاتها مع الديانة اليهوديّة والتأكيد على هويّتها الإسلاميّة انما تدلّ على علاقتها مع العالَم الذي حاولت التنكّر له. تجسّد قصّة جميلة الدور الحاسم الذي لعبته خلفيّتها اليهوديّة-الأمريكيّة في طريقة تعريفها عن نفسها كمسلمة والدلائل الرمزيّة التي عزتها للإسلام. صحيح أنّ جميلة موجودة خارج الحدود المعياريّة المتفق عليها لدى الجالية اليهوديّة في الولايات المتّحدة، لكنّ توجّهها إلى الإسلام هو نتيجة للمعضلات الهويّاتيّة ذاتها التي قادت اليهود الآخرين إلى حضن الصهيونيّة أو الأرثوذكسيّة.
تفنّد قصّة جميلة التحيّز الأيديولوجيّ الذي ترسّخ في الكتابات البحثيّة حول من تركوا الديانة اليهوديّة واعتنقوا ديانة أخرى ومسألة موقعهم في التاريخ اليهوديّ. وفقًا للتوجّه التاريخيّ الذي كان سائدًا في القرنين التاسع عشر والعشرين، كان من المتّبع اعتبار “المرتدّ عن الديانة اليهوديّة” كمن خرج من جماعة إسرائيل، وكشخص يفتقر إلى لمس التجربة اليهوديّة. بالإضافة إلى ذلك، المرتدّ عن دينه يُعتبر غير ذي صلة بالتاريخ اليهوديّ، ويُشار إليه كشخص انتهازيّ بدّل دينه بدافع الاندماج في الثقافة المهيمنة والتخلّص من عبء الهويّة اليهوديّة. يمكن العثور على تجسيد حديث لهذا التصوّر في كتاب تود إندلمان، (2015) Leaving the Jewish Fold الذي يرى في اليهود الذين اعتنقوا ديانة أخرى وحدةً واحدة، وأنّ القاسم المشترك لهم جميعًا هو الرغبة في التنصّل من الهويّة الموصومة. لا يفرّق هذا التوجّه بين السياقات التاريخيّة، الثقافيّة، والجغرافيّة لاعتناق ديانة أخرى، كما أنّه لا يعزو أهمّيّة للديانة التي اعتنقها من بدّل دينه من اليهود. إنّ الافتراض الذي يرى أنّ هناك معنًى موحّدًا ومتماسكًا لمثل هذه الظاهرة ذات التنوّع الكبير لا يخطئ بحقّ التجربة الذاتيّة لمَن ترك اليهوديّة واعتنق ديانة أخرى وفي حقّ حقيقته الروحانيّة فحسب، بل إنّه يتغاضى عن العلاقة المركّبة بين الشخص الذي اعتنق ديانة أخرى ويهوديّته وبين تأثير ذلك على بلورة هويّته الدينيّة الجديدة.
تجسّد قصّة جميلة التأثير الحاسم الذي كان لخلفيّتها اليهوديّة-الأمريكيّة في الطريقة التي قدّمت بها نفسها كمسلمة والدلائل الرمزيّة التي عزتها للإسلام. جميلة بعد وصولها إلى الباكستان، 1962. تصوير: أڤراهام روبين/ بإذن من المكتبة العامّة في نيويورك.