أين ذهبت القهاوي؟ عن إعلانات القهاوي فترة الانتداب البريطاني

إلى جانب تقديم للقهوة والشّاي، قدّمت القهاوي الفنون والأدب والثّقافة. تحمل ملصقات القهاوي العديد من الحكايات التي رافقت المجتمع الفلسطيني فترة الانتداب.

قهوة كوكب الصباح

“قهوة” أو “القهوة البلدي” كما تسمّى في مصر هو الاسم التّراثي والمتداول لمئات السّنين للمقاهي الشّعبيّة الّتي امتدّت وتنوّعت وظائفها في عشرات المدن والعواصم العربيّة. أقيمت أولى القهاوي الشّعبيّة في عهد الدولة العثمانيّة في القرن الخامس عشر، وتختلف المصادر حول المدينة الأولى الّتي نشأت بها القهاوي، فبعضها يشير إلى دمشق وبعضها يشير إلى مكّة وبعضها يشير إلى القاهرة، حيث كان يلتقي التّجار لنقاش صفقاتهم أثناء شرب القهوة أو تدخين الأرجيلة ثم بدأت وظائفها الاجتماعيّة والثقافية تتبلور شيئًا فشيئًا. فكانت الملهى اللّيليّ تارة، والملتقي الفكريّ تارة، أو ملتقى الأصحاب من كبار السّن للعبة النّرد، أو استراحة الظّهر لزملاء الدّراسة، والمساحة الّتي تتطوّر بها الجدالات السّياسيّة ونقاشات الوضع الرّاهن. كانت القهاوي غالبًا مفتوحة أبوابها العريضة على الرّصيف والشّارع حيث تمتد مقاعدها كذلك، ممثّلةً طبيعة حيّزها الّذي تربّع بين العام والخاص، والّذي اقتصر طويلًا على الرّجال دون النّساء.

قهوة في القاهرة عام 1898، أرشيف مكتبة الكونغرس
قهوة في القاهرة عام 1898، أرشيف مكتبة الكونغرس

ما زالت القهاوي موجودة اليوم في المدن والعواصم العربيّة لكنّها قليلة وليست الوجهة الأولى لشرائح عديدة من المجتمع، فهناك المقهى المعاصر اليوم، وشبكات التّواصل، ونمط الحياة السّريع والإستهلاكيّ الّذي لم تعد القهوة البلديّة تشبهه بهدوئها وتواضعها.

وجدنا في مجموعة ملصقات المكتبة الوطنية بالعربيّة إعلانات عديدة تخصّ قهاوي شعبيّة في حيفا ويافا والقدس وغيرها من المدن الفلسطينيّة تعود غالبيّتها لفترة الانتداب البريطاني وعدد قليل لفترة الدولة العثمانيّة، نعرض لكم بعضها هنا.

لتصفّح جميع الملصقات بالعربيّة هنا. (رابط البوابة)

تدلّنا الملصقات على طبيعة مختلفة للقهاوي عن تلك العفويّة والفوضويّة في أذهاننا. فهنا تقوم إدارة القهوة بالإعلان عن برنامج فعاليّاتها مسبقًا وتوزّع منشوراتها المصمّمة والمصوّرة بعناية لحشد الجمهور. تجدون في بعضها أسعار المشروب وفي بعضها الدخوليّة – خمسون قرشًا، ثلاثين مليم للشراب الواحد، ونظافة وخدمة راقية تنتظركم. كما تطغى الحفلات الرّاقصة وأمسيات السّمر على منشوراتها الّتي تبرز بها أسماء الرّاقصات والمغنّيات والعازفون وأحيانًا صورهم. كما يظهر في مناشير قهوة كوكب الصّباح، لصاحباها الحاج عبد الحميد وخليل المغربي، الّتي يبدو أنها كانت وجهة شهيرة للحفلات الغنائيّة والرّاقصة في حيفا في سنوات الثلاثينيّات. وتظهر في بعض المنشورات باسم قهوة وبار كوكب الصّباح.

يعرض المنشور اسم القهوة في العنوان وفي الغالب يتلوها اسم صاحبها الكامل، ثم بكلمات لبقة ك “بشرى سارّة لأهالي حيفا” يبدأ المنشور بدعوة النّاظر إليه لحدث لا يريد أن يفوّته: الرّاقصة الشّهيرة فلانة أو عازف العود فلان، الزّمان والمكان وجملة ختاميّة تعدّ بليلة لا تُنسى. وإن كان ضيوف السّهرة من المشاهير فترفق صورة بالأبيض والأسود في المنتصف أو على الأطراف، كما في منشور أمسية السّيدة ماري شهاب. كما يفصّل المنشور أنواع الرّقص الّتي تتقنها ضيفة السّهرة: ومنها المصري والتركي والعربي والإفرنجي. وكذلك الأمر في منشورات كل من قهوة “قصر البحر” وقهوة “الانشراح”. وفي بعض المنشورات تجدون تفصيلًا للخدمات اليوميّة الّتي تعرضها القهوة. فيوضح أحد منشورات قهوة كوكب الصّباح أن “كل صباح لغاية الساعة الثّامنة مساءً فنجان القهوة أو الشاي ب 5 ملات والكازوز 10 ملات، ومن الساعة الثامنة مساءً لغاية الساعة الثانية عشر مساءً سمع وطرب مع تقديم فنجان قهورة أو شاي أو كازوز أو مشروبات روحيّة ب 30 مل فقط”.

ملصق مصوّر لقهوة وبار كوكب الصّباح في حيفا، مجموعة الملصقات والإفميرا بالعربيّة، المكتبة الوطنيّة.
ملصق مصوّر لقهوة وبار كوكب الصّباح في حيفا، مجموعة الملصقات والإفميرا بالعربيّة، المكتبة الوطنيّة.

 

ملصق  لقهوة النشراح في الثلاثينيّات، مجموعة الملصقات والإفميرا بالعربيّة، المكتبة الوطنيّة.
ملصق  لقهوة الانشراح في الثلاثينيّات، مجموعة الملصقات والإفميرا بالعربيّة، المكتبة الوطنيّة.

 

ملصق  لقهوة كوكب الصّباح في حيفا، مجموعة الملصقات والإفميرا بالعربيّة، المكتبة الوطنيّة.
ملصق  لقهوة كوكب الصّباح في حيفا، مجموعة الملصقات والإفميرا بالعربيّة، المكتبة الوطنيّة.

 

منشور لقهوة قصر البحر، مجموعة الملصقات والإفميرا بالعربيّة، المكتبة الوطنيّة.
منشور لقهوة قصر البحر، مجموعة الملصقات والإفميرا بالعربيّة، المكتبة الوطنيّة.

أما في يافا فنجد على مسرح “قهوة البلور” ليلة السبت 10 تشرين الأول 1919 مسرحيّة “فتح الأندلس أو طارق بن زياد”، يقوم بتمثيلها عمّال سكّة الحديد في يافا! ويتّضح من المشروع أنّ النّشاط تطوّعيًا ويجمع ريع المسرحيّة لإعالة عائلات “مستشهدي سكة الحديد الفلسطينيّة”، وتتضمن الأمسية فقرة طربيّة لـ “بلبل فلسطين” السيد درويش اسكسك والسّيدة ثريّا ويتلوهم فعل مفاجئ ومضحك. يدلّنا المنشور هذا بالتحديد على دور إضافيّ للمقاهي تشكّل في المناخ النّضالي وكان جزءًا منه. وفي منشور آخر لقهوة البلور يعود لعام 1907 تعلن القهورة بلغات ثلاث: العربيّة والتركيّة والإنجليزيّة عن أمسية فنّية أخرى. وهو المنشور الوحيد الّذي يستهدف غير العرب من الضّيوف.

منشور لقهوة البلور عام 1907 في يافا، مجموعة الملصقات والإفميرا بالعربيّة، المكتبة الوطنيّة.
منشور لقهوة البلور عام 1907 في يافا، مجموعة الملصقات والإفميرا بالعربيّة، المكتبة الوطنيّة.

 

منشور لقهوة البلور عام 1919 في يافا، مجموعة الملصقات والإفيمرا بالعربيّة، المكتبة الوطنيّة.
منشور لقهوة البلور عام 1919 في يافا، مجموعة الملصقات والإفيمرا بالعربيّة، المكتبة الوطنيّة.

لا شكّ أن الملصقات وسيلة ممتعة وناجعة للتعرّف على الماضي عن قرب ومحاولة استكشاف ملامحه ومعايشتها. وملصقات القهاوي ما زالت محفوظة وتحمل لنا تفاصيل كثيرة عن الحياة الاجتماعية والثّقافية للمدن الفلسطينيّة، وتحمل أسماء فنّانين وفنّانات وملّاك ما زالت قصصهم مجهولة لنا، وما نعرفه على الأقل أنّ تلك القهاوي كانت حافلة بالبرامج الترفيهيّة وأنها إلى جانب تقديمها للقهوة والشّاي قدّمت الفنون والأدب والثّقافة.

 

صهيونيّون عارضوا قيام الدّولة اليهوديّة

لإنقاذ الوجود اليهوديّ في البلاد لا بد من التّخلي عن حلم "الدّولة اليهوديّة"؛ لجنة "إيحود فلسطين" وموقفها من الدولة اليهودية.

مارتين بوبر ويهوذا ماجنيس من شهادتهم أمام لجنة الّتحقيق الأنجلو أمريكيّة في القدس، 14 مارس 1946، القدس المصدر : شهادة مارتين بوبر ويهوذا ماyنيس امام لجنة التحقيق الأنجلو أمريكيّة، 1946، أرشيف مارتين بوبر، المكتبة الوطنيّة.

مارتين بوبر ويهوذا ماجنيس من شهادتهم أمام لجنة الّتحقيق الأنجلو أمريكيّة في القدس، 14 مارس 1946، القدس

مذكّرة “إيحود” فلسطين للجنة التحقيق الأنجلو-أمريكيّة

بعد نهاية الحرب العالميّة الثّانية وجدت بريطانيا نفسها في مأزقٍ حيال فلسطين ووعدها بإنشاء الوطن القومي لليهود فيها “دون المسّ بالفئات غير اليهوديّة” كما جاء في نصّ الوعد. أحداث متتالية امتدّت على مدار سنوات العشرينيّات والثّلاثينيّات دفعت بريطانيا لتوضيح سياساتها أو إعادة صياغتها فيما يراعي غضب العرب تارة وما يراعي غضب اليهود تارة، إلّا أن الواقع وتسارع الظروف والأحداث باتّجاه كارثة متوقّعة لم يكن بالشيء الّذي يمكن لجمه بسهولة.

اعتادت بريطانيا حتّى ذلك الوقت بتقديم كتابها الأبيض وتقارير الانتداب إلى عصبة الأمم، ونظرًا إلى حلّها عقب الحرب العالميّة الثّانية وازدياد النّفوذ الأمريكي في السّياسة العالميّة، تمّ الاتّفاق على انشاء لجنة التّحقيق الأنجلو-أمريكيّة الّتي تكوّنت من إثني عشر عضوًا جابوا فلسطين لثلاثة شهور من مطلع العام 1946 من أجل المعاينة وتقديم توصيات مدروسة لحكومتيّ بريطانيا والولايات المتّحدة الأمريكيّة حول ما يجب فعله في فلسطين. إلّا أن توصياتها لم تنفّذ قطّ، عقب قرار بريطانيا بالتّنصّل من المسألة برمّتها وتسليمها للأمم المتّحدة.

خارطة الكثافة السّكانية لفلسطين عام 1946، من إعداد هيئة مسح فلسطين البريطانيّة لاطّلاع اللّجنة خصّيصًا.
خارطة الكثافة السّكانية لفلسطين عام 1946، من إعداد هيئة مسح فلسطين              البريطانيّة لاطّلاع اللّجنة خصّيصًا.

الوصف: الكثافة السّكانيّة في فلسطين حسب الطّوائف، 1946، مجموعة خرائط عيران ليئور، المكتبة الوطنيّة.

للاطلاع على جميع خرائط مسح فلسطين اضغطوا هنا 

إلى جانب التجوّل واتّخاذ بعض التّقارير من حكومة الانتداب الفاعلة في فلسطين، قامت اللجنة بعقد جلسات استماع عامّة لاتّخاذ مقترحات ومقابلة متحدّثين باسم الفئات المختلفة للاطلاع على المشكلات المطروحة من جهة ولاستطلاع رؤية السّكان من جهة أخرى. من إحدى المذكّرات الّتي قدّمت أمام اللّجنة بشكلٍ مدروس وكان أثرها واضحٌ في توصيات اللّجنة لاحقًا كانت مذكّرة لجمعيّة “إيحود” فلسطين. إليكم بعض ممّا جاء فيها:

“بعضنا سكن هنا بما يكفي ليدرك أن اليهود والعرب قد تعاونوا في الماضي ويمكن أن يتعاونوا في شتّى مجالات الحياة بما فيها السّياسيّ، إلّا أن ذلك التّعاون السّياسي لن يأتي من تلقاء نفسه. هناك شرط واحد لتحقيق هذا التّعاون وهو أن يصبح موضوعًا مركزيّا للسياسة العليا وأن يتم تكثيف هذه السّياسة سلطويّا يومًا بعد يوم وعامًا بعد عام.

نحن ندرك جيّدًا عدم مثاليّة اقتراحاتنا العمليّة، لكننا نعلم شيئًا واحدًا بالتأكيد: المخرج الوحيد من المأزق الّذي نحن فيه هو التّعاون اليهوديّ-العربيّ”.

مطلع مذكّرة “إيحود” فلسطين إلى لجنة التّحقيق الأنجلو أمريكيّة، 1946، أرشيف المكتبة الوطنيّة الإسرائيلية.

رأى هؤلاء الأفراد القادمون من خلفيّة دينيّة إصلاحيّة في الغالب أنه لإنقاذ التّواجد اليهوديّ للبلاد لا بد من التّخلي عن حلم “الدّولة اليهوديّة” كما نظّر لها هرتسل في كتابه “الدولة اليهوديّة” والّذي تأسس جدول عمل ورؤية الحركة الصّهيونيّة حوله منذ لحظة تأسّسها. وبدلًا عن ذلك، فإن فكرة دولة ثنائيّة القوميّة في فلسطين بدت لهم الحلّ الأفضل رغم وعيهم بعدم مثاليّتها لأي من الطّرفين، كما أوضح الائتلاف في المذكّرة الّتي قام بعرضها أمام لجنة التّحقيق الأنجلو-أمريكيّة عام 1946. والّذي احتوى على مقترحٍ مفصّل لكيفيّة إدارة الدولة ثنائيّة القوميّة بما يضمن التّشارك العادل للسلطة والاستقاليّة المضمونة لكلٍ من الشّعبين في إدارة شؤونه بنفسه. ورغم تركيز الإيحود على فكرة التّعاون الثّنائيّ، لم يكن هناك صوتًا فلسطينيّا يذكر في صفوفه الأماميّة. في الواقع، أخذت اللّجنة الكثير من مقترحات “إيحود فلسطين” بالفعل، والّتي لم تطبّق على كلّ حال.

“عرب إسرائيل يتفلسطنون”- نظرة الصحافة الإسرائيلية إلى ذكرى يوم الأرض

نظرة إلى عينة من أخبار الصحافة الإسرائيلية في كيفية تعاملها مع أحداث يوم الأرض خلال سنوات السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي

يسعى هذا المقال إلى إظهار ردود الافعال في الصحافة الإسرائيلية وكيف كان تعاملها مع ذكرى يوم الأرض خلال فترة نهاية السبعينيات وعقد الثمانينيات من القرن الماضي. ويمكن تلخيص هذه السياسة من خلال شقين؛ إما الهجوم المبطن والتحذير من الهوية الفلسطينية المتجذرة ضمن صفوف المواطنين العرب في إسرائيل أو محاولة نقل الأخبار بطريقة هامشية بعيدة كل البعد عن محاولة إضافة الشرعية على المتظاهرين أو تحقيق العدالة للضحايا منهم.

ذكرى يوم الأرض

في الثلاثين من آذار عام 1976، وكرد فعل على القرار الذي صدر في صيف 1975 والذي نصّ على مصادرة ما يقرب الـ 20 ألف دونماً من أراضي منطقة رقم 9 التابعة لبلدة عرابة، سخنين ودير حنا وذلك لصالح مشروع (تطوير الجليل)، انطلقت المسيرات العامة والتظاهرات التي جابت غالبية القرى العربية في الجليل والمثلث والنقب؛ ابتداءً من قرية عرّابة (اليوم أصبحت مدينة) والتي سقط فيها أول ضحية وهوالشاب خير ياسين، ومن ثم استعرت التظاهرات إلى باقي القرى والمناطق، وسقط المزيد من الضحايا حتى وصل عددهم إلى 6:

خديجة قاسم شواهنة، رجا حسين أبو ريا، خضر عيد محمود خلايلة، محسن حسن سيد طه، رأفت علي زهدي وخير ياسين.

أدّى سقوط الضحايا برؤساء المجالس المحلية إلى رفع مذكرة إلى حكومة إسحق رابين (رئيس الحكومة آنذاك) مطالبين بالعدل والمساواة وذلك من أجل إنشاء لجنة تحقيق في أحداث يوم الأرض.

 

صحيفة معاريف- “يوم الأرض- إشارة على عملية فلسطنة عرب إسرائيل”

                         صحيفة معاريف، 2 نيسان 1976

بتاريخ 2 نيسان 1976، نشرت صحيفة معاريف مقالًا صحفيًا تلقي فيه الضوء على أحداث يوم الأرض. ولا بد أن نقول بأن العنوان “عرب إسرائيل يتفلسطنون” هو عنوان ليس بالصادم بوقتنا الحالي (بالنسبة للصحافة الإسرائيلية)، لكن عند العودة إلى عام 1976، وذاك التاريخ لم يكن بالتاريخ البعيد عن فترة انتهاء الحكم العسكري الذي تم فرضه على المناطق العربية حتى عام 1966، والذي فيه تمت محاولات محو واقتلاع جذور الهوية الفلسطينية (بشكل مباشر وغير مباشر)، لم يكن لدى الوعي والحيز الإسرائيلي أي استعداد لتقبل الهوية الفلسطينية للمواطنين العرب في البلاد. وهذه أحد الأمور التي قام يوم الأرض بكسرها وأحدث فيها مفارقة كبيرة لا تزال آثارها متوهجة حتى يومنا هذا.

بالعودة إلى مقال صحيفة معاريف بقلم “إيلي ريخس” الذي كان باحثًا في معهد شيلوح، قامت الصحيفة بإطلاق تسمية “الشباب” على المتظاهرين وبالتحديد على صورة التقطها المصور شموئيل رحماني “24 بلوس” لمتظاهرين من منطقة المثلث.

في مقدمة المقال، يقوم الكاتب بتقديم يوم الأرض- من وجهة نظر القوى الأمنية الإسرائيلية- بكونه “إشارة مركزية على التطرف الموجود والمتواصل تجاه إسرائيل منذ حرب الأيام الستة (حرب حزيران عام 1967)، وبأن انهيار الفواصل بين العرب “إسرئيل” و عرب “المناطق” (العرب الموجودين بالمناطق المحتلة) أدى إلى تجديد العلاقة مع الهوية الفلسطينية بعد انقطاع دام أكثر من 17 عامًا نتيجة حرب الاستقلال (حرب عام 1948)”.

لتصفح المقال الكامل باللغة العبرية اضغطوا هنا

صحيفة دافار- رفض رسمي لإقامة لجنة تحقيق لأحداث يوم الأرض

  صحيفة دافار، 18 نيسان 1977

بتاريخ 18 نيسان 1977، نشرت صحيفة دافار خبرًا مفداه رفض الحكومة عرض الوزيرين فيكتور شيم- توف وموشيه كول لإقامة لجنة تحقيق وزارية في أحداث يوم الأرض بقرى المثلث- جت وباقة الغربية. وكان هذا الرفض الرسمي بشكل قاطع لا رجعة فيه. تعود حيثيات عرض إقامة لجنة وزارية إلى لقاء بين ممثلين القرى المذكورة مع الحكومة والذين طالبوا فيها بإقامة لجنة التحقيق المذكورة.

لتصفح المقال الكامل باللغة العبرية اضغطوا هنا

صحيفة معاريف- “ما هو يوم الأرض؟”

                       صحيفة معاريف، 2 نيسان 1989

بتاريخ 2 نيسان 1989، بعد أكثر من 13 عامًا على أحداث يوم الأرض، وجهت صحيفة معاريف الأنظار نحو ما هو يوم الأرض ومفهومه لدى المجتمع اليهودي في إسرائيل، حيث تطرق المقال إلى آراء المواطنين اليهود حول يوم الأرض وما هي الذاكرة المتجذرة حوله.

يقول يتسحاق ليفي- 42 عامًا، من بات يم” يوم الأرض هو حدث مرتبط بالعرب الفلسطينيين، لكنه ليس مرتبطًا بالانتفاضة (التي اشتعلت عام 1987).

أفراهام معرافي- 35 عامًا، من بات يم ” سمعت عن ذلك خلال هذا الأسبوع، يوم الأرض هو يوم عيد بالنسبة للفلسطينيين؛ منهم من يحتفل به بأعمال شغب ومنهم من يحتفل به كيوم إجازة من العمل”.

راحيل كوهن- 21 عامًا، كريات غات” أنا لا أعلم ما هو ولماذا هو موجود. أنا فقط أعلم أنه حدث مرتبط بالفلسطينيين وبحرب الاستقلال”.

ميري آرو- 36 عامًا، حيفا ” يوم الأرض هو يعكس يوم تحرير السكان العرب في إسرائيل. وترتبط هذه المناسبة بقضية الأراضي التي بدأت منذ سنوات الخمسينيات.

لتصفح المقال الكامل باللغة العبرية اضغطوا هنا

إتاحة المواد المرتبطة بأحداث يوم الأرض في المكتبة الوطنية الإسرائيلية

بمناسبة حلول ذكرى يوم الأرض، قام طاقم المضمون الرقمي في المكتبة الوطنية الإسرائيلية ببناء بوابة معرفية حول المواد المرتبطة بأحداث يوم الأرض من أجل إتاحتها للجمهور؛ حيث العديد من المواد الرقمية الحصريّة لصور المسيرات في سنوات مختلفة، وكذلك بعض الصور والملصقات الخاصة بالنضال المشترك للعرب واليهود، وأخبار من أرشيفي الصحف العربية (وتحديداً صحيفة الإتحاد) والإسرائيلية وكيف تعاملت وجهات النظر المختلفة مع هذا اليوم. فيما تجدون في آخر البوابة المصادر التي استندنا إليها في هذا النص والمواد الرقمية الواردة.

يمكنكم تصفح البوابة الرقمية الخاصة بذكرى يوم الأرض من خلال الضغط هنا 

عينٌ على أحياء عكا : “لا يصيبنا إلّا نصيبنا”

ضمن سلسلة عين على العرب، اخترنا هذه المرة بقعة جغرافية ينظر إليها الناظر؛ البعيد قبل القريب برؤى ثقافية وتاريخية متعددة ومتباينة، إنها مدينة عكا الساحلية.

حي الفاخورة عام 1951، عكا

ضمن سلسلة عين على العرب، اخترنا هذه المرة بقعة جغرافية ينظر إليها الناظر؛ البعيد قبل القريب برؤى ثقافية وتاريخية متعددة ومتباينة، إنها مدينة عكا الساحلية. هذه المدينة، الصغيرة برقعتها الجغرافية الممتدة بتاريخها العريق وصيتها الذي وصل مشارق الأرض ومغاربها، تختزن العديد من الحكايا والسرديات والمواد المؤرشفة التي آن لنا أن نلقي الضوء عليها ونمسح عنها الغبار. في هذا المقال، ارتأينا أن نظهر بعض مواد مؤرشفة متنوعة تركز على الواقع المعاش لأهالي المدينة خلال فترة الحكم العسكري الذي تم فرضه على المواطنين العرب في البلاد وخاصة الفترة التي أعقبت سنوات الحرب عام 1948. تتضمن المواد الأرشيفية صور توثيق معالم المدينة وساكينيها بالإضافة إلى مقتطفات إخبارية من الصحافة العربية التي هدفت لإيصال صوت أهل عكا ومعاناتهم.

تدلّنا المواد المؤرشفة بين أيدينا من صورٍ التقطها مصوّرون في عكا في سنوات الخمسينات والستينات، أو أخبار تناولت المدينة في الصحافة الفلسطينية آنذاك على واقعٍ سكنيّ أليم، كانت ولا تزال تعايشه المدينة القديمة. ففي صور أرشيف المصوّر بوريس كارمي مثلًا، والذي زار عكا في الخميسنيات والستينيات والسبعينيات والثمانينيات، ووثّق حالة بعض الأحياء السكنية، نستطيع تمييز حالة المباني وظروف ساكنيها الصعبة بوضوح. إلا أنها على الجانب الآخر تُظهر لنا طبيعة الحياة اليومية وأسلوب المعيشة الفريد لدى ساكني المدينة وزوّارها، على اختلاف مجالات الحياة من صيدٍ وتجارة وتعليم وسياحة وعبادة.

عكا؛ رومانسية الماضي وواقع الحكم العسكري الأليم

جاء في في مقالة كتبها رمزي خوري لجريدة الاتحاد في الأول من أيار عام 1950 بعنوان “يومٌ مع الحكم العسكري في عكا”، يصف بها اجراءات وقفه وسجنه لأسبوع، على أثر قدومه إلى عكّا من قرية البعنة بلا تصريح من الحاكم العسكريّ.

“وما وصلت بنا السيارة قرب تل الفخار القريب من عكا الا وكاننا في ميدان الجنود مبعثرين على اليمين وعلى الشمال يوقفون السيارات ليسألوا ركابها “اذا كان بينهم عرب” فيطلبون منهم ابراز التصاريح العسكرية…لا حاجة للكلام عن الانتظار في الساحة والاوامر الصارمة بالانتقال من مكان الى آخر والجلوس وعدم الوقوف ومنع الكلام ومنع الاتصال مع احد من الناس..الا انّ ما لفت نظري هناك كان عدد من النساء الفلّاحات.. وقد جمعن في احدى زوايا الساحة (ساحة قسم الشرطة حيث الحاكم العسكريّ)، امام كل منهن دست من اللبن كانت قد جاءت به مشيًا على الأقدام لتبيعه في عكا”.

في عكا مدينتين؛ مدينة للسواح ومدينة لأهالي عكا العرب

في مقالته “جولة قصيرة في عكا” عام 1963، يرافق رمزي خوري إحدى السائحات في طرقات “ضيّقة، متعرّجة، مزروعة بأطفال حفاة وأوحال”،  ليريها واقعًا آخر لعكا غير الذي يرونه السّياح، وغير الذي وصفته له هي بال”رومنطيقي”. في الحقيقة، تشير نسبة كبيرة من الأخبار التي خصّت عكا بالذكر في تلك الفترة إلى خطر انهيار المنازل في البلدة القديمة وازدياد الركام ومطالبات أهلها بتوفير سكنٍ بديل أو ترميمها أو توفير بعض المقوّمات الأساسية للعيش.

إحدى حارات عكا القديمة، 1975، مجموعة بوريس كرمي، الأرشيف المصور للمكتبة الوطنية الإسرائيلية.

قام محمود أبو شنب مثلًا بكتابة مجموعة من المقالات لجريدة الاتّحاد في سنوات الستينات والسبعينات، يُسائل بها بلدية عكا والحكومة ويحمّلها مسؤولية انهيار بعض المباني على رؤوس ساكنيها في أحياء المدينة المختلفة. في إحدى تلك المقالات يخص بالذكر بيت عائلة الناطور الذي انهار أحد جدرانه بالفعل وكان على وشك الانهيار بالكامل. يقول أبو شنب في وصف البيت: “يسكن في شيء يقع في الطابق الثالث، ولكي تصل الى هذا الشيء، عليك أن تنحني مرتين أو ثلاث لتتفادى قناطر الدرج أو خطأ الدخول الى بيت الجيران.. لأن الدرج يمرّ هكذا الى أعلى حتى تنتهي الى درجات لا يزيد عرض الواحدة عن نصف متر بين جدرانين مرتفعين يكون أحدهما جدار الغرفة التي ينام فيها أولاد محمد ناطور الستة…إذ قبل أن تطأ قدمك عتبة البيت، يواجهك الحائط الشماليّ للغرفة التي ينام فيها الأطفال لترى فيه شقًا طويلًا من أعلى الحائط الى أسفله، وقبل أن تدخل البيت، تدرك سلفًا أن العائلة في خطر”. يكمل أبو شنب ليصف لنا مشوار محمود الناطور صاحب البيت في مطالبة البلدية بالإلتفات للجدار المشقوق في غرفة نوم أطفاله، حيث ينامون تحت السرير خشية انهيار الجدار عليهم مباشرةً، إلا أن مطالباته، كما يشير أبو شنب، لم تأت إلا بتسجيل المنزل في خانة “خطر” في سجلّات البلديّة، التي طالبته قبل أي شيء بالحصول على عقد إيجار من شركة “عميدار”، المالكة لبيوت عكا المسجّلة كأملاك غائبين. ومنها بيت العائلة المذكور.

أحد بيوت عكا القديمة من الداخل – 1975، مجموعة بوريس كرمي، الأرشيف المصور للمكتبة الوطنية الإسرائيلية.

ويشير خوري في مقالة أخرى إلى اهتمام البلدية ب”طريق السيّاح” الذين يتوافدون إلى المدينة لزيارة مواقعها الأثرية والاستجمام، في حين تهمل الأحياء السكنية والسوق “الموحل”. يقول بولس “ينفقون ألوف الليرات سنويًا للمحافظة على المظهر “الرومانتيكي” لهذا الطريق – الذي يجب أن لا يكون فيه أي مظهر من مظاهر البناء والتجديد..حتى عريش من الخشب والحصير يقيمها بقال”. وفي مقالةٍ إضافية، يخبّر أبو شنب عن انهيار أربعة بيوت بالفعل فوق ساكنيها ومصرع أحدهم تحت الركام.

مدخل لبيت فوق إحدى الخرائب عام 1962 – علّقت عليه نجمة داوود ومكتوب فوقها “لا يصيبنا الّا نصيبنا، مجموعة بوريس كرمي، الأرشيف المصور للمكتبة الوطنية الإسرائيلية.
المدخل الى متحف “حمام الباشا” بجانب سجن عكا، مجموعة بوريس كرمي، الأرشيف المصور للمكتبة الوطنية الإسرائيلية.

لم يكن قدم البيوت وميلها للانهيار المشكلة الوحيدة التي عانى منها العكاويون ولا يزالون الى اليوم. فكما تشير مقالات خوري وأبو شنب، عانى أهالي المدينة من فقرٍ شديد وبطالة واكنظاظٍ في المدارس، واعتاش الكثيرون على صيد السمك بالفعل. إلا ان كمّ الاشارات إلى العيش بين الركام وفوق الخرائب لا يمكن تجاهله. ففي النهاية، عكا التي لطالما سحرت الناظرين من بعيد مدينة عتيقة، يدرك أهلها عتقها كما لا يفعل أحد.

لتصفح البوابة المعرفية الخاصة بمدينة عكا وقراها المحيطة اضغطوا هنا 

مقطع من سوق عكا الكبير، 1950، مجموعة بوريس كرمي، الأرشيف المصور للمكتبة الوطنية الإسرائيلية.