كيف ساهم الدّروز في منع تهجير بعض القرى في الجليل؟

كيف ساهم وجهاء الطائفة الدرزية في البلاد بمنع تهجير قرًى كاملة في الجليل من خلال اتفاقيات سريّة اُبرِمت بين الأعوام 1939-1948؟

موشيه ديان في جنازة ضابط درزي في دالية الكرمل، 1969، أرشيف دان هداني.

موشيه ديان في جنازة ضابط درزي في دالية الكرمل، 1969، أرشيف دان هداني.

عند قراءة تاريخ منطقة الجليل، يصطدم القارئ بقصص كثيرة الّتي تثير الأسئلة حول بقاء العديد من القرى وعدم تهجيرها بعد حرب عام 1948. إن تدّخل وجهاء الطائفة الدرزية للوساطة أمام قوات الجيش الإسرائيلي ساهمت بشكلٍ كبير في الحفاظ على قرى الجليل من التهجير.

اختلف واقع القرى في الجليل خلال ذلك الوقت عن واقع مدن الساحل يافا وحيفا وما حولهما من مدنٍ مركزية كاللد والرملة والقدس، فقد افتقر الناس إلى أبسط المقوّمات العسكرية للدفاع عن أنفسهم من أجل البقاء في أراضيهم واعتمدوا اعتمادًا تامًا على جيش الإنقاذ العربي، لذلك عند وصول الجيش الإسرائيلي إلى أيٍ من هذه القرى، اُستخدم مصطلح “سقوط القرية” لأنها كانت تُحتل وتُهجّر دون مقاومة حقيقيّة.

طالع/ي: مدن تاريخية مصوّرة في موقع المكتبة الوطنية

خلال هذا المقال نستعرض كيف تمكّن وجهاء الطائفة الدرزية من خلال اتفاقهم مع الحكومة والجيش الإسرائيليين من ضمان بقاء قُراهم دون تهجير، وكيف استغلوا هذه العلاقات لبقاء بعض القرى والمدن العربية في الجليل دون تهجير أو مجازر كبرى كالّتي حدثت في مناطق أخرى في البلاد.

الاتفاق بين الدروز والحركة الصهوينية

بحسب المصادر التاريخية المختلفة، فإنّ التواصل بين الحركة الصهوينية وبعض وجهاء الطائفة الدرزية بدأ قبل قيام دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية بسنوات، وذلك بحكم الجيرة وامتلاك أراضٍ زراعية متجاورة في منطقة حيفا، حيث نشأت علاقة بين عائلة أبو ركن وبعض المزارعين اليهود في كيبوتس الياجور، ممّا مهّد الطريق لتعاون بين بعض أفراد العائلة والمستوطنين اليهود.

استغلّت ابتداءً من سنوات العشرين من القرن الماضي الخلافات الّتي كانت تنشب في بعض الأحيان بين الطوائف المختلفة مع الدروز، فكانوا يتدخلون لصالح الدروز وحمايتهم من أجل جذبهم لناحيتهم في الحرب المتوقعة. نجحت الحركة في ضم جزء من وجهاء الطائفة الدرزية من خلال مدّهم بالدعم المادي والعسكري والمعنوي ضد المسلمين والمسيحيين.

إحدى الحوادث المشهورة الّتي أدّت إلى تعميق النزاع بين المسلمين والدروز كانت حادثة إصابة عشر دروز في نزاع دار في مدينة شفاعمرو، خلفيّته أن المسؤول عن أراضي شفاعمرو صالح أفندي محمد الشبل من المكر قُتل في شفاعمرو واتهم الدروز بقتله. فدخلت الحركة الصهيونية النزاع لمساعدة الدروز، لكنها لم تحصل على تعاون حقيقي من قبل الطائفة حتى قدوم عام 1939 عندما قُتل الشيخ حسن خنيفس على يد الثّوار عن طريق الخطأ.

ويذكر المؤرخ قيس ماضي فرّو في كتابه “دروز في زمن الغفلة” بإن لقاءً جرى بين ضباط الجيش الإسرائيلي وزعماء من الدروز في مدينة شفاعمرو قبيل احتلالها، وتم الاتفاق على تسليم المدينة معهم، من خلال القيام بمعركة وهمية في حارة الدروز، وبالمقابل قصف حارة المسلمين. هذه الخطة ساهمت بشكلٍ كبير في تسليم المدينة وسقوطها، وتذكر الأدبيات الإسرائيلية ذلك، بأنه لولا مساعدة الدروز لما سقطت شفاعمرو بهذه السهولة.

عملت الحكومة الإسرائيلية منذ تأسيس الدولة على دب الخلاف بين الدروز وبقية الطوائف في البلاد، كما استغلت وصولها لبعض الزعماء والوجهاء الدروز لتقوية العلاقة مع الطائفة، يغرونهم تارةً بالمال وتارةً بالحماية من التنكيل والقتل والتهجير كغيرهم من جيرانهم المسلمين والمسيحيين. لم يتوقف الأمر على الدروز في البلاد، فقد استقطبت الاستخبارات الإسرائيلية بعض الوجهاء الدروز من سورية، واستقروا في البلاد بعد قيام الدولة.

اقرأ/ي أيضًا: الشيخ أمين طريف: رجل حمل همّ توحيد الطائفة الدرزية

وكان لتأسيس فرقة “وحدة الأقليات” في الجيش الإسرائيلي خط اللاعودة بالنسبة للدروز، فقد كانت الدليل على العلاقات المتينة الّتي جمعت بعض وجهاء الطائفة خلال الحرب، الدروز الّذين كانوا من أوائل من حمل البندقية في وجه الاستعمار البريطاني في فلسطين وبدايات الاستيطان اليهودي في فلسطين الانتدابية أيضًا، لكنهم اختاروا لاحقًا الوقوف في صف المنتصر في الحرب من أجل المحافظة على بقاءهم في بلادهم.

اقرأ/ي أيضًا: دالية الكرمل – من تمرّد جبل لبنان حتّى حلف الدّم مع إسرائيل

التدخل لحماية بعض القرى المسلمة والمسيحية

خلال أيام الحرب في شهر تموز 1948، اجتاحت قوات الجيش الإسرائيلي منطقة الجليل لتنفيذ الخطة بإفراغ القرى من أهلها، لكن في ذات الشهر وعند دخول الجيش إلى مدينة شفاعمرو في أيام المعارك العشرة في الجليل، ساهم الدروز في تسليم المدينة دون أن يقتلع سكّانها منها وجرى الشيء ذاته في وقراها المجاورة. فقد نفّذ الدروز الاتفاق السّري الّذي عُقد سابقًا بين ضباط الجيش الإسرائيلي وبعض القيادات الدرزية بعد معركة الهوشة والكساير، وبناءً على هذا الاتفاق الّذي نصّ على انسحاب الدروز من القتال ضد اليهود، عاد محاربو فوج العرب في معظمهم إلى بيوتهم في سوريا ولبنان، بينما انضم العشرات منهم إلى الجانب الإسرائيلي في الحرب.

وفي قرية يركا، كان هناك دور كبير لعائلة معدي الدرزية في مساعدة أهالي القرى المجاورة على عقد اتفاقيات تسليم واستسلام، وكانت كفر ياسيف واحدة من تلك القرى الّتي تم تسليمها بعد تدخل وجهاء العائلة اليركاوية، إذ بينما هُجِّرت معظم قرى ساحل عكا بعد احتلالها في أيار، فإنّ القرى الدرزية القريبة وبعض القرى المختلطة حولها ظلّت على حالها.

وقد استغل يني يني رئيس مجلس كفر ياسيف علاقات جيرانه الدروز في يركا باليهود لإنقاذ أهالي قريته من الاقتلاع والتهجير، ووقّع اتفاقًا معهم عن طريق حاييم أورباخ من نهاريا المجاورة في 10 تموز.

وفي مجد الكروم، يذكر أنه في يوم الجمعة الموافق 29 تشرين الأول 1948، انسحبت قوات جيش الإنقاذ من القرية، ونصحت الأهالي بمحاولة التوصل إلى اتفاق مع الجيش الإسرائيلي يقتضي بتسليم القرية دون خوض معارك حفاظًا على حياتهم وبيوتهم، وفي الليلة نفسها الّتي انسحبت فيها الفرقة من مجد الكروم، توجه وجهاء من القرية إلى عائلة معدي في قرية يركا المجاورة، طالبين منهم مساعدتهم في إبرام اتفاق مع قيادات الجيش لضمان سلامة القرية وأهلها.

ومن هناك تم الاتصال بحاييم أورباخ ضابط الاستخبارات في الجليل الغربي، ورتبوا للقاء معه في قرية البروة، وخلال هذا الاجتماع تم التوصل إلى اتفاق لتسليم قرية مجد الكروم وبعض القرى المجاورة في الشاغور. وفي اليوم التالي، دخلت الفرقة رقم 123 من الجيش الإسرائيلي إلى القرية واستلَمت السلاح الموجود مع الأهالي ضمن الخطة المتفق عليها مع الوجهاء الدروز.

على الرغم من الاتفاق مع الجيش الإسرائيلي للحفاظ على سلامة الناس في قرى الشاغور، إلا أن إحدى الفرق العسكرية أعدمت شابين من كل قرية (مجد الكروم، البعنة، دير الأسد، نحف) على مرأى من السكان، وطلبت من البقية المغادرة إلى لبنان لئلا يكون مصيرهم مثل الّذي اُعدموا.

وفي قرية الرامة، قام الجيش الإسرائيلي بترحيل المسيحيين فقط من القرية، حيث ذكر في بعض المصادر التاريخية بأن الضابط قال بإن الدروز هم وحدهم لن يهجّروا لأنهم أصدقائهم، وأمر المسيحيين بالتحرك إلى لبنان. عند وصول المهجرين إلى قرية بيت جن الدرزية، توجهوا إلى وجهاء القرية وطلبوا مساعدتهم للبقاء في البلاد. قُبل طلب الوجهاء وعاد جميع المسيحيين إلى الرامة والناصرة، كما أخبروا أقاربهم الّذين هجّروا سابقًا إلى لبنان وعاد معظمهم.

إنّ محاولات طرد السكّان في الشاغور باءت بمعظمها بالفشل، ولم يهجّر من القرى المذكورة إلا القليل، وذلك لعدة أسباب مجتمعة، ربما يكون أبرزها التنوّع الديني للسكّان في المنطقة، وخوف الجيش الإسرائيلي من الاعتداء على من أطلقوا عليهم اسم “الأصدقاء”، فيؤثر ذلك على عملية احتلال الجليل وتطويعه.

 

المصادر:

نكبة وبقاء: حكاية فلسطينيين ظلّوا في حيفا والجليل. عادل مناع، مؤسسة الدراسات الفلسطينية.

دروز في زمن الغفلة: من المحراث الفلسطيني إلى البندقية الإسرائيلية. قيس ماضي فرّو، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2019

العرب الدروز في إسرائيل: مقاربات وقراءات نظرية وسياسية ناقدة. مدى الكرمل، 2018

صناعة الصّابون في فلسطين الانتدابية

خلال هذا المقال نقوم بسرد تاريخي حول أصول صناعة الصابون في العالم، وكيف تصدّرت نابلس الصّناعة في بدايات القرن العشرين.

مصنع صابون في حيفا

مصنع لصناعة الصابون في حيفا، 1906- 1922، أرشيف بن تسفي، المكتبة الوطنية.

اشتهرت مدينة نابلس منذ مئات السنوات بصناعة الصابون، وقد تصدّرت خلال بدايات القرن العشرين بتصدير الصّابون إلى بلاد كثيرة وواسعة خارج فلسطين. على الرغم من أن سوريا قد تصدّرت الصّناعة في الشرق الأدنى خلال سنوات الخلافة الأموية، إلّا أنّ الصّناعة اختفت بعدها لسنوات طويلة، لتعود للظهور في نابلس بحدود بدايات القرن السادس عشر.

لم تكن نابلس وحدها المتصدرة في الصناعة خلال تلك الأعوام، فعلى الرغم من التنافس العالي مع مدينة صقلية الإيطالية وظهور بعض المصانع في فرنسا، فإن ما كان يميّز صناعة الصابون في نابلس هو استخدام زيت الزيتون الصافي، بدون إضافات أخرى غير صحية، على عكس الصناعة في فرنسا وإيطاليا، حيث كانوا يستخدمون زيوت القلي وبعض الزيوت الأخرى غير الموثوقة صحيًّا.

مدينة نابلس التاريخية: صور، خرائط ومقتطفات من الصحف

وفي إحدى المقالات من صحيفة الأخبار، يقول الكاتب بإن الإقبال على شراء الصابونة النابلسية كان كبيرًا في فلسطين وسوريا ومصر والشرق العربي، وبالذات من شركة الزيتون للحاج فوزي باشا النابلسي، والمصنوعة في معمل مصبنة الشاب السيد علي سالم النابلسي العربية، والّتي كانت من أبرز الشركات في سنوات الثلاثينيّات.

صناعة الصابون في نابلس

إن صناعة الصابون في نابلس قديمة، وقد اشتهرت المدينة بمصانعها منذ القِدَم وبجودة الصّابون الّذي تقدّمه إلى العالم وتبيعه في العديد من الأقطار العربية والغربية. وقد بدأت صناعة الصابون في نابلس وبعض الأقطار العربية باستخدام زيت الزيتون والقلي فقط، لكن طرأت بعض التحسينات على الصناعة في نهاية سنوات الثلاثينيّات، حيث بدأ المصنِّعون يضيفون الصودا الكاوية مستبدلين بذلك زيت القلي، حيث تعطي الصابونة لمعانًا وشكلًا مختلفًا، كما تمت إضافة العديد من الروائح العطرية لتغيير رائحة زيت الزيتون الطاغية على التصنيع. كما تغيّر شكل ووزن الصابونة لتتناسب مع انتاج كلّ شركة، حيث يمنع لأي شركة أخرى استخدام الإنتاج الخاص ببقية الشركات.

مصبنة عربية في يافا، 1920 - 1923، بن تسفي.
مصبنة عربية في يافا، 1920 – 1923، بن تسفي.

 

مصنع "شجرة الزيت" في بيتاح تكفا، 1970، أرشيف بيتاح تكفا التاريخي.
مصنع “شجرة الزيت” في بيتاح تكفا، 1970، أرشيف بيتاح تكفا التاريخي.

 

وقد بلغَ عدد معامل ومصابن الصابون في نابلس خلال بداية الأربعينيّات من القرن الماضي، 22 مصنعًا منها الكبيرة وهي ما تسمّى بالمصابن والصغيرة وهي ما تسمّى بالمعامل. وأما عن الفرق بينهما فهو أن المصبنة تحوّل 250 جرة من الزيت بمعدل 6 أرطال للجرة إلى صابون، ويحتاج إلى غليه على النار ثمانية أيام، بينما طبخة الصابون في المعمل تبقى على النار مدة 24 ساعة فقط توضع فيها 60 جرة من الزيت فقط. وعدد العمال في كلّ من القسمين هو: في المصبنة ستة عمال ومسؤول الفريق وهو الّذي يشرف على إدارة العمل من الوجهة الفنية، مراقب حسابات، حارس وخادم. أما العمّال والرئيس فلا يتقاضون راتبًا يوميًا أو شهريًا، بل يتقاضون أجرًا عن كل طبخة وطبخة. أما ساعات العمل فهي 8-10 ساعات في الأيام العادية و8 ساعات في رمضان. وتكون العطلة في العادة يوم الجمعة وفي أيام الأعياد الكبرى؛ الفطر والأضحى وعيد المولد النبوي. ولا تمنح الإجازات إلا في حالاتٍ اضطرارية، ولا تعطى تعويضات للعمال الّذين يصابون خلال العمل. ويتراوح انتاج الصابون في نابلس بين 200-300 طن في السنة حسب جودة زيت الزيتون في تلك السنة.

إنتاج الصابون في نابلس، صحيفة الاقتصاديات العربية: 1 نيسان 1935.
إنتاج الصابون في نابلس، صحيفة الاقتصاديات العربية: 1 نيسان 1935.

لم يُعرَف عن نابلس صناعة أخرى خلال تلك السنوات سوى مصنع واحد للنسيج يخص الشقيقين فتحي وفيصل النابلسي، حيث كان المعمل مجهّزًا بآلات كهربائية ويعمل به 170 عاملًا.

لم تكن نابلس الوحيدة الّتي تصنع الصابون في فلسطين، فقد جاءت خلفها مدينة يافا في تصدّر الصناعة بوجود عشرة مصانع في المدينة، ثم تليهما حيفا بوجود مصنعان. ولعل أبرزهم كان مصنع “شيمن” وهو المصنع الوحيد بين جميع مصانع فلسطين المؤسس والمُجهّز على النظام الحديث. والمصنع الثاني في حيفا مملوك لرجل ألمانيّ، حيث كانت صادرته بأغلبها توّزع في الولايات المتحدة، وقد بدأ عمله منذ نهاية القرن التاسع عشر.

كما كان هناك بعض المعامل في كلّ من اللّد والرملة وتل أبيب، وجميع هذه المصانع كبيرها وصغيرها –باستثناء مصانع حيفا- مبنيّة على الطراز القديم ولم يدخل عليها منذ إنشائها أي تحسين يُذكر.

تأثُّر الصّناعة خلال الحرب العالمية الأولى

مع اعتماد صناعة الصّابون على موسم قطف الزيتون والزيت المستخرج منه، فقد تأثرت صناعة الصّابون خلال الحرب العالمية الأولى، حيث تم استغلال أشجار الزيتون وحطبها لتسيير القاطرات الّتي كانت تحتل البلاد آنذاك. وقد نتج عن ذلك قلة كمية الزيوت الّتي تستخرجها البلاد سنويًا، فاضطر أصحاب المعامل إلى استيراد الزيت من تركيا وسوريا واليونان، وقد أثّر ذلك على صناعة الصابون في فلسطين، حيث تضاءلت الصناعة في تلك الفترة، لكنها سرعان ما تعافت وانتعشت بعد الحرب، حيث عادت زراعة شجر الزيتون تنشط من جديد لتعويض ما تم إتلافه خلال الحرب.

أنشئ المعمل عام 1923 ولكنه لم يبدأ العمل إلا في عام 1925، وقد أنشأته شركة شيمن لتصنيع الزيوت، والّتي اندمجت في شركة ايسترن وأوفيرسيز الإنجليزية. وظلت الشركة منذ إنشائه تكبّر في حجمه وتزيد في مساحته وتضيف إليه المباني حتى أصبح لا يقل حجمًا وجودةً عن مصانع أوروبا، وقد كان الوحيد من هذه النوعية في فلسطين وسوريا. وهو يشتغل في صناعة الصابون والزيوت في آن واحد. أما أنواع الصابون الّتي كان يصنعها فهي كالتالي:

  • صابون من نوع صابون مرسيليا، أصفر وأبيض ويستعمل في صناعته من الزيوت زيت الزيتون وزيت جوز الهند وزيت السمسم
  • صابون من نوع كاستيل؛ ولا يدخل فيه صناعته من الزيوت غير زيت الزيتون النقي، وأكثر ما يستعمل هذا الصابون هو للأطفال وكان يصدّر كثيرًا للخارج.
  • صابون كصابون نابلس الوطني ومصنوع من زيت الزيتون فقط.
  • صابون معطّر للتواليت؛ ويستعمل في صناعته مزيج من زيت الزيتون وزيت جوز الهند.

رحلة في عمق سداسية الأيام الستّة

في هذا المقال نستعرض أدب وسياسة إميل حبيبي، ميوله وحياته من خلال تحليل مبسّط لسداسية الأيام الستة، بعد حرب عام 1967.

جائزة إسرائيل للأدب

لحظة تسلّم إميل حبيبي لجائزة إسرائيل للأدب، 1992، من أرشيف دان هداني، المكتبة الوطنية.

يعتبر كاتب المجموعة القصصية “سداسية الأيام الستّة” إميل حبيبي، واحدًا من أكثر الكتّاب الفلسطينيين جدلًا على المستويات الثقافية والسياسية، السياسيّ والمثقف هو من أوائل الكتّاب الّذين وصفوا حياة الفلسطينيين الّذين ظلّوا في أرضهم بعد حرب عام 1948، فكتب عن حياتهم وطريقة تأقلمهم مع الوضع السياسي – الاجتماعي الجديد، وحقيقة انفصالهم عن البقية من شعبهم وامتدادهم العربي.

خلال هذا المقال نستعرض أدب وسياسة إميل حبيبي، ميوله وحياته من خلال تحليل مبسّط لسداسية الأيام الستة، القصص الّتي ولدت بعد هزيمة الجيوش العربية في حرب عام 1967، أو النكسة كما عُرفت عربيًّا.

طالعوا أيضاً: إميل حبيبي: أديب فلسطيني وسياسي في الكنيست

ولد إميل حبيبي في حيفا عام 1921، وهو ابن لعائلة فلسطينية مسيحية أصلها من مدينة شفاعمرو الّتي تبعد عن حيفا 22 كيلومترًا. أتمّ دراسته الثانوية في حيفا وعكا، ونال شهادة الاجتياز في 1939، ثم عمل في مصانع تكرير البترول في حيفا، ودرس في ذات الفترة الهندسة البترولية بالمراسلة مع جامعة لندن لمدة سنتين.

انضم حبيبي إلى الحزب الشيوعي الفلسطينيّ عام 1941، وهو من بين مؤسسي “رابطة التحرير الوطني” عام 1944 وأحد رؤسائها، في عام 1948 انضم إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي وانتخب عضوًا هامًا في الحزب، ومع الانشقاق الّذي حصل في الحزب عام 1965 كان من بين رؤساء القائمة الشيوعية الجديدة وعضو الديوان السياسي التابع للحزب. عمل محررًا لصحيفة الاتحاد في السنوات بين 1971-1989، وفي عام 1989 استقال من مؤسسات القائمة الشيوعية الجديدة.

شغل عضوية الكنيست الثانية والثالثة والخامسة عن الحزب الشيوعي الإسرائيلي، والكنيست السادسة والسابعة عن القائمة الشيوعية الجديدة، وتوفي في 2 أيار 1996 م بعد أن أوصى بأن يُكتب على قبره “باقٍ في حيفا”.

طالعوا أيضًا: انتخابات إسرائيل في الصور والجرائد ومنشورات الدعايات الانتخابية

 

إميل حبيبي الّذي وافق عصبة التحرر الوطني على قرار التقسيم، صار لاحقًا صوت الّذين بقوا في البلاد وعاشوا الحكم العسكري وحرب عام 1967. وقد كان بشكلٍ أو آخر، واحدًا من أهم الأصوات السياسية الّتي لعبت دورًا كبيرًا في مصير الفلسطينيين الّذين عاشوا تحت الحكم الإسرائيلي.

سداسية الأيام الستة

يرتبط الأدب بالواقع، يحاكي تطوّره والتغييرات الّتي تطرأ عليه بمرور الزمن، وتعتبر القصة القصيرة أحد الأجناس الأدبية الّتي تتمكن من نقل الواقع بصورة مبسطة، سلسة ومباشرة. وقد تجذّرت أعمال إميل حبيبي بالواقع المعاش لدى الفلسطينيين في إسرائيل في سنوات ما بعد حرب حزيران بشكلٍ خاص، حيث اعتمد في القصص الستة الّتي نحكي عنها في المقال على مرجعية الواقع العينيّ المدمج بسردية التاريخي، عبر رصده لذاكرة المكان الفلسطيني ببعديه التاريخيّ والجغرافي.

سداسية الأيام الستة هي عبارة عن ست قصص تحت عناوين: حين سعدَ مسعود بابن عمه، وأخيرًا نوّر اللوز، أم الروبابيكا، العودة، الخرزة الزرقاء وعودة جبينة، الحب في قلبي. وتحكي كلّ قصة منهم بُعدًا سياسيًا واجتماعيًا للواقع الفلسطيني المعاش خلال وبعد حرب عام 1967.

امتاز أسلوب إميل حبيبي الأدبي بدمج ما بين الموروث الشعبي الفلسطيني والأدب، ويبدو هذا الهوس في التداخل بين العالمين من خلال كتاباته جليًا في عناوين قصصه، وفي سداسية الأيام الستة تبدو الإشارة إلى الموروث الشعبي الفلسطينيّ والعربي جلية من خلال استحضار قصة “جبينة” و “الخرزة الزرقاء”، كما أنه اعتمد توظيف العديد من الأبيات الشعرية – الغنائية في النصوص. يظهر هذا التوظيف من خلال بدايات بعض القصص، ففي الاستهلال لقصة “حين سعد مسعود بابن عمه تظهر البداية بأغنية فيروزية:

لماذا نحن يا أبتِ
لماذا نحن أغراب
أليس لنا بهذا الكون
أصحاب وأحباب؟

ولم يأتِ اختيار هذا الاستهلال عبثيًا، فمسعود طفل وحيد دون أعمام أو أخوال أو أبنائهم في قريته الّتي تقع داخل أراضي الحكم الإسرائيلي، بينما أبناء عائلته الآخرين شاءت قسمتهم أن يكونوا في الضفة الغربية والأردن، فظل هو وحيدًا بين الأولاد، لتؤثر عليه هزيمة عام 1967 بشكلٍ مباشر. وفي قصة “أخيرًا نوّر اللوز” يستهل الكاتب أيضًا بأغنية فيروزية:

“بلادي أعدني إليها

ولو زهرةً يا ربيع”

ولا يتوقف الأمر عند هاتين القصتين، فقد استخدم حبيبي الأسلوب ذاته في كافة القصص، ليفتتح به زمنًا كان يحاول ربط الفلسطيني ببُعدهِ العربي والوطني، ومحاولًا إيصال الخيبة الّتي حدثت للناس بعد النكسة من خلال ربطه بواحدٍ من الأصوات الموسيقية الأكثر بروزًا عربيًا، فيروز.

رمزية المكان في أدب إميل حبيبي

يهتم حبيبي في تقلّبات المكان في الأدب عبر تسجيل دقيق وتوثيق للتاريخ الفلسطيني من الداخل وليس من الخارج فقط، إذ يحرص على تسجيل الأزمنة والحروب والتواريخ المهمة في تشكيل الشعب الفلسطينيّ اليوم. ولذلك يعتبر بحسب العديد من الناقدين، الكاتب الّذي يهتم بإقامة نصب تذكارية لمعالم المكان من حوله. كما أنه يمتلك عين رحّالة لا يغادر مكانه، فهو دائم التحديق في تقلّبات المكان.

من خلال جلسة للمطالبة بحقوق الكتّاب العرب في إسرائيل، 1990، أرشيف دان هداني.
من خلال جلسة للمطالبة بحقوق الكتّاب العرب في إسرائيل، 1990، أرشيف دان هداني.

 

يظهر المكان ببعديه التاريخي والجغرافي تدريجيًا في أدب حبيبي، فهو ينقل القارئ إلى تصوّر ذهني وعياني للأمكنة من خلال إشارات وتفاصيل تاريخية وجغرافية محددة معروفة لهذه الأمكنة، فهو يضع إطار القصة من خلال المكان، حيث يستطرد في الحديث عن تاريخ المكان وجغرافيته وساكنيه، حيث تبدو كتابته توثيقًا لتاريخ الانسان الفلسطيني المسلوب من حق توثيق أصله وحكاياته.

يبدو المكان في سداسية الأيام الستة واضحًا للقارئ منذ السطور الأولى، ففي قصة “أخيرًا نوّر اللوز” يدور الحوار بين الصديقين القديمين حول طريق القدس ورام الله وحيفا واللبن الشرقية، ويصف فيها إميل حبيبي أشجار اللوز الّتي تتفتح في ربيع البلاد، ولافتًا النظر إلى التقسيم الّذي عانى منه جيلٌ كامل بعد الفصل بين الأراضي الفلسطينية والناس.

وفي قصة “أم الروبابيكا” يذكر الكاتب أسماء الشوارع في حيفا بشكلٍ عينيّ، شارع الوادي وشارع عباس وسوق الشوام ووادي النسناس والوادي في إشارة لوادي الصليب. وفي قصة “العودة” يذكر حبيبي أماكن عينيّة من مدينة القدس، طريق الآلام، المقبرة اليوسيفية، باب السلسلة، درجة الطابوني، خان العطار، سوق الباشورة، خان الزيت، عقبة التكية، وغيرها الكثير من الأسماء للأماكن، كأنه يريدنا أن نحفظها في عقولنا.

يحرص حبيبي من خلال ذكر أسماء الأماكن بأسمائها المجردة من حفظها، ويقدم من خلالها صورة دقيقة للمكان الفلسطيني، القرية والمدينة، الشوارع والأماكن المقدسة، فالوصف لدى حبيبي لا يتعلق بالمدى الجمالي بل بالبعد التاريخي الجغرافي، وذلك كي يتمكن من توثيق الأمكنة وتاريخها، وما جرت فيها أحداث ردًا على الاستلاب والهدم الّذي يتعرض له التاريخ الفلسطيني.

بين الموقف السياسي والأدبي

عُرفت أعمال حبيبي بكونها تُحاكي المكان والانسان الفلسطيني الباقي في أرضه، ولم يتوانى يومًا عن إظهار هذا الموقف من خلال الأدب كما شرحنا في البنود السابقة، ولكن على العكس مما كتب، ومما نادى به من تحرير البلاد وصوت الانسان الفلسطيني المختنق في ظل السياسات الإسرائيلية، فإنّ حبيبي كان أحد أعضاء الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وكان من أوائل النواب العرب في الكنيسيت الإسرائيلية، وأحد أبرز الأصوات الّتي أيّدت حل الدولتين سياسيًا.

يظهر هذا الموقف المتباين بين حبيبي الأديب وحبيبي السياسي، معظم المواقف المبهمة وتداخل الهوية لدى الفلسطينيين في البلاد، فهم من ناحية يحاولون التواصل مع امتداد شعبهم العربي والمحافظة على الأصل الّذي يربطهم بالأرض والشعب، لكنهم في ذات الوقت يبحثون عن “الفتات” السياسية الّتي تمنحهم بعض الحقوق الّتي يمكن للحكومات الإسرائيلية سحبها منهم في أي لحظة.

وقد تعرض إميل حبيبي للكثير من الانتقادات بسبب مواقفه الّتي كانت تتوافق مع مواقف الحزب الشيوعي، حول تقسيم فلسطين واتفاقية أوسلو لاحقًا، وقد كانت هذه المواقف تنبع من فكرة اتحاد شعوب منطقة الشرق الأوسط ضد قوى الاستعمار العالمية، والعيش بسلام بين اليهود والعرب على أرض فلسطين، حيث تنقسم الأرض إلى دولتين إسرائيلية وفلسطينية على حدود عام 1967.

أثبتت هذه المواقف لاحقًا فشلها، خاصةً بعد الانتفاضة الثانية، حيث قال حبيبي في إحدى مقابلاته إن حل أوسلو لم يكن الحل المثالي والمنصف للفلسطينيين، لكنه كان أفضل من الحلول الأخرى. ظل هذا الجدل حول مواقف حبيبي قائمًا حتى بعد وفاته، وشكل هذا السياسي – الأديب نقطة جدلٍ طويلة بين الأدباء الفلسطينيين، فلم يتفق على مواقفه الجميع ولم يتفق على انتقاده أيضًا.

كيف تمّ نقل أربعة ملايين كتاب

كيف نقلت المكتبة الوطنية مجموعاتها-ليس على مرحلة واحدة، بل على مرحلتين- من موقع لآخر؟ تبيّن لنا هذه الصور عملية نقل مئات آلاف الكتب، ولاحقًا ملايين الكتب إلى المقرات المختلفة للمكتبة الوطنية على مر السنين.

Ara715

على يسار الصورة، نقل كتب المكتبة الوطنية من مبنى تراسنطة إلى الحرم الجامعي في جفعات رام في عام 1960؛ على يمين الصورة، خزائن الكتب المشغّلة بالروبوتات في مبنى المكتبة الوطنية الجديد

هذا المقال مترجم عن اللغة العبرية للكاتبة عوفريت أساف أرييه

في 10 كانون الثاني 2023، استكملت عملية نقل الكتب من الموقع الحالي للمكتبة الوطنية الإسرائيلية في جفعات رام إلى موقعها الجديد. نُقِلَ بالمجمل 3.6 ملايين كتاب، وهو إنجاز مهمّ في الطريق نحو نقل المكتبة الوطنية إلى موقعها الجديد بجوار الكنيست.

مرّت المكتبة منذ تأسيسها بتغييرات كثيرة، من حيث موقعها ومجموعاتها. ولكنّ نقل هذه الكمية الهائلة من الكتب من مبنى لآخر تمّ على مرحلتين: في عام 1960 وفي عام 2022.

 نقل الكتب: 1960 مقابل 2022 

في عام 1948، خلال الحرب، سُدّت الطريق إلى الجامعة العبرية في جبل المشارف، وكذلك الأمر بالنسبة للمكتبة الوطنية، وكانت تدعى في حينه “المكتبة الوطنية الجامعية اليهودية”. نتيجة لذلك، تناثرت الكتب لتصل في نهاية المطاف إلى أماكن مختلفة في الجزء الغربي من المدينة، من بينها مبنى ترسانطة، مكتبة كنيس يشورون وأماكن عديدة أخرى. في عام 1960، نُقلَ مقر المكتبة مجددًا، من المباني المختلفة التي أوَتْ مجموعات المكتبة بشكل مؤقّت، إلى مقرها الحالي في الحرم الجامعي جفعات رام في الجامعة العبرية. وثّق المصور دافيد هاريس عملية النقل هذه في مجموعة رائعة من الصور تستعرض الجهود الحثيثة التي بذلها طاقم المكتبة لنقل مئات آلاف الكتب من المواقع المختلفة إلى المبنى الجديد. في الوقت الحالي، يوثّق المصوّرون مجددًا عملية نقل كتب المكتبة إلى مقرها الدائم الجديد.

تحميل الكتب لنقلها إلى مبنى المكتبة الحالي في الحرم الجامعي جفعات رام، 1960

 

بدء عملية نقل الكتب، تشرين الأول 2022. صورة: أودي إلفاسيكما ترون، فإنّ العمل شاق جدًا، وهو مكوّن من عدة مراحل: أولًا التصنيف، ومن ثم رَزْم الكتب وأخيرًا نقلها. في عام 1960، حمّلت الكتب داخل خزائن كتب، ومن ثم تم حزمها وربطها بحبل أو وضعها داخل صناديق. ثم قام أعضاء الطاقم بتحميل الخزائن والرزم والصناديق على شاحنات. أما في الوقت الحالي، تتضمن العملية أساسًا رافعات شوكية وشبه مقطورات- لأنّ المجموعة كبرت بطبيعة الحال.
عمّال ينقلون الكتب من مبنى ترسانطة إلى موقع الحرم الجامعي جفعات رام، 1960. تصوير: دافيد هاريس 

 

تصنيف الكتب في المبنى الجديد. تصوير: ألباتروس

 

مستودع المكتبة الوطنية الجامعية اليهودية في تراسنطة، 1960. تصوير: دافيد هاريسعملية التصنيف الحالية مختلفة أيضًا عما كانت عليه في الماضي: ففي حينه، تم تصنيف الكتب يدويًا فقط. أما الآن، فهي تدمج بين التصنيف الرقمي واليدوي والذي يتمحور حول المسح الضوئي لشفرات التعرف (باركود) الموضوعة على الكتب.
تصنيف الكتب في جفعات رام، 1960. تصوير: دافيد هاريس

 

تصنيف الكتب في مبنى المكتبة الوطنية الجديدـ، 2022. تصوير: ألباتروس

 

أما في الوقت الحالي، فقد نقلت جميع كتب المكتبة إلى الخزائن الرئيسية الآلية، خزنت داخل صناديق خاصة فوق منظومة رفوف متعددة الطوابق. عند طلب كتاب ما، فإنّ البحث عنه لا يتم من قبل عضو طاقم بشري، بل من قبل روبوت على شكل رافعة. يعرف الروبوت من أي صندوق يجب إخراج الكتاب، ومن أي رف. ثم ينقل الصندوق إلى الموقع حيث يستطيع طاقم المكتب إخراج الكتاب المطلوب. من المدهش أيضًا عدم وجود أية قوى عاملة داخل المستودع الآلي الضخم، والذي يحتوي على نسبة أكسجين منخفضة وحيث تخزّن الغالبية العظمى من مجموعات المكتبة. يعرف الروبوت بالضبط من أين يجب استخراج كتاب معين من ملايين الكتب المرتبة في الصناديق المنظمة بعناية ودقة.

خزائن الكتب في جفعات رام. تصوير: حنان كوهين

 

المستودع الآلي في المبنى الجديد للمكتبة الوطنية، 2022. تصوير: يانيف ليفي كوريمتبيّن الصور أنّ نقل هذه الكمية من الكتب- والتي تتضمن مئات آلاف، بل ملايين الكتب- يبدو مدهشًا بصريًا، ولكنه مركّب جدًا من الناحية التقنية. اتبعت المكتبة تقنيات رقمية وتناظرية لحفظ مجموعاتها، مع الحرص على وضع كل كتاب في موقعه المناسب على الرفوف، ومع مرور السنين، توسّع حيز المستودع أكثر فأكثر.في السنة المقبلة، ستستكمل المكتبة الوطنية نقل جميع الكتب إلى الحرم الجامعي الجديد، وعند فتح أبوابها، ستكون ملايين الكتب هذه متاحة لكم، بالإضافة إلى سائر مجموعات المكتبة.