كيف تمّ نقل أربعة ملايين كتاب

كيف نقلت المكتبة الوطنية مجموعاتها-ليس على مرحلة واحدة، بل على مرحلتين- من موقع لآخر؟ تبيّن لنا هذه الصور عملية نقل مئات آلاف الكتب، ولاحقًا ملايين الكتب إلى المقرات المختلفة للمكتبة الوطنية على مر السنين.

المكتبة الوطنية الإسرائيلية
10.09.2023

على يسار الصورة، نقل كتب المكتبة الوطنية من مبنى تراسنطة إلى الحرم الجامعي في جفعات رام في عام 1960؛ على يمين الصورة، خزائن الكتب المشغّلة بالروبوتات في مبنى المكتبة الوطنية الجديد

هذا المقال مترجم عن اللغة العبرية للكاتبة عوفريت أساف أرييه

في 10 كانون الثاني 2023، استكملت عملية نقل الكتب من الموقع الحالي للمكتبة الوطنية الإسرائيلية في جفعات رام إلى موقعها الجديد. نُقِلَ بالمجمل 3.6 ملايين كتاب، وهو إنجاز مهمّ في الطريق نحو نقل المكتبة الوطنية إلى موقعها الجديد بجوار الكنيست.

مرّت المكتبة منذ تأسيسها بتغييرات كثيرة، من حيث موقعها ومجموعاتها. ولكنّ نقل هذه الكمية الهائلة من الكتب من مبنى لآخر تمّ على مرحلتين: في عام 1960 وفي عام 2022.

 نقل الكتب: 1960 مقابل 2022 

في عام 1948، خلال الحرب، سُدّت الطريق إلى الجامعة العبرية في جبل المشارف، وكذلك الأمر بالنسبة للمكتبة الوطنية، وكانت تدعى في حينه “المكتبة الوطنية الجامعية اليهودية”. نتيجة لذلك، تناثرت الكتب لتصل في نهاية المطاف إلى أماكن مختلفة في الجزء الغربي من المدينة، من بينها مبنى ترسانطة، مكتبة كنيس يشورون وأماكن عديدة أخرى. في عام 1960، نُقلَ مقر المكتبة مجددًا، من المباني المختلفة التي أوَتْ مجموعات المكتبة بشكل مؤقّت، إلى مقرها الحالي في الحرم الجامعي جفعات رام في الجامعة العبرية. وثّق المصور دافيد هاريس عملية النقل هذه في مجموعة رائعة من الصور تستعرض الجهود الحثيثة التي بذلها طاقم المكتبة لنقل مئات آلاف الكتب من المواقع المختلفة إلى المبنى الجديد. في الوقت الحالي، يوثّق المصوّرون مجددًا عملية نقل كتب المكتبة إلى مقرها الدائم الجديد.

تحميل الكتب لنقلها إلى مبنى المكتبة الحالي في الحرم الجامعي جفعات رام، 1960

 

بدء عملية نقل الكتب، تشرين الأول 2022. صورة: أودي إلفاسيكما ترون، فإنّ العمل شاق جدًا، وهو مكوّن من عدة مراحل: أولًا التصنيف، ومن ثم رَزْم الكتب وأخيرًا نقلها. في عام 1960، حمّلت الكتب داخل خزائن كتب، ومن ثم تم حزمها وربطها بحبل أو وضعها داخل صناديق. ثم قام أعضاء الطاقم بتحميل الخزائن والرزم والصناديق على شاحنات. أما في الوقت الحالي، تتضمن العملية أساسًا رافعات شوكية وشبه مقطورات- لأنّ المجموعة كبرت بطبيعة الحال.
عمّال ينقلون الكتب من مبنى ترسانطة إلى موقع الحرم الجامعي جفعات رام، 1960. تصوير: دافيد هاريس 

 

تصنيف الكتب في المبنى الجديد. تصوير: ألباتروس

 

مستودع المكتبة الوطنية الجامعية اليهودية في تراسنطة، 1960. تصوير: دافيد هاريسعملية التصنيف الحالية مختلفة أيضًا عما كانت عليه في الماضي: ففي حينه، تم تصنيف الكتب يدويًا فقط. أما الآن، فهي تدمج بين التصنيف الرقمي واليدوي والذي يتمحور حول المسح الضوئي لشفرات التعرف (باركود) الموضوعة على الكتب.
تصنيف الكتب في جفعات رام، 1960. تصوير: دافيد هاريس

 

تصنيف الكتب في مبنى المكتبة الوطنية الجديدـ، 2022. تصوير: ألباتروس

 

أما في الوقت الحالي، فقد نقلت جميع كتب المكتبة إلى الخزائن الرئيسية الآلية، خزنت داخل صناديق خاصة فوق منظومة رفوف متعددة الطوابق. عند طلب كتاب ما، فإنّ البحث عنه لا يتم من قبل عضو طاقم بشري، بل من قبل روبوت على شكل رافعة. يعرف الروبوت من أي صندوق يجب إخراج الكتاب، ومن أي رف. ثم ينقل الصندوق إلى الموقع حيث يستطيع طاقم المكتب إخراج الكتاب المطلوب. من المدهش أيضًا عدم وجود أية قوى عاملة داخل المستودع الآلي الضخم، والذي يحتوي على نسبة أكسجين منخفضة وحيث تخزّن الغالبية العظمى من مجموعات المكتبة. يعرف الروبوت بالضبط من أين يجب استخراج كتاب معين من ملايين الكتب المرتبة في الصناديق المنظمة بعناية ودقة.

خزائن الكتب في جفعات رام. تصوير: حنان كوهين

 

المستودع الآلي في المبنى الجديد للمكتبة الوطنية، 2022. تصوير: يانيف ليفي كوريمتبيّن الصور أنّ نقل هذه الكمية من الكتب- والتي تتضمن مئات آلاف، بل ملايين الكتب- يبدو مدهشًا بصريًا، ولكنه مركّب جدًا من الناحية التقنية. اتبعت المكتبة تقنيات رقمية وتناظرية لحفظ مجموعاتها، مع الحرص على وضع كل كتاب في موقعه المناسب على الرفوف، ومع مرور السنين، توسّع حيز المستودع أكثر فأكثر.في السنة المقبلة، ستستكمل المكتبة الوطنية نقل جميع الكتب إلى الحرم الجامعي الجديد، وعند فتح أبوابها، ستكون ملايين الكتب هذه متاحة لكم، بالإضافة إلى سائر مجموعات المكتبة.
...تحميل المزيد من المقالات loading_anomation