موهبة لا يمكن تقليدها: عازف القانون يوسف زعرور

كان يوسف زعرور موسيقيًا وعازفًا للقانون، عمل موسيقيًا في إذاعة أوركسترا بغداد، وقد منحته موهبته العظيمة نجاحًا في البلاد.

يوسف زعرور في المؤتمر العالمي للموسيقى العربيّة في القاهرة 1932

بقلم: راحيل جولدبيرغ

في أحد الأيام، خلال أحد التّمرينات في أوركسترا المقام العراقي في سلطة الإذاعة الإسرائيليّة، لاحظ عازف القانون يوسف زعرور عازفًا للقانون من زملائه، أفراهام سلمان، يجلس خارج الغرفة ويحاول تقليد تقنيّة زعرور المذهلة في العزف على الآلة. اقترب منه زعرور وقال مازحًا “ما الّذي تفعله؟ تقلّد عزفي؟ تقلّدني؟” أراد زعرور من المزحة أن يخفّف من حدّة التّوتر الحاصل كلّما أراد تلميذًا أن يجاري أستاذه. في النّهاية، لقد عرف زعرور سلمان منذ أيامهم في العراق، حين كان زعرور مديرًا فنّيا في أوركسترا إذاعة بغداد. كان زعرور يدعم الموسيقيين الموهوبين من الشّباب دومًا، بالذّات هؤلاء الّذين أتوا من الجالية اليهوديّة، وكان أفراهام سلمان من هؤلاء.

أوركسترا إذاعة بغداد، 1936
أوركسترا إذاعة بغداد، 1936

 

وُلد يوسف زعرور عام 1902 لعائلة ثريّة في بغداد. أظهر موهبة موسيقيّة منذ صغره، وفي سن الثامنة عشر اقتنى لنفسه قانونه الأوّل، كما عزف على الكمان والتشيللو. في العام 1932، شارك مع مجموعة من زملائه الموسيقيين العراقيين (كلهم يهود) في أول مؤتمر عالمي للموسيقى العربيّة في القاهرة. تجدون تسجيل نادر من هذا الحدث في مجموعات المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة. في المقطوعة الخامسة تسمعون عزف زعرور الجميل على القانون، وهي مقطوعة تقسيم على المقام العراقي “بنجكاه” على القانون. لشدّة تمرّسه وجمال موهبته، حصل زعرور على ميداليّة وحصد المركز الأوّل في هذا المؤتمر. لاحقًا، انضمّ زعرور إلى راديو بغداد عام 1936، وبعد خمس سنوات، عُيّن مديرًا فنّيًا في الإذاعة وبقي في هذه الوظيفة حتّى هاجر إلى البلاد عام 1951، وأثناء عمله في إذاعة بغداد، دعم زعرور العديد من الموسيقيين اليهود منهم المغنّي سليم شوات، ألبيرت الياس، أفراهام داوود، أفراهام سلمان، داوود أكرم، حقي عوفاديا، المغني صالح الشلبي وغيرهم كُثر.

أوركسترا إذاعة بغداد، 1938
أوركسترا إذاعة بغداد، 1938

لم يدفع زعرور الموسيقيين اليهود قدمًا وحسب، فحين أتى إليه المغني العراقي ناظم الغزالي إلى تجربة أداء غنّى أغنية مصريّة، فطلب منه زعرور أن يغنّي أغنيّة عراقيّة، مؤكّدًا على أن الغناء العراقي سيليق بأدائه أكثر، وبعد انتهاء تجربة الأداء أثنى زعرور على أداء الغزالي وتنبأ له بمستقبل عظيم وهو ما كان بالفعل. خلال سنوات عمله في راديو بغداد، لحّن زعرور ألحانًا مشهورة عديدة وعمل مع كبار المطربين العرب في ذلك الوقت، من الموسيقار الكبير محمّد عبدالوهاب إلى مطربة العالم العربي أم كلثوم. وبالرّغم من شدّة الطّلب عليه، إلّا أنّه كموظّف حكومي قدّم عروضًا خاصّة لعدد قليل من الشّخصيّات، منها الملك فيصل ملك العراق ورئيس الوزراء نوري السّعيد.

عازف الكمان الشّهير سامي الشّوّا عام 1931 في سينيما رويال في بغداد برفقة يوسف زعرور أما القانون وعيزرا أهارون عزّوري على العود
عازف الكمان الشّهير سامي الشّوّا عام 1931 في سينيما رويال في بغداد برفقة يوسف زعرور أما القانون وعيزرا أهارون عزّوري على العود.

أدّى مجيء زعرور إلى البلاد إلى تراجع ملحوظ في مكانته الفنّية، فتحوّل من إدارة الفنّانين والأوركسترا إلى العزف في الحفلات الخاصّة وأفراح الجالية العراقيّة اليهودية في البلاد. وبالرّغم من افتقاد الوقار الّذي تمتّع به في العراق فإنّه لم يتوقّف عن البحث عن المواهب وضمّها إليه. تقول عائلته، أنّه كلّما عُرض عليه العزف في احتفال عائليّ كان يسأل أصحاب الاحتفال عمّا إذا أرادوا عازف عود إلى جانبه، وكانوا دائمًا ما يرفضون الاقتراح لأنّهم يريدون سماع عزفه هو فقط، إلّا أنّهم تقديرًا لموهبته العظيمة كانوا يدفعون كما لو كانوا يستأجرون أوركسترا بأكملها.

 

مؤتمر الموسيقى العربيّة في القاهرة عام 1932 حين فاز زعرور بالمركز الأوّل
مؤتمر الموسيقى العربيّة في القاهرة عام 1932 حين فاز زعرور بالمركز الأوّل

جلبت له موهبته العظيمة نجاحًا مجدّدًا في البلاد وأسّس أوركسترا المقام البغدادي كجزء من الأوركسترا العربيّة في سلطة الإذاعة الإسرائيليّة، ومع ذلك كان عليه أن يقاتل للحصول على مكان بين الموسيقيين الّذين نجحوا هنا، وبعضهم كان قد قدّم دعمه لهم في السابق في العراق. العديد من تسجيلات زعرور من هذه الفترة تجدونها في مجموعات المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة.

 

يوسف زعرور في بيته عام 1966
يوسف زعرور في بيته عام 1966

إن القصّة الّتي بدأنا بها هذه المقالة تظهر التّحدّيات من أجل النّجاح ما بين المهاجرين القدامى والجدد وموهبة يوسف زعرور النّادرة. وقد حاول العديد من الموسيقيّون أن يصلوا إلى هذا المستوى من التمرّس، منهم حفيده عازف القانون دافيد ريغيف زعرور، الذي يقول أنّه يحاول أن يعزف مثل جدّه، وأنّه يتمنّى أن يتمكّن من ذلك يومًا ما.

السامريون في مدينة نابلس

مجموعة صور حول الحياة الدينية والاجتماعية للطائفة السامرية في نابلس من أرشيف أرنون دانتشو في مجموعات صور المكتبة الوطنية

عشية عيد الأسابيع، 2016، أرشيف أرنون دانتشو، المكتبة الوطنية

عشية عيد الأسابيع، 2016، أرشيف أرنون دانتشو، المكتبة الوطنية

تعتبر الطائفة السامرية أصغر الطوائف في العالم وهي موجودة في مدينة نابلس على جبل جرزيم تحديدًا وحولون جنوب مدينة تل أبيب. السامريون في نابلس يتشابهون جدًا مع أغلبية سكان المدينة هناك في طقوسهم الاجتماعية بالذات، ولكن بدايةً، كيف وصل السامريون إلى مدينة نابلس؟
بعد خروجهم من مصر  بقيادة يوشع بن نون، دخلوا فلسطين حتى وصلوا جبل جرزيم وأقاموا هناك، وعندما احتل نبوخذ نصّر البلاد، سبى العديد منهم حتى أًصبحوا أقليّة فيما بعد. ويعتقد السامريّون أنّهم الوحيدون من بني إسرائيل “الأنقياء”؛ إذ لم يختلطوا مع باقي المجتمعات منها اليهودية، وهم ينسبون أنفسهم إلى نسل النبي يوسف. (ميلز، 1860)

أمّا اسم الطائفة بـ “السامرية”، اختلفت الآراء حول التسمية، منهم من أكّد أنها مشتقة من كلمة “السامرة” أو “شومرون” بالعبرية، وهي عاصمة القبائل التي خرجت من مصر واستقّرت في هذه المنطقة، بينما ورد في بعض المصادر والتي يؤكدها أبناء الطائفة أن “السامري” هو الحارس أو المحافظ؛ ويؤمن السامريّون أنّهم حافظوا على شريعة النبي موسى أكثر من اليهود، وقد وردت هذه التسمية كذلك في العهد الجديد مع حكاية المرأة السامرية مع السيد المسيح. وفي مقالنا هذا سنتطرق لبعض الصور الرقمية في المكتبة الوطنية التي تعكس الحياة الاجتماعية والدينية للطائفة السامرية في نابلس من خمسينيّات القرن الماضي حتى السنوات الأخيرة من الألفية الثانية.

بعد حرب العام 1948، عانى السامريّون كغيرهم من أهل البلاد؛ إذ بقي البعض منهم في جبل جرزيم، فيما بقيت باقي الطائفة في حولون، وكان الذهاب للحج في جبل جرزيم؛ إذ يعتبر السامريّون أنّ جبل جرزيم هو الجبل المقدّس المذكور في التوراة وليست تلة موريا في القدس. الصور أدناه من حدود بوابة مندلباوم على خط التماس في القدس لسامريين يعبرون للضفة الغربية بقيادة الحكومة الأردنية آنذاك.

صور القدس: المسجد الأقصى، أبواب القدس، طريق الآلام، أحياء القدس

 

سامريون يلتقون عند بوابة مندلباوم قبل عيد الفصح، مجموعة بيتمونا للصور، المكتبة الوطنية.
سامريون يلتقون عند بوابة مندلباوم قبل عيد الفصح، مجموعة بيتمونا للصور، المكتبة الوطنية.

 

سامريون عند بوابة بوابة مندلباوم متجهين لجبل جرزيم قبل عيد الفصح، مجموعة بيتمونا للصور، المكتبة الوطنية.
سامريون عند بوابة بوابة مندلباوم متجهين لجبل جرزيم قبل عيد الفصح، مجموعة بيتمونا للصور، المكتبة الوطنية.

 

صعود السامريين على جبل جرزيم عشية عيد الأسابيع، 2016، أرشيف دانتشو أرنون، المكتبة الوطنية
صعود السامريين على جبل جرزيم عشية عيد الأسابيع، 2016، أرشيف دانتشو أرنون، المكتبة الوطنية

 

عيد الأسابيع، 2016، أرشيف دانتشو أرنون، المكتبة الوطنية
عيد الأسابيع، 2016، أرشيف دانتشو أرنون، المكتبة الوطنية

للمزيد حول الأعياد اليهودية باللغة العربية في مجموعات المكتبة الوطنية.

وكما يظهر في الصور السابقة وبعض الصور التالية أنّ السامريين يتميّزون بلباسهم التقليدي وتحديدًا في أيام السبت والأعياد الدينية؛ إذ يلبس الصغار والكبار الجبات والطرابيش ذات اللون الأحمر.

 أطفال في داخل عريشة في عيد العُرُش، 2007، أرشيف دانتشو أرنون، المكتبة الوطنية
أطفال في داخل عريشة في عيد العُرُش، 2007، أرشيف دانتشو أرنون، المكتبة الوطنية

أمّا طقوس الزفاف والأفراح لدي السامريين، فهي شبيهة إلى حدًّ كبير للطقوس الشعبية التقليدية في مدينة نابلس، والتي تبدأ من الخطبة والتي يجتمع فيها الرجال بانفراد عن النساءـ والتي يظهر بعضها في حفل الحنّاء العربي، أو كما اجتماع عقد القران لدى المسلمين…

حفل خطوبة لأحد أبناء الطائفة، سنوات الثمانينيّات، أرشيف دانتشو أرنون، المكتبة الوطنية.
حفل خطوبة لأحد أبناء الطائفة، سنوات الثمانينيّات، أرشيف دانتشو أرنون، المكتبة الوطنية.

 

حفل حناء لدى الطائفة السامرية، 2018، أرشيف دانتشو أرنون، المكتبة الوطنية
حفل حناء لدى الطائفة السامرية، 2018، أرشيف دانتشو أرنون، المكتبة الوطنية

 

 

حفل سهرة الشباب للطائفة السامرية، 2018، أرشيف دانتشو أرنون، المكتبة الوطنية
حفل سهرة الشباب للطائفة السامرية، 2018، أرشيف دانتشو أرنون، المكتبة الوطنية

اقرأ/ي أيضًا: هاتوا هالحنا هاتوا…صور طقوس العرس الفلسطيني

والطائفة السامرية تلتزم بختان الذكور في اليوم الثامن وفقًا للشريعة اليهودية واتباعًا لأوامر النبي إبراهيم، ويكون الختان كحفل تقيمه العائلة ويجتمع فيه الناس للمباركة.

حفل ختان لأحد أبناء الطائفة السامرية، 2018، أرشيف دانتشو أرنون، المكتبة الوطنية.
حفل ختان لأحد أبناء الطائفة السامرية، 2018، أرشيف دانتشو أرنون، المكتبة الوطنية.

ونختم المقال بصورة اجتماعية في مناسبة دينية محضة وهي مولد النبي موسى، وعلى الرغم منّ أنّ المناسبة دينية إلا الصورة – وصور أخرى في ذات الألبوم – تظهر تجمّع لعدد من الرجال وكأنها مناسبة اجتماعية أو حفل عائلي.

مولد النبي موسى، سنوات الثمانينيّات، أرشيف دانتشو أرنون، المكتبة الوطنية.
مولد النبي موسى، سنوات الثمانينيّات، أرشيف دانتشو أرنون، المكتبة الوطنية.

 

تعرّفوا على كاكال، أو بالعربيّة، “رأس المال الدائم للأمة الإسرائيليّة”

"إنّ الأرض هي الدعامة الأساسية لحياة كل شعب من الشعوب. وخصوصا شعبنا الوحيد في جميع أنحاء العالم. وإنّ الإسرائيلي الغيور يحترم كيرن كييمت لأنها توجد الأموال العقاريّة للأمّة، تلك الأموال الّتي لا يهدّدها فناء أو ضياع" تعرّفوا على إنجازات كيرن كييمت ودعايتها العربيّة-اليهوديّة عام 1924.

طفلة تتبرّع للعلبة الزّرقاء في روضة الأطفال العبريّة في كازابلانكا، المغرب، 1954-1956، ارشيف ياد بن تسفي

طفلة تتبرّع للعلبة الزّرقاء في روضة الأطفال العبريّة في كازابلانكا، المغرب، 1954-1956، ارشيف ياد بن تسفي

تأسس صندوق “كاكال” وهو الصّندوق القومي اليهودي عام 1905، وكان الهدف الأساسي منه في البداية هو جمع الأموال وشراء الأراضي باسم الشّعب اليهودي في فلسطين العثمانيّة، ولذلك كان هذا الصّندوق من أهمّ الأذرع التّنفيذيّة للحركة الصّهيونيّة منذ نشأته وإلى اليوم.

تُعرف منظّمة كيرن كييمت (كاكال) اليوم بالعربيّة تحت مسمّى “الصّندوق القومي اليهودي”، إلّا أنّ إحدى الترجمات المبكّرة وربّما الأولى من نوعها لاسم المنظّمة للعربيّة هو “رأس المال الدائم للأمّة الإسرائيليّة”. لاحقًا عُرفت تسميات أخرى كـ “المال الدّائم لإسرائيل” وكذلك “الصندوق الدائم لإسرائيل”. سنأخذكم من خلال معاينة نشرة مطبوعة موجودة في مجموعة النّوادر في المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة في رحلة للتّعرف على نشأة هذه المنظّمة التّي بلغ عمرها اليوم أكثر من 120 عام. وللمرّة الأولى، سيكون هذا التّعارف مباشر وبدون أي وسيط، إذ نطقت المنظّمة الصّهيونيّة في هذه النّشرة باللغة العربيّة-اليهوديّة، وهي لغة عربيّة فصيحة لكنها تكتب بحروف عبريّة.

إحدى التّسميات المبكّرة للصندوق: الصندوق القومي اليهودي – صندوق فلسطين
إحدى التّسميات المبكّرة للصندوق: الصندوق القومي اليهودي – صندوق فلسطين


منشورات كاكال الدّعائيّة

قامت كيرن كييمت باستخدام جميع الوسائل الإعلاميّة من أجل الانتشار وبثّ الدّعاية في عقودها الأولى، واستخذمت تكتيكات عديدة منها المنشورات والتّصميمات الإبداعيّة والحصّالة الزّرقاء الّتي حملت اسم الصّندوق وانتشرت في جميع أنحاء وجود اليهود في العالم والطّوابع البريديّة وغيرها. هدفت هذه الحملة بالأساس لجمع التّبرّعات للصندوق من أجل شراء الأراضي، لكنّها استهدفت كذلك الوعي القومي الجمعي وتعزيز الانتماء للصّهيونيّة والاهتمام بضمان الأرض، الركيزة الأساسيّة لبناء الوطن. ولذلك، نشرت كاكال ملصقاتها ودوريّاتها في لغات عديدة لمخاطبة المجتمعات اليهوديّة المتفرّقة بلغاتهم المحلّية. توجد في المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة منشورات لكاكال بأكثر من 25 لغة. منها العبريّة والإنكليزيّة والألمانيّة والفرنسيّة والعربيّة-اليهوديّة وحتّى بالفارسيّة-اليهوديّة. وهذا يدلّ على مدى قوّة انتشار الصّندوق وقدرته للوصول إلى مختلف المجتمعات اليهوديّة حول العالم.

منشور كاكال بالألمانية - ثلاثون عامًا بالعمل في ومن أجل فلسطين
منشور كاكال بالألمانية – ثلاثون عامًا بالعمل في ومن أجل فلسطين

 

في هذا السّياق الدّعائي والحماسة من العقود الأولى لعمل الصّندوق من أجل الوصول إلى مختلف يهود العالم، نجد نشرة مميّزة من مجموعة النّوادر في المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة بعنوان “كيرن كييمت ليسرائيل: الرأس المال الدائم للأمّة الإسرائيليّة”. تأخذنا هذه النّشرة إلى مطبعة الصّحافي اليهودي نيسيم مالول في القدس عام 1924 حيث طبعت معظم المنشورات والنّشرات الّتي عني بها اليهود من قراء العربيّة-اليهوديّة في البلاد. تعرّفنا هذه النشرة في 17 صفحة على خطاب المنظّمة وإنجازاتها في ذلك الوقت من جهة، وعلى العربيّة-اليهوديّة الدّارجة حينها من جهة ثانية، وعلى طريقة وأسلوب كاكال باجتذاب اليهود ذوي الأصول العربيّة من جهة ثالثة، ممّا يجعل هذه النّشرة مميّزة على عدّة أصعدة.

نشرة كيرن كييمت ليسرائيل: الرأس المال الدائم للأمّة الإسرائيليّة لنيسيم مالول
نشرة كيرن كييمت ليسرائيل: الرأس المال الدائم للأمّة الإسرائيليّة لنيسيم مالول

تظهر على الصّفحة الأولى من النّشرة صورة هيرمان شابيرا المبادر لإنشاء الصّندوق القومي اليهودي الّذي تأسس رسميًا عام 1905، وتعرّف عنه بأنّه “صاحب مشروع كيرن كييمت ليسرائيل”. ومن ثمّ تستهلّ النّشرة الحديث عن المشروع من خلال مقدّمة حول أهمّية الأرض لكلّ شعب. إذ تقول “إنّ الأرض هي الدعامة الأساسية لحياة كل شعب من الشعوب. وخصوصا شعبنا الوحيد في جميع أنحاء العالم. ولذلك فمن كان أمر أرض إسرائيل يهمّه، فهو يتشوّق لمعرفة مساحة الأرض الّتي ملكها الشعب الإسرائيلي في هذه البلاد، وخصوصا كيرن كييمت ليسرائيل، وهي من أكبر الدوائر الإسرائيليّة صاحبة الأراضي بعد البارون روتشيلد”، وهنا نرى أنّ النّشرة كتبت خصيصًا لجمهور هدف محدّد، جمهور يعرف من هو البارون روتشيلد، وهم اليهود من قرّاء العربيّة اليهوديّة في البلاد في ذلك الوقت.

من نشرة كيرن كييمت ليسرائيل: الرأس المال الدائم للأمّة الإسرائيليّة لنيسيم مالول
من نشرة كيرن كييمت ليسرائيل: الرأس المال الدائم للأمّة الإسرائيليّة لنيسيم مالول

سياسة كاكال العقاريّة

إذًا فمن المقدّمة نفهم أنّ الهدف الأساسي من النّشرة هو التّعريف بمساحة الأراضي الّتي ملكتها كيرن كييمت حتّى عام طباعتها وهو العام 1924. ولذلك، فهي من الشّواهد الأساسيّة على حيثيّات المهمّة الأولى في تاريخ هذا الصّندوق، وهي شراء الأراضي وكلّ ما يدور حول هذه المهمة من إمكانيّات دعم وتعزيز الاستيطان اليهودي.

إذ تخبرنا النّشرة عن مواقع ومساحات الأراضي الّتي ملكتها المنظّمة في ذلك الوقت “هذا الّذي تمّ حتّى الآن ما هو إلّا ابتداء فقط، لأنّ مساحة الأرض الّتي تحت الانتداب الإنجليزي هي 195،00،000 دونم. (تضمّ هذه المساحة الأردن اليوم) أمّا الّتي يملكها اليهود وخصوصا اراضي كيرن كييمت فتبلغ 800،000 دونم، يعني 4 في المئة من مجموع مساحة الانتداب الإنجليزي” وفي موضع آخر تحت عنوان “الموقع الجغرافي” تحدّد النّشرة مواقع هذه الاأراضي فتقول “أراضي كيرن كييمت تمتدّ في جميع أرض إسرائيل في البلاد وفي الكفاريم (القرى)، وأهم مراكزها موجودة في مرج ابن عامر “عيمك يزراعيل” هذا المرج المشهور منذ القدم بخصبه وببركته وبجودة أرضه، في يد كيرن كييمت منه نحو 110،000 دونم تمتد من حيفا إلى سهل الياردين (الاردن) عيمك يزراعيل كان منذ القدم مفترق الطرق المهمة عند شعوب غرب آسيا وشعوب شمال أفريقيا: ومما يستحق الذكر هنا أن نقطة المواصلات هذه موجودة اليوم في يد كيرن كييمت وفيها كثير من المستعمرات اليهودية الجديدة، التي ننتظر أن يكون لها مستقبل حسن جدًا”.

خارطة للأراضي التي ملكتها كاكال في منطقة مرج ابن عامر في سنوات الثلاثينيّات.
خارطة للأراضي التي ملكتها كاكال في منطقة مرج ابن عامر في سنوات الثلاثينيّات.

 

تقول لنا النّشرة عن أهداف كيرن كييمت الواضحة في ذلك الوقت التّالي: “إنّ المقصد الأصلي للسياسة العقاريّة الصهيونيّة هو نقل الأراضي الّتي يعمر فيها العمران الإسرائيلي إلى ملكيّة الشعب اليهودي…مقاصد كيرن كييمت هي: 1. امتلاك الأراضي في أرض إسرائيل بما يتبرّع به الشعب لتكون ملك للشعب. 2. تحكير (احتكار) الأراضي للاستغلال والبناء بصورة وراثية من الأب إلى الإبن إلى ولده. 3. مساعدة الذي يشتغل بنفسه في تلك الأراضي وليس له مال ليكون من أصحاب العقار. 4. تأمين وضمان الشّغل لليهود.5. ملاحظة كيفيّة خدمة الأرض. 6. منع المضاربات في تمن الأراضي.”

وبالفعل، تقوم النّشرة بتفصيل جميع إنجازات كيرن كييمت حتّى ذلك الوقت في كلّ ما يخصّ هذه المقاصد السّتة تحت عناوين مختلفة:  تحسين الأرض، تجفيف المستنقعات، تموين الأمّة، إنشاء الطرق، غرس الأشجار، التعمير، المستعمرات، سلفيّات (قروض). وهي إنجازات تبدو غزيرة جدًا في عشرين عام، فكيف تمكّنت كيرن كييمت من القيام بها؟


الغاية من النّشرة

تكشف هذه النشرة عن التفاصيل التي اعتمدت عليها كيرن كييمت بجمع أموال اليهود. إذ من خلال بناء تكتيكات معتمدة وواسعة الانتشار وشديدة التّنظيم والدّقة، وبالاعتماد على العاطفة الدّينيّة والقوميّة في خطابها، قامت المنظّمة بحشد كل يهودي لخدمتها كأنّه متطوّع فيها. وتعتبر النّشرات من هذا النّوع إحدى وسائل تحقيق هذه الغاية، إذ تقوم النشرة بعرض إنجازات الصّندوق والاستفاضة حول أهمّيتها، ومن ثمّ تعرض قائمة من الواجبات الّتي على كل يهودي جيّد القيام بها لدعم هذا الصّندوق: “إنّ الإسرائيلي الغيور يحترم كيرن كييمت لأنها توجد الأموال العقاريّة للأمّة، تلك الأموال الّتي لا يهدّدها فناء أو ضياع، إنّ الإسرائيلي المستمسك بأصول دينه يجد فيها انها تعمل أكبر متسفات توراتينو هكدوشا (اكبر فروض توراتنا المقدسة)”.

طفلة تتبرّع للعلبة الزّرقاء في روضة الأطفال العبريّة في كازابلانكا، المغرب، 1954-1956، ارشيف ياد بن تسفي
طفلة تتبرّع للعلبة الزّرقاء في روضة الأطفال العبريّة في كازابلانكا، المغرب، 1954-1956، ارشيف ياد بن تسفي

 

تفصّل النّشرة للقراء كيفيّة المساهمة لهذا الفرض الدّيني والقومي من خلال أساليب محدّدة تحت عنوان “واجبات كل يهودي لكيرن كييمت ليسرائيل”، وهي أطر قام القائمون على الصّندوق بابتكارها خصيصا ومنها “الحصالة الزرقاء” الشهيرة التي انتشرت في كل بيت، والّتي تؤكّد النّشرة على حضور مندوب كيرن كييمت كلّ ثلاثة أشهر أو كلّ ستة أشهر على الأكثر لكل مدينة وقرية لتفريغها، وإذا لم يحضر في ميعاده أو امتلأت الحصّالة قبل ذلك فيمكن مخابرته. وهناك الكتاب الذّهبي الّذي يتم به تكريم من يقدّم خدمات كبيرة ومشرّفة للصندوق، فمن يريد أن يكتب اسمه في كتاب الذّهب مثلًا يكلّفه ذلك 20 ليرة إنجليزيّة أو مئة دولار، أمّا شراء دونم الأرض فيكلّف 5 ليرات إنجليزيّة أو 20 دولار، أما غرس بستان فيه مائة شجرة فيكلف 6 شلن.

منشور لجمع التبرّع بالاشجار
منشور لجمع التبرّع بالاشجار

تذكّر النشرة جمهور القرّاء بأن تكون مساعدة كيرن كييمت عادة من عادات إحياء المناسبات العائليّة والاجتماعيّة السّعيدة منها أو الحزينة، وتعد بشهادة جميلة سيحصل عليها كلّ من يصل لتقييد اسمه في الكتاب الذّهبي، وكل من يساعد في غرس الأشجار.

منشور لجمع التبرعات للعلبة الزرقاء – لمن هذه الأموال؟ لفلسطين
 منشور لجمع التبرعات للعلبة الزرقاء – لمن هذه الأموال؟ لفلسطين

للختام، من خلال التعرّف على رؤية كيرن كييمت ووظيفتها وطريقة تسويقها لنفسها في هذه النّشرة، نرى أنّها استخدمت المحورين الدّيني والقومي لاجتذاب اهتمام اليهود، وفي هذه النّشرة تحديدًا، نرى اهتمامًا واضحًا بالمسائل الّتي تهمّ جمهور الهدف من اليهود الّذين يتحدّثون العربيّة ويقرأونها، فنرى النّشرة تتطرّق إلى يهود اليمن دونًا عن غيرهم مثلًا، وتذكر الخدمات الّتي قدّمتها كيرن كييمت للمهاجرين من البلاد العربيّة.

تُظهر هذه النّشرة مدى اهتمام المنظّمة بدقّة المعلومات الّتي تقدّمها وبملائمة خطابها لجمهور الهدف، وتظهر تفاصيل الحالة الاجتماعيّة الّتي ساهمت المنظّمة في بنائها وتغذّت عليها.

 

التّصوير السّياحي في مصر القرن التّاسع عشر والأخوان زانجاكي في بورسعيد

في منشور الأخوان زانجاكي الذي نتناوله في هذا المقال نرى ميّزات عديدة تعرّفنا على الذّوق الفنّي والاهتمام السّياحي بقناة السّويس في القرن التاسع عشر.

مدخل قناة السّويس ومقرّ الشركة العالمية لقناة السويس البحرية، تصوير الأخوان زانجاكي، مجموعة عائلة لينكن.

مدخل قناة السّويس ومقرّ الشركة العالمية لقناة السويس البحرية، تصوير الأخوان زانجاكي، مجموعة عائلة لينكن.

 من منا لم يسمع عن الاحتفال المهيب الذي أقامه الخديوي اسماعيل لافتتاح قناة السويس في السادس عشر من نوفمبر عام 1869؟ فبعد أكثر من عشر سنوات على مباشرة العمل على حفر القناة افتتحت الشركة العالمية لقناة السويس البحرية مشروعًا ضخمًا لم يشهد مثله البشر من قبل، وكان من اللائق أن يكون الاحتفال على درجة من الفخامة لا تقلّ عن فخامة المشروع. فكيف بثّت دعاية هذا الحفل وكيف روّج له؟

اقرأ/ي أيضًا: قناة السويس: استعادة الشرق هدية الغرب

تواجدت العائلات المصرية على ضفاف القناة على امتدادها ترحيبًا بالسفن الّتي عبرتها للمرة الأولى واحتفالًا بافتتاح القناة بإشارة من الحكومة المصريّة، وحضر إلى مدينة بور سعيد ألوف مؤلّفة من المصريين لمشاهدة الحفل، بالإضافة إلى آلاف الضيوف المدعويين من رؤساء دول وسياسيين وفنانين وشخصيات كبرى من حول العالم تمّت رعايتهم من قبل مئات الطهاة وآلاف الخدام واستقبلوا على سجاجيد فاخرة ومنصات خشبية مكسوة بالحرير والديباج والأعلام والمظلّات البهيّة. واشترك في هذا الحفل كلّ من علماء الدين المصريين وجيشها ورجال دولتها وأهلها.

رافق هذا الحفل المهيب مطبوعات ومنشورات مصممة خصيصًا ما زال الكشف عنها يعبّر عن الحالة الاجتماعية الفريدة والمتنوّعة في مصر في تلك الحقبة. من بين هذه المنشورات خارطة قام بتصميمها ونشرها الأخوان زانجاكي اليونانيان والمقيمان في بور سعيد في تلك الفترة.

خارطة قناة السويس البحرية"، القرن التاسع عشر، مجموعة عائلة لينكن.
خارطة قناة السويس البحرية”، القرن التاسع عشر، مجموعة عائلة لينكن.

 

ليس لدينا الكثير من المعلومات حول هذه الخارطة وتصميمها ولا نعرف في أي عام نُشرت بالضبط. لكن من تفاصيل هذا المنشور وبالمقارنة مع تصميمات شبيهة خرجت في تلك الفترة يمكننا التعرف على السياق العام الّذي أنتجت به. فمن هما الأخوان زانجاكي؟ وما المشاهد المحيطة للخريجة ومن الشخصيات التي تظهر عليها صورتهم؟

الاخوان زانجاكي مصوّران يونانيان يكتنفهما الغموض إذ ليس هناك معلومات مؤكّدة حول جذورهما أو حول أسماءهما حتّى. ولكن من المؤكّد أنهما عاشا في مصر العثمانية ما بين ستّينيّات وتسعينيّات القرن التّاسع عشر وخلّفا صورًا مذهلة عن مصر في تلك الفترة.

ارتبط اسمهما بالمصوّر الرّسمي لتوثيق العمل على قناة السويس الفرنسي إيبوليت أرنو صاحب “ألبوم قناة السويس” الّذي وثّق عشر سنين حفر القناة. ويبدو أن الإخوة زانجاكي كانا مساعدين أو مرافقين له في العل على هذا الألبوم إلى جانب عملهما الخاص، حيث كانا ينتجان الصّور التذكارية لبيعها لسيّاح مصر حيث امتلكا ستديو خاص في بور سعيد وآخر في القاهرة.

مدخل قناة السويس في بورسعيد، تصوير الأخوان زانجاكي، مجموعة عائلة لينكلن
مدخل قناة السويس في بورسعيد، تصوير الأخوان زانجاكي، مجموعة عائلة لينكن

 

مجرى مائي والعاملين حوله من ورشات العمل في قناة السويس، الاخوان زانجاكي، مجموعة عائلة لينكن
مجرى مائي والعاملين حوله من ورشات العمل في قناة السويس، الاخوان زانجاكي، مجموعة عائلة لينكن

 

خلال سنوات مكوثهما في مصر، قام الاخوان زانجاكي بتوثيق معالم مصر الشهيرة على امتداد النيل برفقة عربة حصان مزوّدة بغرفة مظلمة للتصوير، وقاما بتوثيق بعض المشاهد من قناة السويس وبتوثيق حياة المصريين اليوميّة وتقاليدهم وأعمالهم.

في الصّورة التي نتناولها عن قناة السويس نرى ميّزات عديدة: تتربّع خارطة القناة بشكل أفقي على مركز التصميم، يعلوها صور شخصيّة لمحمد علي باشا وولديه الّذين تمّ افتتاح العمل على قناة السّويس واختتامه في عهديهما الخديوي سعيد والخديوي اسماعيل. ثمّ على الهامشين العلوي والسّفلي نرى نوعين من الصّور، صور لمشاهد من قناة السّويس على امتدادها، على ما يبدو قام الأخوان بالتقاطها وإلّا لما كان من القانونيّ نشرها على تصميمهم الخاص، وصور لشخصيّات بعضها معروف وذات أهميّة في تاريخ إقامة القناة. ففي أعلى الصورة نرى على طرفيها من اليمين صورة السلطان العثماني عبد العزيز الأوّل (1830-1876) وعلى يسارها السياسي الفرنسي فرديناند ديلسبس  (1805-1894) صاحب فكرة القناة والمبادر الأوّل لها.

ليست هذه الخارطة بتصميمها الأولى من نوعها في تلك الفترة، فعلى سبيل المثال، في إحدى دعوات حفل الافتتاح المهيب والمحفوظة نسخة عنها لدى جمعية إحياء ذكري ديلسيبس وقناة السويس، تظهر خارطة لامتداد القناة وحولها صور شخصيّة لملوك ورؤساء دول العالمين الّذين سيحضرون الحفل.

وفي منشور آخر للمصوّر الفرنسي أرنو الّذي عملا معه الأخوان زانجاكي، تظهر خارطة لامتداد القناة بالعرض وحولها كذلك صور لمشاهد من مناطق مختلفة على ضفاف القناة وصور لشخصيات في تصميم يكاد يكون مطابق لخارطة الأخوان زانجاكي في مجموعة عائلة لينكن.

فعلى ما يبدو كان هذا التّصميم متداول في المنشورات والدّعوات المتعلّقة بالحفل أو حتّى المعروضة للبيع في التجارة السّياحيّة كنوع من التّعريف بالقناة وتبجيل القائمين عليها. ولكن ما يميّز تصميم الأخوان زانجاكي هو وجود شخصيات نسائيّة أكثر عدًدا من الشخصيات الرجالية من الرؤساء والسّياسيين، إلّا أن هويّة هؤلاء النّسوة وارتباطهنّ بقناة السويس يحتاج للمزيد من البحث والتّقصي.

ولكنّ الأرجح، أنّ النّساء السّبع المرفقة صورهنّ في التّصميم، بالإضافة إلى الرّجلين على الجانب السّفلي من التّصميم، هم أشخاص مغمورين ومحلّيين، قام الأخوة زانجاكي بتصويرهم خلال رحلتهم الشّهيرة على امتداد النّيل أو في الاستديو الخاص بهم، وقاموا بارفاق صورهم بألبستهم التّقليديّة والمتنوّعة إلى التّصميم كنوع من لفت الانتباه إلى ثقافة المنطقة الغريبة والأخّاذة بالنّسبة للسائحين الفرنسيين والبريطانييّن في ذلك الوقت. ومما يؤكّد على هذا الاحتمال هو عدم ورود أسماء لهم تحت صورهم مقارنة بصور الشّخصيات الهامّة والشّهيرة، بالإضافة إلى غلبة صور النّساء، وهو اهتمام شائع لدي المصّورين الأوروبيين في مصر وبلاد الشام في تلك الفترة. كما أنّ هذا التفسير يتماشى مع عرض التّصميم لصور مشاهد طبيعيّة من مصر، وكأنما التّصميم جاء ليحتفل بمشروع القناة وبمصر كلّها.

اقرأ/ي أيضًا: الحياة والأزياء التقليدية في مسيرة خليل رعد

 

من الجدير بالذّكر أن الأخوان زانجاكي قاما بزيارة البلاد أيضًا وخلّفا صورًا عديدة من هذه الزّيارة يمكنكم مشاهدتها هنا.

سوق يافا القرن ال 19، تصوير الأخوان زانجاكي، مجموعة عائلة لينكن.
سوق يافا القرن ال 19، تصوير الأخوان زانجاكي، مجموعة عائلة لينكن.